زنقة 20

نشرت يومية "العلم" اللسان الإعلامي لحزب الإستقلال، وثيقة سرية تمكنت من التسرب من أرشيف جمعية الجماعة الاسلامية تتمثل في‮ ‬رسالة كان قد وجهها الأستاذ عبد الاله بنكيران إلى وزير الداخلية الشهير الراحل إدريس البصري،‮ ‬وهي‮ ‬رسالة عادية تندرج في‮ ‬سياق الجهود التي‮ ‬كان‮ ‬يبذلها مسؤولو الجماعة آنذاك لرفع الحظر عن الجمعية،‮ ‬وفي‮ ‬هذه الرسالة العادية‮ ‬يبدي‮ ‬الأستاذ بنكيران استعداداً‮ ‬للتعاون لما فيه صالح البلاد‮.‬
‮ ‬ننشر فيما‮ ‬يلي‮ ‬نص الرسالة
‮»‬السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وبعد،
‮ ‬يسرني‮ ‬أن أرفع إلى جنابكم هذه الرسالة التوضيحية حول جمعية الجماعة الإسلامية وظروف نشأتها وواقعها الحالي‮ ‬وما نرجو اللّه أن‮ ‬ينعم به علينا من خير على‮ ‬يدكم واللّه المستعان‮.‬
وزيادة في‮ ‬التوضيح،‮ ‬معالي‮ ‬الوزير،‮ ‬فإني‮ ‬سأقسم هذه الرسالة إلى قسمين أولهما عن الشبيبة باعتبارها الجمعية الأولى التي‮ ‬عملنا في‮ ‬إطارها وثانيهما عن جمعية الجماعة الإسلامية‮.‬
نشاط هذه الجمعية‮ ‬يقوم على دعوة الناس عامة والشباب خاصة إلى الإلتزام بالإسلام باعتباره شاملا لحياة الإنسان والمجتمع من حيث العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات،‮ ‬ووجدت هذه الدعوة في‮ ‬تلك الأيام إقبالا كبيرا من الشباب وخصوصا بعد أن تصدى الشباب المسلم الملتزم للشباب اليساري‮ ‬في‮ ‬الثانويات والجامعات ورجعت الثقة بالنفس إلى الشباب المتدين عامة وأقبلوا على‭ ‬جمعية الشبيبة الإسلامية في‮ ‬كل أطراف البلاد،‮ ‬فعمد رئيس الجمعية إلى تنظيم هؤلاء الشباب في‮ ‬مجموعات‮ ‬يلتقي‮ ‬أفرادها بانتظام‮ ‬يتدارسون القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم وبعض كتب الثقافة الإسلامية المتوفرة في‮ ‬المكتبات‮.‬
واستمر نمو هذه الجمعية مطردا إلى أن وقع اغتيال عمر بن جلون مدير جريدة المحرر،‮ ‬وذكر أثناء النظر في‮ ‬هذه الحادثة اسم الشبيبة الإسلامية واسم‮ ‬عبد الكريم مطيع الذي‮ ‬كان قد‮ ‬غادر البلاد بينما ثم اعتقال إبراهيم كمال وكان ذلك في‮ ‬أواخر دجنبر‮ ‬1975‮.‬
انتسبت إلى الشبيبة الإسلامية سنة‮ ‬1976‮ ‬ووجدت أعضاءها‮ ‬ـ والحق‮ ‬يقال ـ على حسن التزام بالإسلام واقتناع‮ ‬بأنه ليس دين المسجد فقط بل‮ ‬يشمل كل مواقف الحياة،‮ ‬وكذا وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي‮ ‬إلى الفساد وخصوصا في‮ ‬صفوف الطلبة‮.‬
معالي‮ ‬الوزير،‮ ‬إن كثيرا من الشباب تهفو قلوبهم إلى الانتساب إلى جمعيتنا والعمل في‮ ‬إطارها المعتدل السليم إن شاء اللّه،‮ ‬ولكن‮ ‬ما وقع علينا من حظر من طرف السلطات المحلية في‮ ‬صيف‮ ‬1984‮ ‬وتوقيف أنشطتنا العامة في‮ ‬مركز الجمعية‮ ‬يحول دون التحاقهم بنا مما‮ ‬يؤدي‮ ‬ببعضهم إلى الانحراف والتطرف،‮ ‬وإننا نأمل أن تتداركنا عناية اللّه على‮ ‬يدكم فيسمح لنا من جديد بممارسة نشاطنا والاستمرار في‮ ‬القيام بواجبنا في‮ ‬الدعوة‮. ‬ومن الواجب في‮ ‬رأينا أن‮ ‬يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي‮ ‬لما فيه خير بلادنا‮. ‬أما النزاع والشقاق فلا‮ ‬يستفيد منه إلا أعداء الدين وأعداء الوطن‮. ‬وإن الشباب المتدين لما أكرمه اللّه به من ورع وصلاح حسب ما نعلمه عنه مؤهل لخدمة دينه وبلده أفضل الخدمات،‮ ‬وأن أفضل وسيلة ـ في‮ ‬نظرنا ـ لقطع طريق على من‮ ‬يريد سوءا ببلدنا ومقدساته هي‮ ‬فتح المجال أمام الدعاة المخلصين الذين‮ ‬يعتبرون أن من واجبهم إرشاد الشباب وتقويم أي‮ ‬انحراف‮ ‬يغذيه أصحاب الأغراض والأهواء‮.‬
‮ ‬إننا معالي‮ ‬الوزير،‮ ‬سنكون مسرورين وشاكرين لكم صنيعكم إذا خصصتم جزءا من وقتكم لاستقبالنا والتعرف علينا،‮ ‬وذلك سيساعدنا بإذن اللّه على مزيد من التفهم والوضوح،‮ ‬واللّه نسأل أن‮ ‬يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما‮ ‬يحبه‮.«‬