زنقة 20

استطاع "الياس العماري" القيادي المثير للجدل أن يجعل من القرارات الحاسمة داخل حزب "الأصالة والمعاصرة" في فترة وجيزة، حكراً على غالبية أعضائه المنحدرين من منطقة الريف.

فبعد أن كان الحزب في ملكية "فؤاد عالي الهمة"، كان الانخراط و الانتماء للحزب من سابع المستحيلات، بل و حسب ما صرح به متحدثون لموقع زنقة 20 ممن سبق وأن قدموا طلبات الانحراط ولم يتم الاستجابة لهم، أن الالتحاق بحزب "البام" كان الى عهد قريب بمثابة الحصول على منصب اداري رفيع، قبل بداية الاحتجاجات التي طالبت برحيل الحزب المقرب من القصر، ويستعيد الحزب حجمه العادي، يضيف نفس المتحدث.

من جانب أخر، عمد "الياس العماري" القيادي القوي بحزب "الجرار"، الى بسط سيطرته التي لا أحد ينكر تجليها، حين أقحم تسعة أعضاء من الريف بالمكتب السياسي للحزب، من بين 27 عضواً، أي بأزيد من الثلث، بمهام رئيسية، حيث يعتبر الياس العماري، العضو في نفس الحزب، الأمين العام "الفعلي" للحزب، فيما يعتبر "حكيم بنشماش" رئيس المجلس الوطني و الناطق الرسمي باسم الحزب، المنتمي للريف أيضاً، فضلاً عن رئيس القطب بالحزب نفسه، "عزيز بنعزوز"، فيما تربعت "سهيلة الريكي" ابنة الريف أيضاً التي فرضها "العماري"، على مهام رئيسة قطب الاعلام بالحزب رغم كون "البكوري" كان له رأي مخالف، بينما يركن "أحمد التهامي"، بصفته "ممثلاً قانونياً للحزب ومحاميه" و هم جميعهم من الريف.

و من جهة أخرى، تغيب الوجوه السياسية المعروفة، بالحزب، عن تقلد أي مهمة رئيسية، حيث يغيب "علي بلحاج" و "عبد اللطيف وهبي" و "ميلودة" حازب"، و "فاطمة الزهراء المنصوري"، عمدة مراكش، فضلاً عن امرأة "الهمة" القوية سابقاً "فتيحة العيادي"، عن اناطتها بأي مهمة.

و حسب مصادر موقع زنقة 20، فان المكتب السياسي، منقسم الى فريقين، فريق يُحابي و يُؤمن بـ"الياس العماري" يعتبر "مصطفى بكوري" أميناً عاماً للحزب على الورق فقط بايعاز من "فؤاد عالي الهمة" فيما "العماري" هو المخطط و المنفد، بيما فريق أخر، يعتبر نفسه، مقصي، من أي مهمة رئيسية بالحزب، بعد "رحيل" فؤاد عالي الهمة، عن الحزب الى القصر، ولم يجد بداً عن القبول بما يرى أمام عينيه.

الانقسام الدي يعرفه الحزب، حسب مصادر موقع زنقة 20، يعود من جهة، الى قانون منع الترحال، الدي شكل عقبة أساسية، في وجه أبرز السياسيين من المنتمين للحزب، حيث يجد العديدون أنفسهم "مسجونين" على مضض، بحكم القانون، و عليهم تقبل أي شيء من "صقور"  المكتب السياسي، فيما فضل أخرون الرحيل في صمت كما حدث مع "الوديع، بنعدي، بلماحي ....".

و من جانبه، قال "عبد اللطيف وهبي"، في رده حول ما قيل عن قرب "طرده" من ترأس الفريق النيابي لحزب "الجرار" بمجلس النواب، فقد صرح الأخير، أنه مستعد لمواجهة ما أسماه "تيار أبناء الريف"، في اشارة منه الى تيار "الياس العماري".