"الإمبراطور" علي الفاسي الفهري سبع صنايع والإنجاز ضايع
زنقة 20
كل العيون تتجه إلى رجل واحد بعد نكبة المنتخب الوطني في "دار السلام" بتانزانيا، الفاسي الفهري، ولا أحد غيره، مطلوب للمساءلة أكثر من أي وقت مضى. فالأسود لم يعودوا أسودا في عهده، بعدما تهاوت أقدامهم، وتساقطت أنيابهم في معركة "دار السلام" وما سبقها.
رجل واحد يسأل عن سنوات قضاها على رأس الجامعة يجرب ويعيد تجريب الوصفات. علي الفاسي الفهري، القادم من بعيد إلى الكرة، تعثرت خطاه أكثر من مرة، ووقع في لحظات كثيرة في "حالة شرود"، ويبدو أن بقاءه على رأس الجامعة استمرار في مسار الفشل الذريع.
بعد المناظرة الملكية حول الرياضة سنة 2008 بالصخيرات، والتي رسمت معالم الرياضة في المغرب، وكانت خارطة طريق نحو أفق رياضي أفضل، وفي عز الحديث عن الحكامة الجيدة والتدبير المحكم للرياضة، وإقران المسؤولية بالمحاسبة، ما زالت كرة القدم المغربية تعيش التخبط والنكسات، وتغرد وحيدة خارج السرب مع الإخفاقات والنتائج السلبية التي لا تعد ولا تحصى، كما تبرز كرة القدم نموذج الفشل في التسيير والتدبير، من خلال رأس الهرم الذي يتولى شؤون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم دون أن يسائله أحد.
ظن الجميع أن رحيل الجنرال حسني بنسليمان ومجيء علي الفاسي الفهري ليتسلم مقاليد رئاسة جامعة كرة القدم سينهي "مرحلة الجنرال"، وسيدخل الكرة المغربية منعطفا جديدا لتعيد تأثيث البيت الداخلي وتقطع مع كل الممارسات السابقة التي هوت باللعبة.
في سنة 2009 انتهى زمن اعتبره كثيرون "زمن التحكم" في الكرة، بعدما أعلن الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان عن نيته الاستقالة من رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ليطفو بعدها اسم الفاسي الفهري، ابن العائلة الفاسية التي حكمت كثيرا من القطاعات ساعتها، مما جعل الشكوك تحوم حول تنصيب الرجل، بل وذهبت إلى أنه وصل إلى المنصب بإحدى التوصيات الخاصة، في حين رأى البعض الآخر أنه رجل المرحلة، وأنه القادر، بكفاءة التقني، إخراج الكرة من مستنقع النتائج السلبية ومسلسل الإخفاقات.
علاقة الفهري بالكرة
الرجل بدأ مساره على رأس جامعة كرة القدم، قادما إليها من المكتب الوطني للماء والكهرباء، في صورة الشخص المخلِّص، كما وصفه الإعلام ساعتها، واعتبره البعض "المهدي المنتظر" لكرة القدم الوطنية، وأنه سيخرجها من النفق الضيق وسيعيدها إلى سكة الانتصارات، رغم أنه لا مجال للمقارنة بين قطاع الرياضة وقطاع الماء والكهرباء.
علاقة علي الفاسي الفهري بكرة القدم لا تختلف عن علاقة المغاربة بفاتورة الماء والكهرباء، التي تؤرق الأسرة المغربية كل شهر، حيث إن مسار الرجل مع الرياضة خال وسيرته الذاتية تؤكد أنه لم يمارس رياضة من قبل، ولم يلعب لأي ناد، ما جعل تسييره لجامعة كرة القدم منذ 2009 إلى اليوم يمتاز بالفشل كعنوان عريض.
حصيلة الرجل
هزيمة "دار السلام" كانت فضيحة بكل المقاييس، والنقطة التي يجب أن تكون نهاية لصفحات من الفشل الذريع. علي الفاسي الفهري، بصفته رئيسا للجامعة، سيتحمل المسؤولية، أو مفروض فيه أن يتحملها، مادامت اختياراته وسياساته عنوان فشل ضرب كرة القدم المغربية.
