علي الأنصاري

avatar

ربيع البوركيني

بقلم : علي الأنصاري

قبل سنوات  بناءا على احصائية اممية حول التعليم في العالم الثالث ،  كتبت خبرا  في موقع ليبي حول تفوق التعليم الاولي في بوركينافاسو على نظره في الجزائر وليبيا، ذلك الخبر المقال، جر علي لوم صديق ليبي وقال بأن الامر يتعلق بتجني مقصود وانتقاد من اجل الانتقاد فقط لا غير، رغم  استشهادي بالإحصاء الاممي لم يصفح لي الصديق العزيز الذي احس بالإهانة لان بلده مس وهو بلد الثوار والجماهير العظمى والقائد الملهم والراوي، وربما لان صديقي درس في ظل ذلك النظام.

لا اخفيكم، وبعد نقاش شككت في مصداقية ذلك الاحصاء ربما لأني لا اعرف بوركينافاسو جيدا، لكني اليوم وفي ظل ما سمي الربيع البوركيني اجد نفسي أتساءل، عن المآل الذي عرفه هذا الربيع ومقارنته بما عرفته ليبيا ابان ثورتها " لا ادري هل انتهت ام لازالت مستمرة".

بعد شهر من الثورة ضد كومباوري الصديق المقرب من القذافي، توصلت الاطراف في هذا البلد الى حل لأزمتها الناتجة عن فراغ  كرسي الرئاسة، فشل العسكري في الاستلاء على الحكم واعادة تجربة كومباوري، لكن بقي للجيش مكانته كطرف فاعل في العملية، فهو من امن العملية وهو من قاد الحوار.

الثورة التي لم تستمر سوى يومين ،كانت فاعلة في اجبار الرئيس على عدم التجديد لنفسه، كما فعل بوتفليقة مرتين في الجزائر وهو المقعد، في ذلك اليومين لم يتضرر اي من السكان المدنيين في ارواحهم وممتلكاتهم، بثقة بالذات- يقول لي احد الشهود- اتجه المحتجون الي مؤسستين حكومتين ، البرلمان الذي كان على موعد للتصويت على تعديل قانوني يجيز للرئيس الترشح لولاية ثالثة ومن ثم رابعة، والى الاذاعة الوطنية التي كانت تبث برامج تمجد الرئيس وتهيء الشعب له للاستمرار الى الابد على أعناق الشعب ،كما استهدف المحتجون مؤسسات اقتصادية تملكها عائلة الرئيس، لم يكن هناك اس خطأ في العملية.

توقف البرلمان عن التصويت وألغى العملية، اعترف الرئيس بالخطأ ،حاول المقاومة، اقتنع في الاخير بأن مرحلته انتهت، رحل دون مقاومة، المحتجون توقفوا فالثورة نجحت  والخراب سيكون خسارة للجميع والحياة يجب ان تستمر في اتجاه البناء والتطور، الباقي سيحل بالتفاوض والحوار بين ممثلي المجتمع المدني والسياسيين والعسكر.

نعود الى حيث بدأنا ،  ايهما اكثر وعيا الشعب البوركيني ام الشعب الليبي، اوليس الوعي نتيجة لتعليم فعال  يهتم بالكفايات اللازمة  لتأهيل والتطور؟  في نهاية 2015 سينتخب رئيس جديد لبوركينافاسو لا  شك ان سيأخذ بعين الاعتبار الشعب البوركيني.  للختم ، الدكتاتورية ديكتاتوريات، هناك ديكتاتوريات ترحل ولم تترك وراءها سوى الخراب، وهناك من يترك شئ ما.

يقال بأن الملك السابق لاسبانيا اخوان كارلوس، قيل له في بداية الثمانينات اثر انقلاب العسكر على الحكومة المنتخبة، بأن الديمقراطية في اسبانيا في خطر، فقال لهم  "الديمقراطية الحقيقة قادرة على الدفاع عن نفسها"

اكيد بأن الاسبان عرفوا قيمة الديمقراطية فهم يتذكرون  فضائع الديكتاتورية









0 تعليق ل ربيع البوركيني

أضف تعليق

البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور