تحقيق. هؤلاء المغربيات أسقطن هؤلاء المشاهير في قصص الحب والغرام
زنقة 20
هي الفتاة المغربية "الدلوعة" التي تتقن فن الدلال والحنان، التلقائي أو المصطنع، الذي يسيج القلوب ويعطل لغة العقل، ليمنح لغة الإحساس الحق في اتخاذ القرارات الحاسمة. هي المرأة التي جمعت بين سحر الشرق وأناقة الغرب، المثقفة التي أدركت قيمة التكوين وتعرف كيفية التعامل مع الرجل، هي من تمرست على "طقوس" استمالة الحبيب و"تطويع" الرفيق، هي بين هذا وذاك "مغربية وقادة بشغلها مزيان"، إلا أن السؤال الذي يفرض ذاته هل تشفع للمرأة المغربية كل تلك المقومات لتستطيع إجلاس مسؤولين ورياضيين وفنانين بل وحتى دعاة فوق "العمارية" المغربية بعد أن أقنعوهم بأنهن الأصلح كزوجات؟
السنة الحالية كانت سنة اقتران نخبة من مشاهير العالم "ببنات البلاد"، ففيها تزوج الشيخ القرضاوي من مغربية سلاوية، وتامر حسني من بسمة بوسيل، والملحن محمد ضياء الدين من طنجوية، وفيها تداولت مجموعة من المواقع الإلكترونية المغربية والعربية إشاعة عن زواج أمير دولة قطر الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" من فتاة مغربية أسكنها قصرا بمدينة الدار البيضاء، ومن قبله ابن الشيخ المصري محمد حسان الذي اختار أن تكون أم أبنائه من المغرب، وكذلك الشاب خالد، والممثل المصري أحمد رزق، والمنشد العالمي ماهر زين، والداعية الألماني صلاح أبو حمزة، ونجم أرسنال الإنجليزي فان بيرسي "اللي داها" مراكشية مغربية، والقائمة تطول عن حصر نجوم جابوا العالم قبل أن يستقروا على أن المرأة المغربية هي الأنسب لدور الزوجة.
فما الذي يميزهن عن غيرهن، سؤال حاولنا الإجابة عنه من خلال تلمس حياة آخر المغربيات الملتحقات بركب حريم المشاهير.
بسمة بوسيل زوجة تامر حسني نموذجا، من يعرفها عن قرب يجزم أنها واثقة جدا من موهبتها وجمالها، تتحدّث الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، حاصلة على شهادة البكالوريا، شعبة العلوم التجريبيّة بتقدير ممتاز. وهي اجتماعيّة ودودة وجريئة، حيث لم يسبق لأحد من مدينتها المحافظة أن ظهر في برنامج غنائيّ من حجم ستار أكاديمي، طموحها كان لامتناهيا في عالم الفن، بعد أن فتحت أمامها أبواب الشهرة، لكن يبدو أن الحب جعلها تترك كلّ شيء من أجل قلب تامر حسني، وتكتفي بلقب زوجة النّجم عوض أن تكون هي النجمة.
أما "عائشة المفنن" الزوجة الجديدة للقرضاوي، فقد عرف عنها انخراطها في العمل الاجتماعي بشكل فردي، وهي موظفة في الرباط، تبلغ من العمر 49 عامًا، طلبت اللقاء بالقرضاوي للتعرف عليه مباشرة، بعدما اقترح عليها بعض الوسطاء الموضوع، فتم اللقاء بينهما في العاصمة التونسية بحضور شقيقها، وذلك قبل توقيع العقد.
فيما يذكر أن هاجر بوساق زوجة أحمد محمد حسان من أشهر صغار حافظات القرآن بالمغرب، التحقت بدار القرآن الحاج البشير لتحفيظ القرآن، وفي سنة 2010 أعلن زواجها الرسمي من ابن أشهر وأكبر شيوخ الدعاة في مصر.
وتعتبر فاطمة الأكثر حظا من بين المغربيات الحالمات بزوج يفيض حبا ومالا، حين اقترن اسمها بالدكتور الإماراتي مانع سعيد العتيبة، رجل السلطة الوزير والشاعر الذي ولد في أبوظبي سنة 1946 وعاش فترة في قطر، قبل أن يجعل من المغرب محطته التي يلجأ إليها لممارسة هواية الصيد في الصحراء بواسطة الباز، قبل أن يسقط المستشار السابق لرئيس دولة الإمارات ووزير البترول السابق في شراك فتاة مغربية رفعت من منسوب كتاباته الشعرية المليئة بأشعار الحب والهيام.