مصدر "مغرب اليوم" اختصر الكلام وقال: "هو نموذج للفشل في التسيير والتدبير". رجل أدخل الكرة الوطنية غرفة العناية المركزة في الدورات الأخيرة لكأس أمم إفريقيا، وأخرجها ميتة بضربة قاضية من العاصمة "دار السلام"، بعدما تبدد حلم التأهل إلى تصفيات كأس العالم العام المقبل بالبرازيل.
خسارة تانزانيا ليست إلا نقطة في بحر إخفاقات المنتخب زمن تولي الفاسي الفهري رئاسة جامعة كرة القدم، إذ منذ وصوله إلى عالم الرياضة سنة 2009 لم يفرح المغاربة ولم يتذوقوا طعم الانتصار، بعدما وجه "رجل الماء والكهرباء" ومعه مكتبه المسير ومستشاروه كامل اهتمامه إلى المنتخب الأول في حين تم إهمال القاعدة التي تتشكل أساسا من الأندية والفئات الصغرى، فلا هو نجح مع منتخب الكبار وحقق النتائج، ولا أنصف القواعد والفرق.
أولى إخفاقات الفاسي عدم مشاركة المنتخب المغربي في كأس إفريقيا سنة 2010 بأنغولا، رغم كل ما صرف على النخبة الوطنية من أموال، لتأتي بعدها صدمة المغاربة الكبرى بعدم التأهل كذلك إلى نهائيات كأس العالم في نفس السنة بعد الخروج على أيدي الكاميرون( الأسود غير المروضة)، عقبها الخروج المذل من الدور الأول من نهائيات كأسي إفريقيا الأخيرين بكل من غينيا الاستوائية والغابون على يد كل من تونس والبلد المنظم في نسخة 2012، ودورة جنوب إفريقيا من العام الجاري على يد منتخب لا يعرف تموقعه في القارة الإفريقية اسمه "الرأس الأخضر"، كما عرف المنتخب الأولمبي خروجا بطعم "العار" من أولمبياد لندن عام 2012 بقيادة الهولندي بيم فيربيك، المدرب الذي وفرت له جامعة الفهري المال والعتاد ليعود خالي الوفاض.
الفهري والتركيبة الرباعية
في سابقة من نوعها في تاريخ المنتخب المغربي، وفي فكرة لا يمكن أن تقع إلا على" مسير محنك" ورئيس بفكر ومخيلة علي الفهري الفاسي، اختار "تركيبة رباعية" لقيادة المنتخب المغربي، إذ نصب على رأس الإدارة الفنية للفريق الوطني أربعة مدربين على غير العادة، وهم جمال السلامي، وعبد الغني بناصري، والحسين عموتة وحسن مومن.
هؤلاء الأربعة، في مهمة الإنقاذ، عوضوا الإطار الفرنسي المقال من منصبه روجي لومير، إلا أنهم لم يتفوقوا في فرض ذواتهم وتأهيل المنتخب المغربي إلى الاستحقاقات القارية، ورغم ذلك فإن التركيبة الرباعية ظلت حاضرة في سماء المنتخب لكن هذه المرة مع المنتخب الأولمبي، الذي صار على درب الفريق الأول، إذ تشكل كرسي بدلاء المنتخب الأولمبي من كل من "بيم فيربيك"، مدير المنتخبات الوطنية للشباب، ومساعده هينك داوت، والإطار الوطني حميد ورغة، إضافة إلى المنقب بالديار الهولندية علي أفلاي، الذي تحول إلى مترجم للهولندي فيربيك.
