زنقة 20
تضمنت البرقيات التي نشرتها "وكيليكس" مُؤخراً، عن مراسلات بعثتها السفارة أو القنصلية الأمريكية حول الأوضاع في المغرب إلى المسؤولين في الخارجية الأمريكية، نعرض في ما يلي مقتطفات من بعضها.
كشفت برقية بعثتها القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء بتاريخ 9 أبريل 1973 إلى الخارجية الأمريكية أنها رصدت في تصريحات وقرارات الملك الراحل الحسن الثاني إشارات إلى تغيرات في المواقف المغربية تجاه الولايات المتحدة.
وذكرت البرقية أن تلك الإشارات اتضحت من خلال القرار الذي اتخذه الحسن الثاني في الثاني والعشرين من فبراير من نفس السنة بإرسال قوات مغربية إلى سوريا، والحوار الذي أجرته معه مجلة «الحوادث اللبنانية»، والذي علق فيه بنوع من الضبابية على احتمال تورط الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في المحاولة الانقلابية في الصخيرات بتاريخ 16 غشت 1972.
وتضيف المراسلة القنصلية أن العلاقات الودية من طرف الملك أضحت يشوبها الكثير من البرود على المستوى الرسمي، رغم أنها لم تتخل عن الجانب التعاوني كما كان عليه الحال في محاولة تفجير قنبلة بالقنصلية العامة الأمريكية. 
وكيفما كانت المصادر التي اعتمدها المغرب للتشكيك في الجانب الأمريكي، تقول البرقية، إلا أن العلاقات المغربية ? الأمريكية «قد تمر من مرحلة مضطربة».
توصل السفير الأمريكية بالرباط سنة 1973 بعريضة وقعها ستة يهود مغاربة يعملون في السفارة الأمريكية أو في مصالح الاستعلامات التابعة لها، يشرحون فيها الظروف الصعبة التي يعيشها اليهود في المغرب، ويطلبون من السفير بذل جهوده من أجل تشغيلهم في إدارات تابعة للحكومة الأمريكية بعيدا عن المغرب.
وذكر السفير الأمريكية في برقية بعثها للخارجية الأمريكية أنه التقى بتاريخ 30 مارس 1973، عقب توصله بالبرقية، بسيدني أنغيل، الممثل المحلي لإحدى اللجان اليهودية في المغرب، وأخبره بأن الطائفة اليهودية في المغرب تقلصت في ظرف ثلاثة أشهر من 32 ألف يهودي إلى 25 ألفا، ومن المحتمل جدا أن تنخفض أكثر مع حلول أعياد الفصح. كما أعرب له عن تخوف اليهود في المغرب من الرد الفعل الشعبي بعد سقوط أول جندي مغربي في الجبهة السورية وإحضار جثمانه للمغرب لدفنه. ولقد عبر أنغيل عن احتمال منع اليهود من مغادرة المغرب في حال سقوط نظام الحسن الثاني.