زنقة 20 . مابْ
حل رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند وفاليري تريرويلر٬ يوم الأربعاء بمدينة الدار البيضاء٬ في زيارة رسمية للمملكة المغربية٬ بدعوة من الملك محمد السادس.


وكان الملك محمد السادس٬مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد ٬ في استقبال الرئيس فرانسوا هولاند وفاليري تريرويلر لدى وصولهما إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء .

إثر ذلك استعرض الملك وضيفه الكبير ٬ مرفوقين بـفاليري تريرويلر وولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد٬ تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية .

بعد ذلك قدم للرئيس الفرنسي وفاليري تريرويلر التمر والحليب جريا على التقاليد المغربية الأصيلة .

وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية لمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء٬ توجه موكب الملك والرئيس الفرنسي إلى ساحة "لوميجر دوبروي" حيث سيخصص استقبال شعبي كبير لضيف الملك.

وقبل الوصول إلى ساحة المشور٬ قامت فرقة من الخيالة تابعة للحرس الملكي بخفر موكب الملك وضيفه الكبير من ساحة "لوميغر دوبروي" إلى القصر الملكي.

وقد أضفت هذه الفرقة٬ التي تقوم بخفر موكب الملك لدى استقبال الملك لكبار الضيوف٬ طابعا متميزا على حفل الاستقبال الرسمي والشعبي الذي خصص للرئيس الفرنسي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة٬ والذي يعكس مستوى العلاقات العريقة القائمة بين المغرب وفرنسا.

ولدى وصول قائدي البلدين إلى ساحة المشور٬تقدم للسلام على الرئيس الفرنسي وفاليري تريرويلر الأميرات للا سلمى وللا مريم وللا حسناء.

إثر ذلك توجه الملك ٬مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد ٬ وضيف الملك الكبير٬ إلى المنصة الشرفية لتحية العلم على نغمات النشيدين الوطنيين للبلدين٬ بينما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بمقدم الرئيس الفرنسي.

وبعد ذلك٬ استعرض الملك، تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية الرسمية٬ قبل أن يتقدم للسلام على هولاند٬ كل من رئيس الحكومة٬ ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين٬ ومستشارو الملك٬ وأعضاء الحكومة٬ والمندوب السامي للتخطيط٬ والمندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر٬ والمندوب السامي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير٬ والرئيس الأول لمحكمة النقض٬ والوكيل العام للملك لدى هذه المحكمة٬ ورئيس المجلس الدستوري٬ ورئيس المجلس الأعلى للحسابات٬ والكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى٬ ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ ووسيط المملكة٬ ورئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري٬ ورئيس مجلس المنافسة٬ ورئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة٬ ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية٬ والحاجب الملكي٬ ومدير الكتابة الخاصة للملك٬ والناطق الرسمي باسم القصر الملكي٬ مؤرخ المملكة.

كما تقدم للسلام على الرئيس الفرنسي مدير البلاط الملكي٬ والمكلفون بمهام بالديوان الملكي٬ وعميد السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط٬ ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية٬ وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية٬ والمدير العام للأمن الوطن٬ والمدير العام للدراسات والمستندات٬ والمدير العام لمراقبة التراب الوطني.

بعد ذلك٬ تقدم للسلام على الملك أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي٬ والذي يتألف ٬على الخصوص٬ من لوران فابيوس وزير الشؤون الخارجية٬ ونيكول بريك وزيرة التجارة الخارجية٬ والسيدة جينفييف فيورازو وزيرة التعليم العالي والبحث٬ ونجاة فالو بلقسام وزيرة حقوق المرأة والناطقة باسم الحكومة٬ وستيفان لوفول وزير الفلاحة والأغذية الزراعية والغابة٬ وباسكال كانفان الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالتنمية٬ ويامينة بنكيكي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالفرنكفونية٬ وفريدريك كوفيليي الوزير المنتدب لدى وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة ٬المكلف بالنقل والبحر والصيد البحري.

كما يضم الوفد شارل فريز سفير فرنسا بالمغرب٬ والجنرال دارمي بونوا بوغا رئيس الأركان العامة الخاصة للرئيس الفرنسي٬ وأكيلينو موريل المستشار السياسي للرئيس الفرنسي٬ وبول جان أورتيز المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي٬ والسيد لوران ستيفانيني رئيس التشريفات الرئاسية٬ وإيمانويل بون مستشار في شؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط والأمم المتحدة برئاسة الجمهورية٬ وكلودين ريبير- لاندلير مستشارة في الاتصال والاستراتيجية الدولية بالرئاسة الفرنسية٬ ورومان نادال الناطق الرسمي الدبلوماسي لدى رئاسة الجمهورية إلى جانب شخصيات أخرى.

 ثم تقدم للسلام على الرئيس الفرنسي أعضاء بعثة الشرف التي تضم٬ على الخصوص٬ وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش٬ وسفير الملك بفرنسا شكيب بنموسى.

