الجامعي: قال لي الشيخ حمزة عبد السلام ياسين خطير وقلت له أنت تكلف بداكْ الشّي اللي الفوقْ،وأنا نتكلف بهاذو اللي لتحتْ
زنقة 20
- في أي سياق التقيت الشيخ حمزة البوتشيشي، ليحكي لك عن تفاصيل تدريس والدك بوشتى الجامعي له عندما كان منفيا في منطقة مداغ، قرب بركان؟
خالد الجامعي < في بداية عهد محمد السادس استدعاني مصطفى العلوي للمشاركة في برنامجه «حوار» على القناة الأولى، فدعوت للحضور معي في البلاطو عددا من معتقلي تازمامارت، وقبل أن يبدأ الحوار طلبتُ أن أعرّف بضيوفي المعتقلين السياسيين السابقين. بعد انتهاء الحلقة، جاءني أحد الأشخاص بهاتف وهو يقول: هناك شخص مهمّ يريد الحديث إليك، ولم يكن مُحدِّثي غيرَ الشيخ حمزة البوتشيشي، الذي لم أكن أعرفه حتى تلك اللحظة.. عندما كلمته قال لي: كلما كنتَ تتقدم في حديثك في البرنامج كنتُ أدعو الله لك وأطلب من المريدين أن يدعوا لك..
في اليوم الموالي جاءني أشخاص يخبروني أنّ الشيخ حمزة يريد مقابلتي في مداغ، فأخبرتهم أنه يصعب عليّ أن أركب سيارة أو حافلة لمدة خمس ساعات أو يزيد، فتركوني وعادوا إليّ بتذكرة طائرة.. وهكذا زرتُ الشيخ حمزة في مداغ.
- ما الذي دار بينك وبينه؟
خالد الجامعي < سألته عن عبد السلام ياسين، فقال لي: خاصّكومْ تديرو بالكومْ معاهْ راهْ خطيرْ من الناحية السياسية..
- ما هي الطقوس التي قمت بها وأنت تتقدّم للسلام على الشيخ حمزة؟
خالد الجامعي < أنا تعاملت معه كبشر عادي.. «بْحالي بْحالو»، وقد لاحظتُ استغرابَ المُريدين وتعجّبهم، فكنت ألامسه وأنا أتحدّث إليه، وقد قال لمريديه: خالد مْجدُوبْ، اتركوه يفعل ما يشاء..
- ألم تتحدّثا في المسائل السياسية؟
خالد الجامعي < قلتُ له أنت تكلف بداكْ الشّي اللي الفوقْ، وأنا خليني نتكلف بهاذو اللي لتحتْ (يضحك)..
- كيف؟
خالد الجامعي < يتكلف هو بالمسائل الدينية والرّوحية، وأنا أتكلف بما يجري على الأرض، من السياسة.
- هل زرته مرة أخرى؟
خالد الجامعي < نعم، ربما كان ذلك في السنة الموالية، 2000، وكانت زيارتي بمناسبة عيد المولد، وحدث أمرٌ غير مسبوق، حيث أجلسني إلى جانبه، فكان المُريدون ينظرون إليّ كما لو كنتُ حاملَ «برَكة».. لكنْ كانت تلك هي آخر زيارة لي إلى الشيخ حمزة.
- لماذا؟
خالد الجامعي < لأنني خفتُ من أن أخلق «مشاكل» للشيخ.. خفت أن تفهم الاستخبارات أني من خلال تردّدي عليه أرتب لعمل سياسي أستغلّ فيه الزاوية وشيخَها.. لذلك انسحبت حتى لا أتسبب للشيخ في أذى، خصوصا أنه رجل طيب ومحترَم ومُقتدِر، رغم أنني لم أتفق معه في ما قامت به الزاوية البوتشيشية من تأييد للدّستور..
مُقتطف من سلسلة كرسي الإعتراف لـ الصحفي المُثير للجَدل خالد الجامعي على يومية المساء.