زنقة 20

في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاتحاد الاشتراكي، يقرر اتحاديون غاضبون إنشاء حركة تصحيحية بدل تأسيس إطار بديل يكون مصيره مثل ما آلت إليه تجارب سابقة مريرة. فصباح أمس الجمعة، كانت الدار البيضاء شاهدة بشكل رسمي على توقيع شهادة ميلاد تيار داخل الاتحاد الاشتراكي يقوده معارضو الكاتب الأول إدريس لشكر، والذين انتظموا منذ نهاية المؤتمر الأخير في اجتماعات مكثفة أثمرت ميلاد حركة تصحيحية.
«قررنا الاشتغال على المشترك بدل الانشقاق»  تأتي الكلمات صارمة على لسان أحمد الزيدي، مشيرا في لقاء مع مجموعة من الصحفيين قبيل انعقاد اللقاء المفتوح لتقديم مشروع الأرضية المشتركة للحركة التصحيحية إلى أن «وحدة الحزب خط أحمر»، كما أنه «ليس من نية التيار الوليد التشويش بقدر ما يتعلق الأمر بحركة تصحيحية فضلت الاشتغال في واضحة النهار من أجل المستقبل».
أحمد الزيدي، الذي نافس إدريس لشكر على الكتابة العامة للحزب خلال المؤتمر الأخير ، لم يفوت الفرصة لينفي ما تم ترويجه بخصوص صفقة ما مع لشكر»، «فمواقفنا ظلت قائمة .. ونحن نقوم بعرض مشروع الأرضية على الاتحاديين والاتحاديات الذين يقاسموننا نفس التوجه» يقول الزيدي موضحا أن «الواقفين وراء التيار لم يعملوا على استقطاب أو إغراء أحد بقدر ما تم تعميم الفكرة، وها أنتم ترون لقد فاق الحضور التوقعات، حيث كنا نراهن على ثلاثمائة شخص، فإذا بنا نفاجأ بأكثر من خمسمائة». حسب الزيدي الذي تحفظ عن إعطاء تفاصيل بخصوص عدد الحاضرين من بين أعضاء اللجنة الإدارية بمبرر أنه لا يتوفر على الأرقام حاليا.
وعن استفساره عن سر انعقاد اللقاء يوما واحدا قبل اجتماع اللجنة الإدارية للحزب، شدد الزيدي أنه ليس في أجندة الحركة التصحيحية التشويش بقدرما يتعلق الأمر بسببين موضوعيين  أولهما: فتح المجال أمام أعضاء التيار لحضور أشغال اللجنة التي ستنعقد اليوم، وثانيا خلق توافق  بينهم ليتكلموا بصوت واحد للمطالبة بتعديل النظام الداخلي للجنة الإدارية ومأسسة التيارات.
وفيما يتعلق بالفريق الاشتراكي بمجلس النواب الذي يتزعمه، شدد الزيدي أنه لن يسمح بخلط الأوراق، إذ يحتفظ الفريق الاشتراكي بالمهام المنوطة به، ولا يمكن في أي حال من الأحوال الزج به داخل خلافات الحزب . وأضاف الزيدي أنه « في نفس الوقت لن يسمح للمكتب السياسي الحالي بأن يفرض أي شيء على الفريق دون التشاور معه مسبقا».
وكان أحمد الزيدي قد افتتح اللقاء المفتوح الذي أعطى الضوء الأخضر لميلاد الحركة التصحيحية قد تلا تقريرا تركيبيا أبرز فيه الأسباب التي دفعت إلى تأسيس الحركة التصحيحية، وذلك ضمن  خيارات أخرى كانت واردة من قبيل تجميد النشاط داخل الحزب أو مغادرته أو تأسيس إطار جديد، لكنها خيارات بدت «غير منتجة وغير واقعية»، ليتقرر تأسيس تيار سياسي يعمل من داخل الحزب بهدف الحفاظ على وحدة التنظيم وجمع شمل الغاضبين الاتحاديين والاتحاديات وتحصين الحزب من الانحرافات مع تأهيله وتطوير ثقافته الديمقراطية.
بعد ذلك تم تقديم مشروع الأرضية المؤسسة للتيار، والتي من المنتظر أن تتم مناقشتها زوال أمس في انتظار إصدار بيان ختامي لأشغال اللقاء يعلن فيه التيار عن مواقفه وأجندته المستقبلية. عن الأحداث المغربية.