وذكر بلاغ للديوان الملكي أن قائدي البلدين عبرا٬ خلال مباحثات بينهما، عن ارتياحهما للشراكة الاستثنائية التي تجمع المغرب وفرنسا٬ وهي شراكة نموذجية مطبوعة بالثقة المتبادلة٬ ومنتجة للفرص ومنطوية على التضامن الفعلي.

وأضاف البلاغ أن الملك والرئيس الفرنسي اعتبرا أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها فرانسوا هولاند للمملكة تشكل فرصة ثمينة لتعميق وتجديد هذه العلاقات المتميزة والفريدة في الميادين السياسية٬ والسوسيو- اقتصادية٬ والثقافية والإنسانية.

وفي هذا الصدد٬ أشاد الرئيس الفرنسي بالدينامية الإيجابية للإنجازات والإصلاحات الإرادية التي يشهدها المغرب٬ بقيادة الملك محمد السادس٬ والتي جعلت ممارسة الديمقراطية والتنمية البشرية من الأولويات.

وخلال تبادل وجهات النظر الذي ميز هذا اللقاء٬ تم الاتفاق٬ بصفة خاصة٬ على إعطاء الأولوية٬ في العلاقات بين البلدين٬ لمجتمع المعرفة٬ والتربية والتكوين في مهن المستقبل٬ وهي القطاعات المحدثة لمناصب شغل قارة.

كما أن إيلاء الاهتمام للإنتاج الصناعي المشترك٬ والطاقات المتجددة٬ والتكنولوجيات الجديدة٬ وتحديث الفلاحة والصيد البحري٬ وكذلك التجهيزات الأساسية٬ يدخل ضمن المسعى نفسه ويرمي إلى تحقيق هدف النمو المشترك.

وسجل قائدا البلدين ٬ كذلك ٬ الأهمية التي تكتسيها التظاهرات الثقافية التي ستنظم في خريف سنة 2014 في فرنسا٬ وطابعها التكاملي٬ وهو ما يشكل شهادة حية على الغنى والتنوع الفني والثقافي المغربي وانفتاحه على القيم الكونية.

وخلال هذه المباحثات٬ حرص الرئيس فرانسوا هولاند على تجديد تأكيده على ثبات موقف فرنسا من ملف الصحراء.

وأشاد الرئيس الفرنسي٬ من جهة أخرى٬ بالدور البناء الذي يضطلع به المغرب في قيام فضاء أورو-متوسطي يسوده السلم٬ والاستقرار٬ والرخاء المشترك.

كما دعا الرئيس الفرنسي إلى تعزيز الشراكة المتعددة الأبعاد بين المغرب والاتحاد الأوروبي٬ في إطار "الوضع المتقدم". وأكد جلالة الملك مجددا للرئيس هولاند الالتزام الصادق للمغرب لفائدة تفعيل الاتحاد المغاربي. واتفق قائدا البلدين٬ في هذا الصدد٬ على أن الاندماج المغاربي سيمكن من فتح آفاق واعدة لتعاون أقوى ليس فحسب في غرب المتوسط (5 زائد 5) ولكن أيضا على صعيد الاتحاد من أجل المتوسط.

وهكذا٬ اتفق قائدا البلدين على ضرورة مواكبة المسلسل السياسي الذي أطلق في مالي. وإذ شددا على ضرورة مواصلة عمليات تأمين مناطق شمال مالي ونشر الاستقرار فيها٬ اتفق الطرفان على أهمية تشجيع حوار مفتوح وصريح بين كل مكونات المجتمع المالي وكذا على ضرورة إجراء انتخابات في أقرب الآجال.

وجدد الملك والرئيس فرانسوا هولاند٬ بهذه المناسبة٬ تمسكهما بإيجاد رد شامل ومتفق عليه من قبل المجموعة الدولية على التهديد الشامل الذي يحيق بمنطقة الساحل والصحراء. وبهذه المناسبة٬ شكر هولاند٬ بصفة خاصة٬ الملك على دعم المغرب للجهود النبيلة لفرنسا والبلدان الأخرى في المنطقة من أجل إعادة الاستقرار في مالي وحماية سكانه.

وأعرب قائدا البلدين عن انشغالهما الشديد باستمرار تفاقم الوضع الإنساني في سوريا. وجدد الملك والرئيس الفرنسي التأكيد على الطابع الاستعجالي لانتقال سياسي سريع٬ ودعيا٬ في الوقت نفسه٬ إلى الالتزام بتنسيق المبادرات في الميدان وتوحيد مواقف قوى المعارضة.

وفي الختام٬ أكد الملك٬ رئيس لجنة القدس٬ مجددا٬ الحاجة إلى دعم المسلسل الواعد والحيوي للمصالحة الفلسطينية٬ وإيجاد صيغة جديدة لاستئناف فعلي للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية٬ من أجل تسوية هذا النزاع بشكل نهائي٬ وإتاحة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على كل المستويات٬ تكون عاصمتها القدس الشريف٬ متعايشة في إطار من السلم والأمن٬ طبقا للمرجعية الأممية والشرعية الدولية.
وبهذه المناسبة٬ وشح الملك الرئيس الفرنسي بقلادة الوسام المحمدي.