هذه هي رسائل رئيس الحكومة بنكيران لزوجة أمير قطر
زنقة 20
بقلم: عبد الرحيم أريري
لنقلها بكل وضوح، اليوم ظهرت الأسباب التي جعلت الحكومة الملتحية بقيادة عبد الإله بنكيران تصر على إخراج قانون تنظيمي واحد من أصل رزمة من القوانين المنصوص عليها في الدستور. ونعني بذلك القانون الخاص بالتعيين في المناصب العمومية العليا. إذ أن حرص الحكومة الملتحية على إخراج هذا القانون لوحده كان الهدف منه إحكام الطوق على مفاصل الإدارة ومفاصل الدولة بتثبيت الأقرباء والأتباع والمريدين و«المسبحين» بحزب المصباح.
أولى تجليات هذه السياسة أن بنكيران ينتشي اليوم بقطف ثمار تثبيت أناسه في كليات الشريعة وأصول الدين التابعة لجامعة القرويين، حيث لم يكتف الحزب الحاكم بـ 3 في المائة من أصوات الناخبين المغاربة التي مكنته من الفوز بالأغلبية (مليون و200 ألف صوت من أصل 18 مليون مسجل في اللوائح) بل قام - عبر قانون التعيينات - بالتحكم في المنابع التي تزود الحقل الديني بالأطر والنخب (أساتذة، وعاظ، مرشدون، أعضاء مجالس علمية) حتى تدوم السيطرة على العقول والقلوب.
وهذا ما يتجلى في الرسالة المراد توجيهها حينما تم التفكير في توجيه دعوة للشيخة موزة زوجة أمير قطر لتسليمها شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القرويين قبل أن تفطن الدولة إلى «اللعبة المخدومة» ويتم إلغاء الزيارة أصلا.
والرسالة من وراء الرغبة في تسليم الدكتوراه الفخرية للشيخة موزة بجامعة القرويين المراد منه التأكيد لدولة قطر من طرف الحكومة الملتحية أن فاس أصبحت منطقة «محررة» وأصبحت تحت «إبط بنكيران» استلهاما للنموذج الذي عرفته منطقة غزة (المحررة عن السلطة الفلسطينية في رام الله) حينما زارها أمير قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رفقة زوجته الشيخة موزة وتسلم من هناك الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية بغزة يوم 23 أكتوبر 2012.
وإلا، إذا كانت الحكومة الملتحية تريد فعلا تكريم زوجة أمير قطر، لماذا لم تحرص على أن تتسلم الشيخة موزة الدكتوراه الفخرية من جامعة محمد الخامس أو ابن طفيل أو القاضي عياض أو الحسن الثاني عين الشق؟
الجواب هو لا، لأن جامعة القرويين لها رمزيتها في الحرب الدائرة حاليا بين القوس الشيعي الممتد من إيران إلى سوريا، مرورا بحزب الله بلبنان والقوس الوهابي الممتد من السعودية المعادي للإخوان المسلمين، مرورا بالإمارات العربية المتحدة، ثم القوس الإخواني الممتد من قطر إلى تونس، مرورا بمصر والراغب في دعم الإخوان «المفلسين» في المغرب.
وإذا كان من حق الحكومة الملتحية أن تستغل الفرصة للزحف ودهس كل ما تجد في طريقها، فإن المؤلم أن باقي العائلات السياسية أثبتت تواطؤها حين انساقت وراء خدعة «التماسيح والعفاريت والكلاب الضالة»، إذ ألهى بنكيران خصومه بقاموس حديقة الحيوانات وأحكم الطوق Verrouiller على البلاد والعباد.
فاللهم إن بلغنا، فاللهم اشهد.