ومن المغربيات اللواتي قادتهن الأقدار إلى قصور مشاهير العرب، فتاة مغربية من مدينة الجديدة، اختارها مغرين بن عبد العزيز، شقيق ملك العربية السعودية عبد الله بن عبد العزيز، زوجة له، ويشغل الرجل منصبا قياديا في المخابرات السعودية، ولا يتردد في زيارة المغرب خاصة مدينة الجديدة التي سكنت وجدانه.
ويفضل العديد من القائمين على الشأن الرياضي في السعودية، الارتباط بزوجات مغربيات يملكن القدرة على تأمين الانتقال السلس، من وضعية المحبوبة إلى وضعية الزوجة. بل إن الكثير من أعضاء هيئة الشرف في أكثر من ناد سعودي وبحريني، ارتفع نبض قلوبهم في حضرة المغربيات فعملوا بمبدأ "خير البر عاجله" في الحسم في قضية الزواج، ضاربين عرض الحائط مقولة "زواج ليلة تدبيرو عام".
طلال سعيد المشعل، لاعب كرة قدم سعودي مهاجم، اختار بدوره الاقتران بزوجة مغربية، عبر مرارا عن سعادته معها، خاصة في اللحظات العصيبة.
وفي مدينة جدة أيضا استقر رأي لاعب الأهلي حسن معاد على الزواج من مغربية، بعد أن صم أذنيه أمام محيط يصر على أن يرسم في دواخل كل مقبل على الزواج، صورة بشعة عن فتيات قادمات من المغرب العربي، القريب من أوربا التي تترك بصماتها على نمط حياة جيرانها. لكن ظنه صدق حين رافقته زوجته في أصعب المواقف، خاصة حين تعرض لعقوبة التوقيف من طرف إدارة النادي، في أعقاب هجومه على أحد زملائه في مستودع الملابس.
وعلى نفس المنوال، انتقى حارس نادي النصر السعودي محمد شريفي، زوجته من مدينة تمارة، بل إنه أصر على أن يقام العرس على الطريقة المغربية، إذ صعد الحارس الدولي صهوة العمارية وسط زغاريد النساء، وهو الذي استأنس بالتصفيق في ملاعب الكرة.
واقتحمت المغربيات عالم الرياضة في سلطمة عمان، ونجحن في إقناع الكثير من المسؤولين عن القطاع الرياضي باستدعاء المأذون، وتوقيع عقد الزواج، الذي يحول العشق المحظور إلى رباط على سنة الله ورسوله، مسير قيادي في نادي "السويق" قرر الزواج من المغرب، ورضخ لمشيئة أسرة الزوجة التي ألحت على إقامة عرس على الطريقة المغربية، من أجل ضرب عصفورين بعرس واحد، إعطاء الدليل للمشككين من الأقارب والجيران على أن الفتاة ليست من بقية المقيمات في دول الخليج، وقطع العلاقة مع الخصاص.
لكن العديد من العلاقات بين مشاهير الرياضة والسياسة والسلطة في دول الخليج، والمغربيات تظل في طي الكتمان، ومن تلك الارتباطات ما يتم وفق مسطرة الزواج العرفي.
نجوم فوق العمارية
وتعد المغربية بشرى، ذات الأصول المراكشية مادة دسمة للصحافة البريطانية التي تتكلم عن هذه الحسناء، التي نجحت في التوغل إلى قلب فان بيرسي نجم أرسنال الإنجليزي والمنتخب الهولندي، وأحد النجوم العالميين في كرة القدم، بل إن الصحافة الإنجليزية والهولندية أكدت أن لبشرى الفضل الأكبر في عودة فان بيرسي إلى ميادين كرة القدم بعد شهور من الغياب، إثر إصابته في الكاحل خلال مباراة ودية جمعت المنتخب الهولندي بنظيره الإيطالي، لكن بشرى كان لها رأي آخر، إذ ساعدت زوجها على تجاوز معاناته، ولوحظ تحسن غريب على الحالة الصحية للاعب أرسنال، وتماثل للشفاء ليفاجأ الجميع بوجوده ضمن القائمة التي استدعاها المدرب فينغر للمشاركة في مباراة الفريق الإنجليزي ضد نادي توتنهام برسم الدوري الإنجليزي الممتاز، والفضل كما أوردته الصحافة الإنجليزية يرجع لزوجته المغربية بشرى التي رفعت معنوياته وألزمته بالتفاني في العلاج حتى يكون حاضرا في مونديال جنوب إفريقيا رفقة المنتخب الهولندي.
