تفاصيل إلغاء مناورات "الأسد الإفريقي" والموقف الفرنسي "الحرج" بسبب القرار الأمريكي
قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة "إن الولايات المتحدة اقترحت أن توسَّع صلاحيات بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الصحراء المعروفة باسم مينورسو (MINURSO) بشكل يسمح لها بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان هناك" ولكن الاقتراح قوبل بالتعبير عن الأسف من الحكومة المغربية.
وقد قررت الحكومة المغربية في خطوة مفاجئة إلغاء تدريبات عسكرية مشتركة مع الأمريكيين.
وقال الدبلوماسيون الذين طلبوا ألا تنشر أسماؤهم "إن الاقتراح الأمريكي ورد في مشروع قرار معروض على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" قامت واشنطن بتوزيعه على ما يسمى مجموعة أصدقاء الصحراء التي تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وأسبانيا وبريطانيا وروسيا.
وقال أحد الدبلوماسيين "اقترحت الولايات المتحدة أن تقوم الأمم المتحدة بمهمة مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء ." وأكد دبلوماسيون آخرون ومركز روبرت كنيدي للعدالة وحقوق الإنسان هذه التصريحات.
ويهدف مشروع القرار أيضا إلى مد التفويض الممنوح لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء عاما آخر. ومن المقرر إجراء تصويت عليه في وقت لاحق من هذا الشهر.
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الصحراء ، وصف في خطاب له قبل عرض التقرير الأممي توسيع صلاحيات مينورسو إلى مراقبة حقوق الإنسان "بالعاجل."
وبالرغم من تكرار واشنطن دعمها للمقترح المغربي لحل النزاع في الصحراء عبر حكم ذاتي موسع، إلا أن العديد من مجموعات الضغط- كما تقول الأسوشييتد برس- بدأت في "تسخين بطاقة القضية الصحرية باتجاه دعم الموقف الجزائري."
وتعتبر الجزائر، التي تقول إنها ليست طرفا في النزاع، الحليف الرئيسي لجبهة بوليساريو التي تنادي بالإنفصال التام عن المغرب، حيث تستضيف على أراضيها مخيمات لآلاف من اللاجئين الصحراويين.
وكانت بعثة الأمم بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء عرفت اختصارا باسم مينورسو، وشكلت عام 1991 للمساهمة في التحضير لاستفتاء حول قضية الصحراء المتنازع عليها.
إلغاء مناورات "الأسد الإفريقي"
وردت الحكومة المغربية على الاقتراح الأمريكي بإلغاء التدريبات العسكرية السنوية المشتركة مع الولايات المتحدة والتي يطلق عليها "الأسد الأفريقي" تعبيرا عن استيائها.
وقالت في بيان إنها "على يقين بحكمة أعضاء مجلس الأمن وقدرتهم على إيجاد صيغة مناسبة للحفاظ على العملية السياسية من أي خطوات سيئة، قد تكون لها عواقب وخيمة وخطيرة على استقرار المنطقة.
وفي أعقاب ذلك، قال تشوك بريتشارد المتحدث باسم أفريكوم (قيادة افريقيا) عقب قرار إلغاء تلك التدريبات "إننا الآن مستعدون لإعادة نشر تلك القوات في الأماكن التي قدمت منها في وقت قصير جدا عكس ما كان مخططا له."
واضاف المتحدث الأمريكي في سؤال حول دوافع الرباط لإلغاء تلك المناورات أنه "لا يعلم بها." وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية رفض التعليق على القرار ودوافعه.
والأسد الأفريقي مناورات حربية سنوية مشتركة بين القوات المسلحة المغربية والجيش الأمريكي يشارك فيها 1400 جندي أمريكي و900 جندي مغربي وبمشاركة ثلاثة عشرة دولة أوربية ودول إفريقية
الموقف الفرنسي "حرج"
وعلقت صحفية لوموند الفرنسية الأربعاء بأن موقف الحكومة الفرنسية التي يقودها الإشتراكيون "بات حرجا" في اشارة الى أن باريس التي تعتبر من أكبر داعمي الموقف المغربي في قضية الصحراء، لم تستخدم حق النقض في مجلس الأمن منذ 1976.
لكنها نقلت عن دبلوماسي رفيع المستوى لم تفصح عن هويته قوله "نحن لن نستخدم حق النقض في قضية تتعلق بحقوق الإنسان هي في الأساس خلافية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية."
ويأتي اقتراح الأمم المتحدة إضافة صلاحيات مراقبة أوضاع حقوق الإنسان إلى مهام بعثة الأمم المتحدة في الصحراء ، بعد أن أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن في تقرير أنه "يحبذ عملية مراقبة "متواصلة" ومستقلة لحقوق الإنسان في الصحراء ."
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن المقترح الأمريكي على ضوء تقرير الأمين العام للأمم التحدة في جلسة مقررة نهاية إبريل نيسان الجاري.