هكذا يُهيئ المبعوث الأممي روس لجولة رسمية خامسة بنفس جديد وبنهج آخر
زنقة 20
بعد تسع جولات غير رسمية بين المغرب والبوليساريو، من المنتظر أن يبدأ المبعوث الأممي كريستوفر روس التهييئ لجولة خامسة ، لكن رسمية هذه المرة، بعد وضع الأمين العام الأممي خارطة طريق جديدة لإخراج المفاوضات من النفق المسدود.
القرار الأممي الذي تم التصويت عليه بالإجماع، رحب بتعهد الطرفين بمواصلة عملية التحضير لعقد جولة خامسة من المفاوضات، ودعاهما إلى مواصلة إظهار الإرادة السياسية والعمل في بيئة مواتية للحوار من أجل الدخول في مرحلة مكثفة من المفاوضات الموضوعية ، بل ألح على المغرب وجبهة البوليساريو «مواصلة التفاوض تحت رعاية الأمين العام بدون شروط مسبقة وبحسن نية من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه من الجانبين.
الأمين العام الأممي بان كيمون كان صريحا في تقريره الأخير يوم ثامن أبريل الجاري، فبعد أن أشاد بالمقترح المغربي للحكم الذاتي «الواقعي وذي المصداقية»، قال إنه «يجب على كل طرف أن يقبل بأن أيا منهما لن يحصل على جميع طلباته وبأن عليهما الأخذ بمنطق الأخذ والعطاء»، واقترح أن يجري مبعوثه الشخصي مناقشات ثنائية مع الطرفين بهدف مساعدتهما على وضع الخطوط العامة لحل توفيقي مقبول».
ورغم مراهنته على تبادل الزيارات العائلية لدعم إجراءات الثقة بين الطرفين وأيضا الحوار الشعبي لردم الهوة بين أبناء المنطقة، فإنه يراهن على الدبلوماسية المكوكية لإخراج العملية التفاوضية من الجمود الحالي وتحسين جو المفاوضات.
و فيما يتعلق بالعملية التفاوضية سيبدأ المبعوث الأممي نهجا آخر، ويقضي أولا بإجراء مفاوضات ثنائية مع كل طرف وسيطلب منهما الإقرار بأن المفاوضات تعني الأخذ والعطاء وأن روح التوافق يجب أن تسود بينهما، وسيطلب من كل طرف أن يقدم إليه أفكارا ملموسة حول طبيعة وعناصر تسوية توافقية، وثانيا سيطلب من كل طرف أن يبدأ بالتفكير في الكيفية التي سيقدم بها اقتراحه بطريقة جديدة عندما يحين موعد لقاء رسمي مقبل أي بشرح فوائد ذلك الاقتراح ومزاياه بالنسبة إلى الطرف الآخر، وثالثا سيطلب من الطرفين قبول أنهما لن يتوصلا إلى اتفاق بشأن المركز النهائي للصحراء في الأجل القصير والموافقة على أنهما يستطيعان مناقشة الجوانب العملية لحكم الإقليم على نحو ممنهج دون المساس بمركزه النهائي عندما يحين موعد لقاء رسمي.
ولإخراج العملية التفاوضية من النفق المسدود، سيتسلح المبعوث الأممي بثلاث أفكار أساسية، أولها أنه سيقوم بتشجيع الجزائر والمغرب على تطوير علاقاتهما الثنائية من خلال الرفع من وتيرة الزيارات الوزارية والتركيز على القطاعات ذات الأولوية، وثانيا سيشجع المفوضية العليا للاجئين على توسيع برنامج حلقاتها الدراسية من أجل تحقيق المزيد من التواصل بين سكان المنطقة في الإقليم وفي مخيمات اللاجئين وبخاصة النساء والشباب ، حيث من المنتظر أن يتم عقد لقاء بجنيف شهر يوليوز المقبل، وثالثا التركيز على بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون بين أعضاء الاتحاد المغاربي وسيعمل المبعوث الأممي على تشجيعهم على استكشاف الدور الذي يمكنهم الاضطلاع به في إيجاد حل للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. الأحداث المغربية.