ويشير المنتدى الرسمي لمشجعي نادي أرسنال الإنجليزي، إلى أن فان بيرسي يكن حبا كبيرا لزوجته المغربية التي تصر على متابعة مباريات زوجها بملعب الإمارات في قلب لندن، وكلما سجل هدفا يحرص على أن يكون إهداء منه إليها، من خلال تقبيل خاتم الزوجية أمام آلاف المتفرجين وملايين المشاهدين عبر التلفزيونات العالمية.
بيرسي اليوم يعتنق الإسلام ويؤكد في تصريحاته: "تزوجت من المغربية بشرى بناء على نصيحة من ماوش، ومعها بدأت ممارسة التعاليم الإسلامية، والآن حياتي منتظمة، وأجمع الإعلام البريطاني على دور الزوجة المغربية في تغيير سلوكات فان، وانتقاله من شخص عصبي إلى رجل مهادن، وخير مثال على ذلك هو تعرضه للضرب من قبل اللاعب الطوغولي "إيمانويل أديبايور"، في مباراة مانشستر سيتي والآرسنال، إذ قام أديبايور بركله عمدا لكن بيرسي لم يرد عليه.
أما مليكة الهزازي ابنة حي تواركة بالرباط فالصدف شاءت أن تتحول من مهاجرة سرية إلى زوجة مدير فريق ميلانو وعارضة أزياء شهيرة، وعاشقة لكرة القدم ولأشهر رجل في إيطاليا.
حين التحقت مليكة البالغة من العمر 32 سنة بإيطاليا لم تكن تعتقد أن القدر يبسط أمامها سجادا ورديا ويحولها من عارضة تتأبط شهادة في فن الديكور، إلى شخصية مؤثرة في مسار أحد أكبر الأندية العالمية، بعد أن تمكنت من أسر قلب الرئيس التنفيذي لنادي "أس ميلان" الإيطالي ليقع في حبها ويعلن رسميا الزواج منها. أكدت مليكة أن الزواج بأدريانو غير مجرى حياتها، فالفتاة التي كانت معفاة من ممارسة حصص التربية البدنية في الثانوية، أصبحت من أكثر الفتيات عشقا لكرة القدم والتصاقا بالهم اليومي للرياضة.
اعتبر الكثيرون في إيطاليا علاقة أدريانو بالمغربية مليكة مجرد سحابة صيف عابرة في حياة نائب رئيس الميلان الإيطالي، خصوصا بعد تجاربه العاطفية والزوجية القصيرة والفاشلة، لكن مليكة أسرت قلب غالياني كما شغلت وسائل الإعلام الإيطالية ووضعت حدا لطبائعه المزاجية.
تقول مليكة في أحد حواراتها مباشرة بعد إعلانها عن زواجها من أدريانو، "تعرفت على غالياني في سهرة في مونتي كارلو "عرّفني به أحد أصدقائي الصحافيين الذي قال لي إني أقدم لك أدريانو غالياني، اللقاء حينها كان عادياً. فأنا لم أكن أعرفه لأنني لا أعرف شيئا عن عالم كرة القدم، الأمسية كانت جميلة وترك كل منا لدى الآخر أثراً حلواً من دون أن نقصد، فحرّك هذا الأثر فينا رغبة التواصل. ليكتشف كل طرف أنه في حاجة إلى الآخر لتنمو بيننا علاقة حب ومودة توجت بزواج أعتبره رائعا". منذ ارتباط مليكة بالرئيس التنفيذي للميلان وهي تسهر على تفعيل الجانب الإنساني في هذا النادي فمليكة لها مشاركة فعالة في جمعية ميلان الإنسانية، من خلال قيامها بدور السفير في هذه المنظمة الاجتماعية وزيارة مجموعة من البلدان الفقيرة كممثل رسمي للميلان، وفي كل مرة كانت تعامل معاملة زوجات القياديين.
كما أن نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2004، قد شهدت تألق لاعب تونسي اسمه الشادلي الذي اختير كأفضل لاعب إفريقي في البطولة، والسر وراء ذلك الدعم الذي تلقاه من طرف زوجته المغربية، التي لا يتردد في توجيه الشكر لها بعد كل إنجاز.
