رحيل الخياري.. هذا ماقاله الملك وبنكيران والباكوري والناصري وعرشان عن أحد رجالات الدولة الكبار
زنقة 20
شيٌعَ٬ ظهر اليوم الأحد بالرباط٬ جثمان التهامي الخياري٬ الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية ، الذي لبى داعي ربه ليلة الجمعة - السبت الماضيين بالرباط٬ عن سن تناهز 70 عاما٬ في موكب جنائزي تقدمه الأمير مولاي رشيد.
وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء٬ نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى٬ بحضور أفراد أسرته٬ ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران٬ وعدد من أعضاء الحكومة٬ وزعماء أحزاب سياسية٬ وأساتذة جامعيين وعدة شخصيات من عالم السياسة والفكر والأدب.
وكان الملك محمد السادس بعث برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم التهامي الخياري٬ أعرب لهم فيها ،ومن خلالهم لكل أفراد أسرته وأقاربه ورفاقه في حزب جبهة القوى الديمقراطية وكافة أصدقائه ومحبيه٬ عن أحر التعازي وخالص عبارات المواساة٬ "مقدرين فداحة الرزء في رحيل أحد رجالات الدولة الكبار الذين نذروا حياتهم لخدمة وطنهم٬ بكل أمانة وإخلاص".
وأجمعت شخصيات سياسية على أن الراحل التهامي الخياري٬ كان رجلا وطنيا غيورا على مصالح بلده وأسدى خدمات جليلة للوطن٬ كما كانت تجمعه علاقة ود واحترام مع باقي الفرقاء السياسيين.
ففي شهادات استسقيت، خلال مراسيم تشييع الراحل٬ قال رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران٬ "إن الفقيد كان وجها من الوجوه الوطنية الحاضرة٬ مناضلا يساريا كبيرا٬ وكانت له مواقف صارمة في الدفاع عن القضايا الكبرى والمصالح العليا للمملكة"٬ معربا٬ بهذه المناسبة الأليمة٬ عن أحر التعازي لأسرته وأقاربه ورفاقه في حزب جبهة القوى الديمقراطية.
بدوره٬ وبعد أن استحضر خالد الناصري٬ عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية٬ مناقب الراحل٬ قال إن الفقيد "كان يشكل صفحة أساسية من صفحات النضال الديمقراطي والتقدمي في المغرب٬ ناضل من أجل مجتمع العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان٬ ارتبط مساره بهذه المواقف"٬ داعيا إلى تخليد ذكراه "باعتباره رجلا قدم لوطنه خدمات جليلة٬ ورمزا من الرموز العلمية والاقتصادية والسياسية بالمغرب".
وأبرز مصطفى الباكوري٬ الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة٬ من جانبه٬ أن الراحل كان يمثل أحد القادة السياسيين لمغرب ما بعد الاستقلال٬ عرف رحمه الله بمواقفه التي تمسك بها في جميع الظروف التي كانت تشرفه وتشرف العائلة السياسية والقادة السياسيين٬ كما كان سياسيا غيورا على البلاد ومتشبثا بالثوابت والمصالح العليا للوطن.
من جهته٬ اعتبر عبد الكريم بن عتيق٬ الأمين العام للحزب العمالي٬ أن لحظة وداع التهامي الخياري هي "لحظة وداع لرجل مناضل تقدمي أسدى حياته للدفاع عن القضايا المشروعة والطبقة العاملة٬ انطلاقا من مرجعية ديمقراطية أساسها خدمة الشعب"٬ مضيفا أن الراحل الخياري "كان دائم الدفاع عن القضايا الكبرى للبلاد بروح وطنية عالية"٬ معربا عن الأمل في أن تعمل مكونات جبهة القوى الديمقراطية على تجسيد قناعات الراحل في إطار المشروع الديمقراطي الحداثي.
من ناحيته٬ قال محمود عرشان٬ الأمين العام السابق للحركة الديمقراطية الاجتماعية٬ "كانت للراحل التهامي الخياري غيرة كبيرة على وطنه ومصالحه العليا٬ متشبثا بثوابته ومقدساته٬ كما كان في علاقاته الإنسانية متسما بخصال الوفاء"٬ معتبرا أن رحيله "خسارة للساحة السياسية الوطنية بصفة عامة وجبهة القوى الديمقراطية بصفة خاصة".
من جانبه٬ أكد مصطفى منار٬ عضو الأمانة العامة لحزب جبهة القوى الديمقراطية٬ أن الفقيد التهامي الخياري "كان رجلا سياسيا محنكا٬ وأبا روحيا منذ تأسيس الحزب٬ حريصا على الدفاع عن مصلحة الوطن".
وأضاف أن تاريخ الراحل تميز بالنضال منذ ستينيات القرن الماضي في الدفاع عن مصلحة البلاد وحقوق الإنسان والمسار الديمقراطي٬ وساهم٬ بشكل كبير٬ في الانتقال الديمقراطي بالمغرب.