بعيدا هذه المرة عن التركيبة الرباعية التي اختارها الفهري لكل من فيربيك وحسن مومن، شهد المنتخب المغربي في دورة جنوب إفريقيا الأخيرة، بقيادة الناخب الوطني رشيد الطاوسي، "الخلطة السداسية"، حيث رافق الطاوسي في مشواره إلى رحلة الأدغال الإفريقية ستة أطر وطنية، عجت بهم كراسي البدلاء، وهم وليد الركراكي، ورشيد بنمحمود، والأشهابي، والبركاوي وفتحي جمال، الذي اختارت له الجامعة صفة "رجل الإحصائيات"، إلا أن هذه "الخلطة السداسية" والإحصائيات لم تسعف المغرب على تجاوز منتخبات سهلة من حجم أنغولا والرأس الأخضر والمرور ولو إلى الدور الموالي، الذي بقي مستعصيا على منتخب أنهكته التجارب بلا ملامح استراتيجية واضحة منذ سنة 2004.
غيريتس النقطة السوداء
ليست هي النتائج السلبية ومسلسل الإخفاقات ما يؤرق مضجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ويجعله عرضة للحساب من قبل الإعلام المغربي ورأسه مطلوب للشارع الرياضي، بل ظلت مسألة تعاقده مع الإطار البلجيكي إيريك غيريتس نقطة سوداء أخرى تنضاف إلى مساره الحافل بالتعثرات، خصوصا وأن مشوار البلجيكي "بائع الوهم" ونتائجه السلبية رفقة الفريق الأول لم يشهد لها المنتخب الوطني مثيلا.
تستر الفهري عن قيمة العقد واعتباره سرا من الأسرار ليغطي على خطأ قاتل تضمنه، ويقضي بعدم الإفصاح عن قيمة الأجر وكلفة التعاقد. وحتى مع تسرب أخبار من داخل مقر الجامعة تفيد بأن الراتب الشهري لإيريك يصل إلى حدود 300 مليون سنتيم، وأن الشرط الجزائي لفسخ العقد معه يصل إلى 14 مليار سنتيم، في صفقة ورط فيها الفهري المنتخب المغربي والمغاربة، وجعل صندوق الجامعة المالي على كف عفريت، أو بالأحرى على كف غيريتس، بقي الرجل القادم من بعيد لعالم الكرة وفيا للبند الفريد، وفضل الصمت عن الكلام والتوضيح، بل حتى نواب الأمة عجزوا عن استصدار توضيح صريح من رجل قليل الكلام ومرتبك على الدوام.
إيريك غيريتس نفسه فهم قواعد اللعبة جيدا وأطلق تصريحا ثقيلا نفاه بعد ذلك، أكد فيه أن بقاءه من عدمه ليس في يد الفهري، وأن الأمر يتجاوز صلاحياته، ما فتح الباب على قراءات كثيرة، وأوقع "رجل الماء والكهرباء" في حرج وهو يكتشف حجمه الطبيعي في لعبة المواقع والنفوذ.
وبعدما توالت النتائج المخيبة للآمال، وتعالت الأصوات التي تطالب الجامعة بإقالة غيريتس الذي بقي لغزا محيرا، أعلن، في ما يشبه "الفتح المبين"، الطلاق المكلف بين المدرب والجامعة، وكانت الكلفة أكبر من المتوقع والمقبول: غيريتس تسلم ملياري سنتيم نظير فشله في قيادة المغرب، فكافأه بذلك الفاسي مرتين، الأولى حين قبل استمراره وقد لاحت كل مؤشرات الفشل، والثانية بعدما وقع "الطلاق" ونال مليارين كشرط جزائي، لتظل مسألة التعاقد مع الناخب السابق غيريتس "نقطة سوداء" في مسار رئيس المكتب الوطني للماء والكهرباء، خاصة أنه هو نفسه، ولا أحد غيره، اعترف شخصيا في إحدى جلسات المساءلة في قبة البرلمان بأن التعاقد مع البلجيكي "نقطة سوداء".