وتنضاف إلى لائحة المغربيات المتزوجات بنجوم في عالم الرياضة بطلة العالم في الطاي بوكسينغ سناء الحاج، التي تختلف ظروفها عن ظروف مليكة وبشرى، إذ قررت بعد مشاركتها رفقة المنتخب المغربي في دوري دولي ببلجيكا عدم العودة إلى المغرب، والإقامة بطريقة غير شرعية في بروكسيل، لم تطل معاناة سناء فقد تزوجت برئيس الجامعة وتغير جنسيتها لتصبح من أبرز عناصر المنتخب البلجيكي، تقول سناء في تصريح لها " منحني زوجي كل ما تستحقه أي بطلة من حجمي، فأنا أمارس رفقة نادي خينجيم الذي تعود ملكيته إلى زوجي وتوجت مع هذا الفريق بمجموعة من البطولات". وبات زوج سناء من المولعين بالمغرب ويصر كل موسم على زيارته كما يفكر في نقل خبرته إلى المغرب، من خلال تنظيم أمسيات رياضية تعرف مشاركة نجوم رياضة الطاي بوكسينغ.
لهذه الأسباب تشد إلى المغربية الرحال
المغربية إذن لها خصال عديدة تتميز بها عن باقي بنات جنسها في الدول الأخرى، وهي أنها "ست بيت" من الدرجة الرفيعة وتعرف كيف تهتم بزوجها وأولادها بطريقة فائقة، خاصة وأن الرجل بطبعه يسعى أن يكون ثروة وأن يتزوج بامرأة متكاملة، لذا تراه يرتبط غالبا في بداية عمره بامرأة من بيئته، ولكنه عندما يحقق النجاح المهني والاستقلال المالي يبدأ في البحث عن الحب والراحة والزوجة المتكاملة، لذا يلجأ للمغربية لما عرف عنها من صفات تفتقر إليها نساء العالم، هكذا يحلل سعيد الملاخ أستاذ علم الاجتماع الموقف، مضيفا "باختصار الزوجة المغربية تعيش مع زوجها في أي مكانٍ في العالم وتتكيَّف مع جميع الأجواء والظروف والعادات والتقاليد، وهي تريد من زوجها أن يوفر لها الحد الأدنى من العيش الكريم".
وكذلك رأي محمد الرضاني أستاذ علم الاجتماع، معلنا أن المرأة المغربية تتميز بتسامح كبير حيال الأجنبي، يصل أحيانا إلى درجة الانبهار و"الضعف"، وأن هذه الخاصية تغيب لدى المرأة المشرقية، نتيجة هيمنة التقاليد القبلية، والإعلاء من محددي الاختلاف الثقافي، والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي، الذي يزكي في الغالب عدم قبول الأجنبي بسهولة، كما أن المرأة المغربية تتمتع بقدرة كبيرة على التكيف مع الأوضاع والظروف والأشخاص، وتملك استعدادا فطريا ومكتسبا، لجعل ثقافة الآخر وخصوصيته، جزءا من ثقافتها، كما تنسجم بسرعة وبعفوية مع بعض أوجه المحافظة التي يشترطها الرجل، فهي تجمع بين التحرر والمحافظة وتوفق بينهما إلى حد كبير، وعادة ما توظف المرأة المغربية هذا التوفيق فيما يخدم وضعيتها وظروفها. كما أن للجمال كلمته أيضا، لكن لا يمكن اعتبار الجمال محددا رئيسيا للاقتران، بل ثمة عوامل متداخلة، مرتبطة بالشخصية، والقيم الثقافية، والوضع الاجتماعي والمادي، كما أن الجمال، بالتأكيد لا يقتصر فقط على النساء المغربيات، فهو صفة متوفرة في الكثير من نساء الشعوب القريبة من المغرب".
المرأة المغربية تجيد التعامل مع الرجل
الفنانة المغربية رشيدة طلال ترجع إقبال المشاهير من العرب والعجم على الزواج من المغربيات لأسباب كثيرة، أبرزها أن المرأة المغربية عرفت بفضل الموقع المتميز للمغرب على حضارات مختلفة نهلت منها واستفادت من تداخلها، دون أن تغفل واجباتها كامرأة، فالمغربية تهتم بشؤون بيتها وتعلم بناتها كيف يصبحن سيدات بيت جيدات مهما تطور مستوى تكوينهن العلمي، وهي رغم عملها خارج البيت فبيتها مملكتها وزوجها صاحب الكلمة الأولى به، وهي تعلم كيف تشعره أنه الآمر الناهي إذ تهتم بكل التفاصيل الخاصة به، وعن كون الجمال هو السبب في إقبال المشرقي على الزواج بمغربية، ترد رشيدة طلال: "الجمال لا يقتصر على المغربيات فقط لكنه صفة تشترك فيها عدد من العربيات، وأعتقد أن جميع الرجال يحبون الجمال، لكنهم أيضا يحبون سلطتهم وقوتهم اللتين تتقن المغربية التعامل معهما فتسمح له بالتمتع باستخدامهما بطريقة تكون هي الرابحة الأخيرة لكونها تصبح متنفس الرجل وميناءه الأخير".
