زنقة 20

كشف عبد الهادي خيرات أن حكومة بنكيران لا تولي اهتماماً لمفهوم الزمن، حيث أكد في لقاء جمعه مع مراسلي الصحف الوطنية بسطات يوم الخميس الماضي، أن الحكومة عوض أن تدخل تعديلات على مشروع القانون المالي الأول في ولايتها، سحبته، مما أضاع عليها أكثر من سبعين يوماً الذي استغرقه في مجلسي النواب والمستشارين، وكان عليها أن تتخذ العبرة من حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي كانت أمام نفس الإشكالية، حينما تولت تدبير الشأن العام. ورأى أن إقدام الحكومة على تجميد وخصم 15 مليار درهم من استثمارات القطاعات العمومية سيكون له تأثير على الشغل والاستثمار والمقاولات المغربية والتجهيز وقطاع الإسمنت، كما اعتبر أن هذا الإجراء فيه تطاول على المؤسسة التشريعية، حيث كان من المفروض لجوء الجهاز التنفيذي إلى الجهاز التشريعي من أجل تعديل الميزانية، وهو خرق آخر للدستور، ورأى أنه كان أمام الحكومة خيارات أخرى للجوء إليها فالشعار الأساسي الذي بنت عليه الحكومة خطابها لاستقطاب أصوات الناخبين، هو محاربة الفساد والريع، ولو فعلت هذا الشعار لأغناها عن هذا الإجراء الذي ستكون له تداعيات خطيرة، لكن يقول عبد الهادي خيرات، القيادي الاتحادي والبرلماني بدائرة سطات، أن الحكومة تتحدث عن محاربة الفساد، وتتفرج عليه واعتبر أن نشر لوائح ˜لريماتŒ فيه إساءة وجرم في حق المقاومين الذين يشتركون بالعشرات في رخصة واحدة، إلى غير ذلك من النماذج، في حين استثنت أصحاب البطون الكبيرة، وشركات النقل، في حين كان عليها أن تحاسب المتهربين من الضرائب في هذا المجال، والذين يمارسون مهنا أخرى، ويشتغلون في قطاع النقل ضداً على القانون
وأوضح أنه لحد الساعة، هناك وزراء سابقون مازالوا يتقاضون ما يقارب 4 ملايين سنتيم شهرياً، يؤديها رئيس الحكومة من الصندوق التابع له، وهو الأمر الذي طرحناه ما مرة، لكنه مازال قائماً إلى اليوم. وشدد في إجابته عن أسئلة الصحفيين، أن محاربة الفساد شعار ترفعه الحكومة للاستهلاك الاعلامي فقط إذ أن الأمر يتطلب جرأة التي هي غير واردة، مذكراً في هذا الباب، بإشكالية أراضي الجموع التي دخلت بالمئات أو آلاف الهكتارات إلى المدارات الحضرية وأصبح عن طريقها البعض من أغنى الأغنياء، وخلص في هذا الباب إلى أن الحكومة تشوش على هذه الفكرة النبيلة محاربة الفساد. وتطرق، أيضاً، إلى إصلاح صندوق المقاصة الذي رأى أن طرح الحكومة غير واقعي ويستحيل تنفيذه إذ أكد أن هناك 2 مليون مغربي مصنفون في خانة تحت عتبة الفقر، وهناك 8 ملايين نسمة من الفقراء الذين يشملهم نظام "الرميد"، لكن رأى أنه سيصعب استثناء مواطن واحد من هذا الباب ببعض الأحياء، وإلا ستكون هناك فتنة. وقدم في هذا الباب، اقتراحات عملية عوض تلك التي تقدمت بها الحكومة.