فيربيك خطأ آخر
من الأخطاء القاتلة لعلي الفاسي الفهري تعاقده مع مدرب هولندي يدعى بيم فيربيك، سلمه مهام الإشراف على المنتخبات الوطنية، في صفقة لا تقل عن صفقة البلجيكي إيريك غيريتس، كل هذا كان سيبقى هينا مقارنة بما سيصنعه فيربيك من إنجازات، فبعد أن حط الرحال عمد إلى جلب شقيقه بدلا من الناخب الورغة، ولسان حاله يقول: "ما دامت الكعكة كبيرة ومسيرو الشأن الكروي كرماء أكثر من اللازم، ف المقربون أولى"، كما نعت المغاربة بـ"السذج" و"الأميين"، لكن مشاركة المنتخب الأولمبي في أولمبياد لندن سنة 2012 عرت المستور وفضحت مستوى الرجل الذي بدا محدودا إلى أقصى الحدود، بعدما ارتكب أخطاء قاتلة لا تليق بمدرب روّجت له الجامعة على أنه عالمي وكبير وعارف بشؤون إصلاح الكرة المغربية. بعدها قلبت الطاولة على جامعة كرة القدم، فجعلت فيربيك يختفي عن الأنظار في ظل صمت مطبق من طرف المسؤولين عن أسباب التعثر وما سيترتب عنه من مسؤوليات كان يمكن أن تعصف بالهولندي الذي استطاب التعايش مع جامعة ظهر أنها كريمة ومتساهلة، رغم الفشل بعد كل ما رصد من أجل مشاركة مشرفة للأسود في أولمبياد لندن.
طاحت الصومعة علقوا..
اليوم، وبعد الخسارة المدوية أمام تانزانيا، الكل يبحث عن مكمن الداء من أجل استئصاله من الجذور، بدل اللعب على معزوفة باتت مفضوحة لكل متتبع للشأن الرياضي المغربي، "طاحت الصومعة علقوا الحجام"، أو بتعبير آخر "خسر المنتخب علقوا المدرب". الخلل ليس وليد اليوم، وليس بالضرورة في الربان وقائد سفينة المنتخب، بل هو بالتأكيد في من أتى بهذا الإطار وغض الطرف عن الآخر، وفيمن تلاعب بمشاعر المغاربة وأمضى عقدا مع إطار أجنبي بملايير الدراهم وأخفى قيمة التعاقد حتى عن نواب الأمة.. الخلل فيمن قام بمسرحية هزلية لاختيار الناخب الجديد بدل البلجيكي إيريك غيريتس، لدر الرماد في أعين المغاربة عقب الخروج من كأس أمم إفريقيا.
فرغم أن الجامعة عرفت منذ تنصيب الفهري على رأسها استقرارا في كوادرها، وعمدت إلى جلب خبرات أجنبية، وأخرى مغربية للنهوض بكرة القدم في بلادنا، إلا أن ما يعاب عن المنتخب، تحت إمرة الجامعة، هو إشراكه لأزيد من 100 لاعب في الأربع سنوات الأخيرة، إضافة إلى عدد المدربين، بدءا من الفرنسي لومير، مرورا بالتركيبة الرباعية، والبلجيكي غيريتس، وصولا إلى الخلطة السداسية، كلها عوامل ضيعت على الفريق الوطني الحضور في مجموعة من الاستحقاقات، وإبراز ذاته كمنتخب قوي في القارة السمراء.
النفقات المبالغ فيها
في إطار ترشيد النفقات والحرص على التدبير الرشيد من قبل الجامعة الملكية المغربية، التي اعتبرت أن المال كفيل بجلب النتائج، بادرت إلى جلب مدرب قيل إنه عالمي يدعى غيريتس بملايين السنتيمات كراتب شهري، وحجزت له "فيلا" ورعت كلبه الوفي، وحفزت لاعبيه بـ5000 درهم كمصروف للجيب في اليوم الواحد في رحلة الاستعداد والاستجمام بـ"ماربيا"، كما وعدت الطاقم التقني واللاعبين بمكافأة دسمة وصلت إلى حدود 220 مليون لكل لاعب في حال الفوز بالكأس القارية.
