زنقة 20 . القدس العربي

سيقوم العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول بزيارة رسمية الى المغرب خلال الشهر المقبل بدعوة من نظيره المغربي الملك محمد السادس وهي آخر زيارة رسمية له الى هذا البلد، وتتزامن مع تدهور صورة الملكية في هذا البلد الأوروبي، لكنها تحمل أهمية خاصة بكونها ستعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد الاقتصادي بعدما أصبحت اسبانيا تقترب من احتلال المركز الأول كشريك اقتصادي للمغرب بدل فرنسا.
وكانت الصحافة الإسبانية قد تحدثت الشهر الماضي عن هذه الزيارة لكن التأكيد الرسمي جاء من وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني في تصريحات لوكالة أوروبا برس الإسبانية على هامش تواجده في العاصمة مدريد الاثنين الماضي في نشاط حول دور الوساطة في النزاعات الدولية، مبرزا أن الملك محمد السادس هو الذي وجه له هذه الدعوة الرسمية، وينتظر أن يشارك الملكان في افتتاح منتدى اقتصادي ثنائي. وفي الوقت ذاته، أبرز أن هذه الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات على جميع المستويات وخاصة في المجال الاقتصادي. 
وأجرى خوان كارلوس زيارة رسمية الى المغرب في يناير 2005 ثم زيارة خاصة في ايار (مايو) 2011. وعمليا، تحمل هذه الزيارة أهمية خاصة تتجاوز العلاقات الثنائية نحو العلاقات الإقليمية ومن ضمنها ما يسم فرنسا القلق من الحضور الإسباني، وهذه العوامل هي:
- تعتبر أول زيارة للملك خوان كارلوس الى بلد أجنبي خلال السنة الجديدة بعد ارتفاع الفضائح التي تهز العرش الإسباني ومن ضمنها احتمال توجيه اتهام الى الأميرة كريستينا بالتهرب الضريبي.
- تأتي الزيارة لتعزيز التواجد الاقتصادي الإسباني في المغرب، حيث أصبحت اسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب خلال المدة الأخيرة متجاوز الشريك التجاري الكلاسيكي للمغرب، فرنسا. 
وكانت جريدة 'الباييس' قد نشرت خلال شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي مقالا تتحدث فيه عن المنافسة التي بدأت تشكلها اسبانيا لفرنسا في العلاقات التجارية والاقتصادية مع المغرب العربي، مبرزة أن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند خلال كانون الاول (ديسمبر) الماضي الى الجزائر تدخل في إطار تعزيز العلاقات التجارية وبالتالي مضان استمرار فرنسا كشريك أول لهذا البلد المغاربي.
ـ هي أول زيارة رسمية يقوم بها الملك خوان كارلوس الى المغرب في وقت يتواجد فيه الحزب الشعبي في الحكومة، وهو الحزب الذي كان يقلل دائما من دور خوان كارلوس في العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا. 
وكان رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار بمنع الملك زيارة المغرب لحضور زفاف محمد السادس إبان أزمة جزيرة ثورة وحاول دون لعبه اي دور في تعزيز العلاقات، في حين أن الحزب الاشتراكي عندما يكون في المعارضة عادة ما يعطي للملك الدور الأول في العلاقات مع الرباط.
ـ تعتبر آخر زيارة للملك خوان كارلوس للمغرب وهو الذي تقدم في السن بل ويجري الحديث عن احتمال تنازله عن العرش خلال السنة الجارية أو المقبلة، وبالتالي يرغب في ترتيب الكثير من الملفات الثنائية مع ملك المغرب، وهي ملفات ناذرا ما تبقى في طي السرية لسنين طويلة بل وعقود.