زنقة 20 . مابْ
خلدت الشغيلة المغربية٬ يوم الأربعاء٬ عيد الشغل (فاتح ماي) موظفة طرقا مختلفة للاحتجاج على الأوضاع التي تعيشها الطبقة العاملة المغربية٬ وللتأكيد على مطالبها بتحسين أحوالها المادية والاجتماعية والمهنية
وسواء اكتفت بعقد مهرجانات خطابية بالمناسبة أو نظمت مسيرات أو هما معا٬ فإن المركزيات النقابية استعملت طرقا تقليدية وأخرى صار لها حضور متزايد في الحركة الاحتجاجية المعاصرة على الصعيدين الوطني والدولي.

وعلى غرار السنوات المتعاقبة٬ نظمت المركزيات النقابية بهذه المناسبة مهرجانات خطابية دعا المتدخلون خلالها الحكومة إلى ضمان الحريات النقابية واحترام الحق في الإضراب٬ والتراجع عن قرار الاقتطاع من أجور المضربين٬ وتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل٬ الذي وقعته الحكومة مع المركزيات النقابية في 2011٬ بالإضافة إلى مأسسة الحوار الاجتماعي.

وجاب مناضلو مختلف النقابات المشاركة في هذا الاحتفال الشوارع الكبرى لمدينة الرباط٬ كشوارع ابن تومرت والحسن الثاني ومحمد الخامس والنصر٬ مرددين هتافات منتقدة لعدد من القرارات الحكومية ومطالبة بتوسيع هامش الحقوق النقابية.

ورفع المتظاهرون٬ الذين ارتدوا صدريات وشارات وملصقات تحيل على الهيئات التي ينتسبون إليها٬ لافتات تؤكد على مطالب الشغيلة ومن بينها على الخصوص٬ رفع الأجور وتوفير التغطية الصحية والتصريح بمجموع العاملين وضمان حرية العمل النقابي.

وتضمنت اللافتات المرفوعة أيضا عددا من المطالب الفئوية المرتبطة بالمشتغلين في قطاعات بعينها٬ وذلك بحكم انضواء عمال وموظفين ينشطون في مجالات مختلفة تحت لواء المركزيات النقابية الوطنية.

كما حافظت مطالب المساواة بين الرجال والنساء في أماكن العمل على حيزها المعتاد ضمن التظاهرات المخلدة لعيد العمال العالمي. وأكدت الشعارات المرفوعة على ضرورة محاربة كل أشكال التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة والمناصفة التي نص عليها الدستور الجديد للمملكة.

ومن جهة أخرى٬ تميز تخليد ذكرى فاتح ماي لهذه السنة بحضور بارز لأشكال احتجاجية صارت تحظى بمكانة متزايدة الأهمية ضمن الحركة الاحتجاجية على الصعيدين الوطني والدولي٬ حيث توسطت حشود المتظاهرين عربات ودراجات نارية تجسد قضايا تقض مضجع المركزيات النقابية٬ من قبيل الملفات المطروحة للنقاش في الفضاء العمومي٬ لاسيما صندوق المقاصة وصندوق التقاعد. وحمل المتظاهرون مجسمات ترمز لعدد من المواد الأساسية٬ مثل برميل البترول وعلبة الشاي٬ إلى جانب لوحات لرسوم كاريكاتورية منددة بقرارات رفع أسعار عدد من المواد الأساسية ومنتقدة لبعض الممارسات التي تضر بمبدأي الشفافية وتكافؤ الفرص. وارتدى متظاهرون آخرون بذلة بيضاء تحاكي الصورة التي تحملها المخيلة الجماعية للأشباح٬ مكتوب عليها بالحبر الأسود "موظف شبح".

وفسح انفتاح عدد من النقابات على العاملين الأجانب في المغرب٬ لاسيما الإفريقية والأسيوية٬ المجال أمام حضور أشكال احتجاجية مستوحاة من الخصوصيات الثقافية لأصحابها. وبرزت بالخصوص مطالب عدد من المهاجرين الأفارقة بالمغرب الذين وظفوا أهازيجهم ورقصاتهم المحلية للدعوة إلى تحسين ظروف عملهم.