سخاء الجامعة استمر مع فريق الطاوسي، الذي وعدته الجامعة بـ500 مليون سنتيم في حال التتويج بدورة جنوب إفريقيا الأخيرة، وسياسة "ترشيد النفقات" ما زال مستمرا في جامعة الفهري، آخر فصولها عقد الفهري لاتفاق شراكة مع مستشاره الخاص كريم عالم، رئيس الوفود المغربية المشاركة في أغلب الاستحقاقات وأكثرهم حصولا على التعويضات، إذ حصل كريم عالم على 99 ألف درهم كتعويض في آخر سفرية لمنتخبنا، كما حظي بعقد شراكة مع الجامعة يأخذ مقابلها 50 ألف درهم نظير مهمة الاستشارة والتسيير في المجال الرياضي، إضافة إلى معسكر الخمس نجوم بالإمارات قبل مباراة الخسارة التاريخية بـ"دار السلام"، حيث كلف معسكر الأسود الجريحة 200 مليون، من أجل نتيجة ستبقى راسخة في الأذهان.
وزير الشباب يشرح
عقب الخسارة المدوية للمنتخب المغربي أمام نظيره التانزاني في معركة دار السلام، خرج محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، ليطل على عشاق المستديرة من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ليوضح: "هذا ما حاولنا أن نثير الاهتمام إليه غير ما مرة، النتائج الصغيرة التي تخفي ضعف المنظومة، فالفوز الصغير بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، هذا الواقع بالضبط هو الذي جعلنا نذكر من قبة البرلمان من يريد الذكرى، أنه ليس بإمكاننا أن نعد المغاربة بالنتائج، لأننا نعلم يقينا أن عملا طويلا مايزال ينتظرنا، وهو العمل القاعدي، وهو الإصلاح من الأساس في التكوين، في التأطير، الحرفية وفي المدرسة، الجامعة والأحياء والقرية، وهلم جرا، وهذه طريق شاقة وطويلة لكنها مكافئة، إنه اختيار صعب يتطلب الوقت والصبر، وهذا ورش بدأناه، نريد تعبئة ودعم الجميع فيه، سيعقد الجمع العام لجامعة كرة القدم الشهر القادم، وستكون انطلاقة جديدة وبدماء جديدة"
بنكيران والفهري والكرة
أكيد أن ليس للثلاثة رابط مشترك، فعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعلي الفاسي الفهري رئيس جامعة كرة القدم ورئيس المكتب الوطني للماء والكهرباء، وكرة القدم هي ملهمة الجماهير وموحدة القلوب.. هكذا كانت الصورة في الوهلة الأولى، قبل أن يتسرب خبر، من أكثر من مصدر، يفيد بإعفاء الفهري من منصبه بتوجيه ملكي، من أجل التفرغ لإدارة المكتب الوطني للماء والكهرباء كقطاع حيوي، وترك الرياضة لأصحابها ومن يفقه فيها، إلا أن رئيس الحكومة أراد أن يكون له من إخفاقات الرجل وعثراته نصيب بعدما التمس من محمد السادس استمرار الرجل على رأس الجامعة، ليتحمل بذلك بنكيران نصيبا من الفشل ومن إخفاقات المنتخب والأندية بسبب رجل أثبتت رئاسته للجامعة عنوان فشله الكبير الذي لا تخطئه العين.
الجمع العام يتأجل
منذ التحاقه برئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لم يعقد الفهري الجمع العام العادي لمدة ثلاث سنوات، ما يجعل تسييره للجامعة لاغيا ويتنافى مع القانون الجديد للتربية البدنية رقم 09.30، الذي يؤكد على ضرورة عدم تجاوز مدة الرئيس لولايتين اثنتين مع ضرورة عقد الجمع العام في وقته المحدد سلفا، وكذا تقديم التقريرين المالي والأدبي، وعرضه للافتحاص من قبل الجهات المكلفة بمراقبة ميزانية الجامعات، وإلا فوزارة الشباب والرياضة ستوقف دعمها للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وستعمد إلى حلها وانتخاب لجنة مؤقتة تعمل على تسيير أمور اللعبة إلى حين انتخاب رئيس جديد.
لكن دهاء الفهري ومن معه تعدى وزير الشباب والرياضة إلى ما هو أكبر من ذلك، إذ أعلنت الجامعة أنها ستلجأ إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في حال تدخل الوزارة في شؤونها، وذلك طبقا للقانون الدولي المعمول به، والذي يؤكد على عدم تدخل الدولة في الرياضة.
عن مجلة مغرب اليوم