بقلم : أحمد عصيد

البعض فاجأتهم وقاحة الشيخ وسوء أدبه وقلة احترامه لغيره، ولكن على من يتوقح الشيخ إن لم يكن على النساء ؟ فهنّ المرمى السهل دائما للمشايخ ودعاة التقليد وحراس المعبد والمرضى النفسيين. لكنهن بقلوبهن الكبيرة تتحملن كلّ ذلك، لأنهن يعلمن أنها صيحات احتضار التيار المعادي للإنسان وللحرية.

هي معركة قديمة طويلة كان فيها مجد الانتصار للنساء على أصحاب العمائم، لان النساء كنّ اكثر واقعية بينما كان الفقهاء أكثر قسوة

بعد أن فشل المشعوذون والشماكريا ورئيس الحكومة في مهمتهم ينبري الشيخ بنفسه

ماذا قال الشيخ ؟ قدم تصنيفا للنساء اللواتي لا يرضى عنهن أي (نساء الحداثة) على الشكل التالي:

"المواشي المعلوفة المحبوسة، التي يتم تسمينها للبيع والإيجار لكل راغب وطالب

 ـ المشغولات بعرض أشعارهن وصدورهن وفتاحتهن ومؤخراتهن وعطورهن وحليهن..". "صنف يستعمل لتأثيث الأسواق والمطاعم والمتاجر ومكاتب الاستقبال" .،

مرطبات للرؤساء والمدراء وكبار الزوار..

صنف "الفنانات" ويخصص غالبا لتجميل "الفنون" القبيحة الرديئة وستر قبحها ورداءتها.."

الآن بعد ان عرضنا وجهة نظر الشيخ نحيلها على الواقع المغربي لنفحص مدى مصداقيتها وجديتها،

ـ ويتضح مما سبق أن الرجل حاقد جدا على خروج المراة من أسْرِ ظلت فيه لقرون، وكما شاهدنا في الأخير، فهو يعتبرها قاصرة في ذهنه، وأنها مجرد مسيَّرة لحتفها المشؤوم.. ويسعى لتأليب النساء ضد الرجال جملة وتفصيلا..
ـ يبدو أن الرجل جد حانق على آخر مسيرة نظمت بالرباط يوم السبت 6 دجنبر، حيث عبرت النساء بقوة عن مطلب المسواة، مما يجعله يفقد صوابه ويُخرج ما خرج به..
ـ لم يتحدث في مقالته عن استغلالات أخرى للنساء،(العنف تزويج القاصرات الظلم في الرواتب المعاملة السيئة في المعامل والحقوق والاغتصاب  ومن ذلك حرمانهن من حق المساواة المكتسب من نضالات البشرية المتنورة، وهي الطريق التي يسير فيها المغرب، ويلائم قوانيه الداخلية وفقها الآن (وإن كان لم يثر المغرب بالاسم).. ولم يتحدث عن جعل المراة مجرد "حريم" بلا عدد لتلبية رغبات شهوانية ذكورية تجد السند هنا وهناك..
ـ يتجاهل "الفقيه" بالمطلق كل مساهمات النساء في الحراك الإنساني العام، فلم يثر إلا الصفات المقززة، والمهن السيئة التي قد توجد فيها المراة لسبب أو لآخر، ولم يتحدث عن المُدرسة والعالمة والطبيبة والمحامية والقاضية..الخ. ربما يعتبر هؤلاء في ذهنه بدورهن قاصرات، وما وصلن إليه جاء نتيجة "جسارة" يجب الحد منها..؟
ـ كيف يحق لجريدة"المساء" السماح بنشر كل هذا الحقد والسب في حق النساء في افتتاحيتها وعلى صفحتها الأولى، وجمْعَهُن في نعت واحد قبيح مثل الدعارة وحفلات الجنس والاتجار في الجسد؟ إن هذه الخرجة الخرقاء تتطلب ردا في مستوى هذه الرغبة المحمومة من أجل التحكم في المرأة والتهكم منها..

ـ يحتلن الصفوف الامامية وبينما الذكور في المؤخرة وعلى الريسوني أن يحد علا لهذا لالمشكل ما دام له غيرة على ذكورته

الفقهاء الذين ينشغلون بحركة قضيبهم أكثر مما يهمهم الإنسان.

إن التحرير لا يمكن أن يكون بحدود الفقهاء ، فهو منتج وله تداعيات أخرة يمكن الحد منها بالتربية والتوجيه لا بالقمع الوحشي والكراهية.

الشيء الوحيد الذي غاب في مقال الريسوني هو عقل المراة وشخصيتها، لانه لا يعترف أصلا بان لهن عقول فالمرأة "عورة" ينبغي سترها ولفها في انواع القماشن وتسييج مناطق حديثها وظهورها ومشيها وشكل نظرها وهذا ما يفسر المقال كله. فعندما لا تكون المراة إلا جسدا فإن معجم الحديث كله لن يتعدى أسفل الحزام.

نساء المحافظين اللواتي تملأن البرلمان مستفيدات من النهضة النسائءية، هذا إذا لم ينجح بنكيران في إقناعهن بانهن "ثريات" مكانهن غياهب الحريم لإضاءة البيوت وإيناس الرجال

التصنيف وسوف لن أستعمل عبارات الشيخ لأنها في غاية الإسفاف والركاكة

على الريسوني أن يعمل أولا على الحد من الخسائر التي تسبب فيها هو وجماعتهى من إرهابيي "اتحاد علماء المسلمين"، الذين أفتوا لشباب المسلميبن بجواز القتال والمقاتلة في سوريا والعراق، حتى عرضوا بلدانهم جميعا لخطر الاضطرابات والاعمال الإرهابية.

لنحل الأفكار الهذيانية للشيخ على الواقع المغربي، 20 في المائة تعلن عائلاتهن

الصفوف الأولى في الدراسة

وإلى أن تحلّ الهزيمة القادمة بالمحافظين في قضية المرأة، ندعو لهم بالهداية وحسن المآل.