تذهب الإعلامية أمينة أهاريس أبعد من هذا قائلة: "الرجل الشرقي يبحث في المرأة المغربية عن الحنان والاهتمام الذي يفتقده في المرأة الشرقية، التي تهتم بالكماليات أكثر من اهتمامها بالرجل، وهذا ما يجعله يبحث عن البديل والذي غالبا ما يجده في المرأة المغربية، فهي تجعل الرجل يؤمن بقدرته وقوته. كما تعمل على جعله يحس برجولته. وهي تملك صفات تجعل الرجل بصفة عامة منجذبا إليها.
الزوجة المغربية تلعب الأدوار
ترى الباحثة سناء كريم الآمر من زاوية أخرى أن اختيار الرجال الخليجيين للزواج بالمغربيات أساسه أن نساء المغرب لا يمثلن للزوج فقط تلك الزوجة المطيعة لأوامره فقط، بل تلعب الزوجة المغربية دور الصديقة ورفيقة العمل أحيانا، ودور الأم والأخت أحيانا أخرى، ودور العشيقة كل يوم، بمعنى أن الزوج يجد ملاذه في كل حالاته النفسية داخل بيته وبين أسرته. إن الصورة النمطية التي يحاول البعض ترسيخها كون نساء المغرب يسرقن من الخليجيات أزواجهن فكرة خاطئة ومتخلفة، فالرجل مهما كانت جنسيته يبحث عن الأمن والأمان في بيته، وهو ما تستطيع المغربية توفيره بشكل واضح بسبب تربيتها على احترام الزوج والاعتناء به والاهتمام بكل خصوصياته لأنها تربت على أن دور المرأة ومهما كانت مثقفة هو احتواء الزوج والأبناء داخل الأسرة الصغيرة، كما لا يمكن اعتبار الجمال وحده الدافع الأساس في الزواج بمغربيات على اعتبار أن الجمال لا جنسية له، وهناك فرق مجتمعي مهم، ففي الوقت الذي يتجه فيه اهتمام بعض المشرقيات إلى اللباس والعطور، والتسوق بمناسبة وبدون مناسبة لأن شريحة كبيرة منهن غير ملتزمات بعمل، تكون المغربية أكثر توازنا في التعامل مع نزعة التسوق الفطرية للمرأة وتعاملها مع بيتها. وتضيف الباحثة سناء أن "أول درس تلقنه الأم لابنتها في المغرب هو أن دور المرأة الحقيقي مهما تعلمت ووصلت إلى أرقى المناصب يكمن في رعايتها لبيتها وعنايتها بأسرتها، ونجاحها رهين بقيامها بهذا الدور على أكمل وجه، وبالتالي تستطيع المرأة المغربية أن تزاوج بين العمل خارج البيت دون أن تفرط في دورها كأم وزوجة، والمثير للاستغراب في رأيي هو أنني أحيانا وأنا أبحث في الشبكة العنكبوتية أجد نفسي داخل منتديات لنساء خليجيات تحاول بعض النساء أن تقدم من خلاله نصائح معينة لكيفية التعامل مع الزوج، وأستغرب أنهن يقدمن نصائح مثيرة ومضحكة أحيانا، كأن تفرش المرأة الرمل في بيت النوم، وترمي بالورود....، في حين أن المرأة المغربية تتعامل بشكل أبسط من ذلك، إذ يكفيها أن تبدي اهتمامها بزوجها وأبنائها بكل عفوية في كل كبيرة صغيرة، وبدون اتباع أي وصفة لأن الأمر سيبدو مفتعلا. وربما أن الأسلوب الودود الذي يمتاز به الشعب المغربي يشكل عنصرا من عناصر الانجذاب، إلا أنني متأكدة أن المرأة المغربية تحاول أن تقدم لزوجها ولأبنائها كل الحب والاهتمام بعيدا عن دور سيدة البيت التي تحاول بعض السيدات الشرقيات الاستئثار به".
التحقيق لـمجلة مغرب اليوم.