وبخصوص استغلال الشركات المنتجة للمشروبات الغازية كشف خيرات أن حكومة التناوب فرضت على هؤلاء عدم الاستفادة من الدعم المخصص لمادة السكر، مشيراً إلى أن النماذج التي تريد الحكومة تبنيها من خلال بعض التجارب الدولية بخصوص صندوق المقاصة، هي محاولة استنساخ لا تتماشى وواقعنا، موضحاً أن هناك طرقاً لمعرفة الاستهلاك للبنزين وغيره ومن ثمة يسهل عملية ضبط هذا الأمر، كذلك الأمر بالنسبة لاستعمال «البيطان» في القطاع الفلاحي، وعبر عن رأي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يؤكد أنه مع إصلاح صندوق المقاصة، لكن ليس بالطريقة الحكومية، وكذلك الأمر بالنسبة للتقاعد، حيث ذكر بتراكم المشاكل في هذا الصدد، بعد أن وضعت الدولة يدها على أموال الموظفين الذين كانوا يضعونها في الصنادق ولم تؤد الدولة نفسها حصتها في هذا الباب وعن وضعية الاتحاد أو ما يعتبره البعض ˜تيار الزيديŒ أكد خيرات أنه ينزه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب للسعي من أجل خلق تيار، بل أن أحمد الزيدي لم يسع إلى ذلك، وأكد الأمر في حوارات صحفية، مذكراً أن الفريق الاشتراكي حريص على ألا يزج بنفسه في اتخاذ بعض المواقف التي تكون لها انعكاسات سلبية على الحزب، وأوضح أن منطق التيارات في البلدان الديمقراطية مبني على قواعد واضحة وسليمة، وعبر عن قناعته على أنه من دعاة أن يبقى الفريق الاشتراكي في منأى عن أي صراع، للحفاظ على هذه البذرة، إذ ليس من حقنا أن نعصف بحزب هو امتداد لحركة التحرر الوطني، وجيش التحرير والطبقة العاملة، وبالتالي فهو ملك للشعب، كما تطرق إلى الحوار القائم حول إصلاح القضاء، حيث كشف أن هناك ما يكفي من الوثائق والاقتراحات المتراكمة في باب الحوارات التي تمت، لكن كان من المفروض أن يتم تطبيق ذلك، وتساءل كيف سيتم محاربة الفساد، فجسم القضاء يجب أن يطهر
ووصف حكومة بنكيران بالرجعية، إذ منذ تنصيبها وهي تتراجع عن المكتسبات التي راكمها الشعب المغربي عبر نضالاته، موضحاً في هذا الباب، تراجعات رئيس الحكومة عن اختصاصاته، مثل التعيين في المناصب، وبذلك يقول خيرات، إن الحكومة تقتل الأمل لدى المغاربة، وتمس بجوهر الدستور، كما أكد أنه من أم المهازل أن نجد الوزراء فيما بينهم يوقعون على اتفاقيات وبخصوص القطار الفائق السرعة فإن الحكومة جاءت في برنامجها بمشروع جديد ينضاف إلى tgv من طنجة الى البيضاء، مشروع جديد من البيضاء الى مراكش، متسائلا، هل هذا يشكل أولوية، في ظل تواجد طرق سيارة ˜تلعب فيها العقاربŒ، حسب وصفه وطرق وطنية أخرى 
وبخصوص التصريحات والتصريحات المضادة للأحزاب المشكلة للحكومة، أكد خيرات أن ذلك تحصيل حاصل، إذ أن التركيبة منذ البداية لا معنى لها ومختلة، متسائلا كيف يتحالف حزب معين، بنى خطابه على أنقاض تسيير حزب آخر كان مشاركاً في الحكومة، وأضاف لو حصل الأمر في إسبانيا أو فرنسا لأصيب الشعب هناك بالجنون، وكشف أن ملف خالد عليوة "خاوي"، إذ له ما يكفي من الضمانات لمتابعته في حالة سراح، متسائلا كيف تم السماح له بدفن والدته، ألم يكن التخوف قائماً لفراره، مشيراً إلى أن هناك من يريد ألا يستقيم وجه السياسة، فالسياسة لديهم هي القدرة على التناور والكولسة، ويريدون من الأحزاب والنقابات أن تلعب أدواراً ثانوية في مسرحية هزلية.