زنقة 20

جراءات أمنية مشددة تفرضها الشرطة الفرنسية عند مداخل مستشفى‮ ‬‭"‬فال دو‮ ‬غراس‮" ‬العسكري‮ ‬في‮ ‬باريس،حيث‮ ‬يرقد الرئيس الجزائري‮ ‬عبد العزيز بوتفليقة تحت العناية المركزة،للعلاج من جلطة دماغية أصيب بها في‮ ‬الجزائر‮.‬
‮ ‬و أبلغ‮ ‬كادر طبي‮ ‬من المستشفى صحيفة‮ "‬العلم‮" ‬أن الأطقم الطبية للمستشفى العسكري‮ ‬الباريسي‮ ‬ستسهر على‮ ‬علاجه من الجلطة الدماغية البسيطة،‮ ‬لمنع تحولها إلى حالة طبية حرجة،و هو ما‮ ‬ينفي‮ ‬الرواية الرسمية التي‮ ‬أعلنتها وكالة الأنباء الجزائرية من أن حالة الرئيس مستقرة و لا تدعو إلى القلق‮.‬
‮ ‬و بحسب المصدر فإن الرئيس الجزائري‮ ‬و منذ وصوله إلى المستشفى و هو في‮ ‬العناية المركزة بعيدا عن أي‮ ‬اتصالات مع مقربيه و لا‮ ‬يسمح حتى للوفد الرسمي‮ ‬الدبلوماسي‮ ‬الذي‮ ‬رافقه من الجزائر بزيارته لدواعي‮ ‬العلاج‮.‬
‮ ‬و شددت الشرطة الفرنسية من إجراءاتها الأمنية خارج و داخل المستشفى،‮ ‬بعد وصول بعض أفراد المعارضة الجزائرية‮ ‬ينتمون لحركة رشاد التي‮ ‬يتزعمها محمد العربي‮ ‬زيتوت إلى أمام المستشفى للتأكد من وجود بوتفليقة داخله من عدمه‮.‬
‮ ‬و كان بوتفليقة قد وصل على عجل على متن طائرة عسكرية جزائرية إلى مطار لوبورجي‮ ‬بضواحي‮ ‬باريس‮ ‬،‮ ‬قادما من مطار بوفاريك العسكري‮ ‬في‮ ‬الجزائر العاصمة للعلاج،قبل نقله تحت حراسة عسكرية مشددة على متن سيارة إسعاف مجهزة إلى المشفى الباريسي‮.‬
‮ ‬و قال الباحث و الكاتب الصحافي‮ ‬الجزائري‮ ‬عثمان تازغارت ‬أن‮ " ‬مجرد إعلان التلفزيون الجزائري‮ ‬أن حالة الرئيس المرضية بسيطة‮ ‬يعني‮ ‬أن صحته في‮ ‬خطر،لأن حالات المرض البسيطة تحدث له دائما و لا أحد‮ ‬يعلم عنها شيء‮".‬
‮ ‬و أضاف تازغارت‮ : " ‬ما جرى هو نتيجة صراع بين مؤسسة الرئاسة و أجهزة الإستخبارات العسكرية بعد أن أصرت هذه الأخيرة على أن‮ ‬يقيل الرئيس الجزائري‮ ‬شقيقه سعيد بوتفليقة من منصب مستشار له لتورطه في‮ ‬قضايا فساد،و الجميع‮ ‬يعلم أن بوتفليقة لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتنازل عن شقيقه هكذا‮". ‬
و كانت الصحف الجزائرية قد تساءلت عن احتمال تورط سعيد بوتفليقة الاستاذ الجامعي‮ ‬والنقابي‮ ‬السابق في‮ ‬قضايا فساد في‮ ‬قطاع الطاقة الكهربائية،حيث أشارت صحيفة‮ "‬الوطن‮" ‬الجزائرية الى صفقات لانجاز محطات لتوليد الكهرباء تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار فازت بها شركتا‮ ‬‭_‬الستوم‭_‬‮ ‬الفرنسية و‮ ‬‭_‬جنرال الكتريك الامريكية‮ ‬‭_‬بفضل علاقاتهما مع الرئيس بوتفليقة وشقيقه المستشار‮". ‬
من ناحية أخرى نقلت صحف فرنسية عن مصادر في‮ ‬وزارة الدفاع الفرنسية أن فرقة كوماندوس أمريكية مكونة من‮ ‬200‮ ‬ضابط متخصص وصلت إلى جنوب إسبانيا،استعدادا لأي‮ ‬تدخل في‮ ‬الجزائر لإجلاء الرعايا الأمريكيين في‮ ‬حال أي‮ ‬انتقال‮ "‬عنيف‮" ‬للسلطة في‮ ‬الجزائر‮. ‬
كما وضعت فرنسا خططا طارئة مماثلة لإجلاء الرعايا الفرنسيين من الجزائر في‮ ‬حال أي‮ ‬تطور للأمور على الأرض‮.‬
‮ ‬و تحدثت مصادر فرنسية مطلعة أن آليات عسكرية جزائرية ثقيلة ترابط أمام قصر المرادية الرئاسي‮ ‬في‮ ‬العاصمة،و هو ما‮ ‬يعني‮ ‬توتر العلاقات بين العسكر و مؤسسة الرئاسة‮.‬

و بحسب ذات المصادر فإن الاستخبارات العسكرية الفرنسية تتحفظ حتى الآن على ترشح الرئيس‮ "‬العليل‮" ‬لولاية رئاسية رابعة،و أنها بدأت من الآن تحضر بديلا عنه قد‮ ‬يكون من المؤسسة العسكرية‮. ‬
و في‮ ‬باريس أكد وزير الدفاع الفرنسي‮ ‬حون إيف لودغيون وجود الرئيس بوتفليقة في‮ ‬مستشفى‮ "‬فال دوغراس‮" ‬العسكري‮/‬لكنه رفض الخوض في‮ ‬تفاصيل حالته الصحية بحجة‮ "‬الحفاظ‮" ‬على السرية الطبية‮. ‬
وشغل عبد العزيز بوتفليقة الرئاسة الجزائرية ثلاث فترات،‮ ‬ومن‮ ‬غير المرجح أن‮ ‬يسعى لفترة رئاسية رابعة في‮ ‬الانتخابات المزمعة العام القادم،بسبب توتر العلاقة بينه و بين العسكر‮. ‬
و تقول المعلومات إن الإقامة الطبية لبوتفليقة في‮ ‬باريس قد تطول لعدة أيام،‮ ‬مع تضارب المعلومات بشأن طبيعة حالته الصحية و المرض الحقيقي‮ ‬الذي‮ ‬يعانيه‮. ‬
و كان موقع‮ ‬‭_‬‮ ‬ويكيليكس‮ ‬‭_‬‮ ‬الكاشف للفضائح قد نشر برقيات مسربة من الخارجية الأمريكية،استند فيها دبلوماسيون أمريكيون إلى حديث رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية،‮ ‬المرشح الرئاسي‮ ‬السابق سعيد السعدي‮ ‬والذي‮ ‬يعمل أيضا كطبيب نفسي،‮ ‬كشف فيها إصابة الرئيس الجزائري‮ ‬بوتفليقة بسرطان المعدة في‮ ‬مراحله الأخيرة،‮ ‬وأن نظام الحكم بات مهددا،‮ ‬وفق ما دار في‮ ‬حديث السعدي‮ ‬إلى السفير الأمريكي‮ ‬روبرت فورد‮.‬