فاشْ خدامينْ الوزراء والسياسيين المغاربة؟؟ منهم الطبيب ومنهم الأستاذ وأغلبهم اختار المحاماة
زنقة 20
كثير منا لا يعلم عن واقع سياسيينا المغاربة شيء، وعن طريقة عيشهم خارج عالم السياسة وعن المهن التي يزاولونها، والتي اختاروا وقضوا وقتهم من أجلها، "مغرب اليوم" تطرق مكاتب سياسيينا ووزراءنا المهنية وتعرفكم على واقع العديد منهم، وكيف يوفقون بين السياسة والمهن التي يزاولون.
منهم الطبيب ومنهم الأستاذ الجامعي، وأغلبهم اختار المحاماة كمهنة قبل أن يلج عالم السياسة.
من جميع التلوينات السياسية والأحزاب المغربية اخترنا سياسيين عرفوا بقراراتهم ومواقفهم الجريئة في صناعة القرار، لمعرفة خبايا أعمالهم وعالمهم السري بعيدا عن ثنايا السياسة ومكاتب الوزارة والبرلمان.
رغم أن الدخول إلى عالم السياسة هو شبيه بالدخول في متاهة يصعب الخروج منها، نظرا للانشغالات الكثيرة والمهام الصعبة الموكولة لكل على حدا، إلا أن هناك من وفق بين السياسة والمهنة الخاصة، ومنهم من تفرغ وأوكل مهامه الشخصية لقريب أو صديق، حتى يتسنى له العطاء أكثر فأكثر في ميدان وعالم سياسي لا يعترف إلا بالأقوى.
أكيد أن بين المهن والوظائف وحب السياسة أمور مختلفة إلا أن القاسم المشترك بينها هو إثبات الذات وتحقيق الطموح، والوصول والتدرج في المناصب وأخذ القرار السياسي وصناعته، مما يتيح لصاحبه مكانا عليا بين أفراد المجتمع.
بعيدا عن الأخبار والصراعات السياسية، "مغرب اليوم" تفتح جانبا آخر من حياة الوزراء والقادة السياسيين المغاربة، وتعرفكم على تفاصيل مهمة عن حياتهم المهنية وإلى أي حد استطاعوا التوفيق بين العمل الخاص أو الوظيفي والسياسة.
العثماني..الطبيب الدبلوماسي
هو الأمين العام السابق لحزب المصباح، الذي أدى القسم يوم 12 يناير 2012 بين يدي الملك محمد السادس ليتولى وزارة الخارجية والتعاون، يناديه بعض معارفه ورفاقه في حزب العدالة والتنمية بالدكتور، نظرا لحصوله على الدكتوراه في الطب النفسي سنة 1986 من كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء ما أهله إلى نيل دبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدارالبيضاء، شغفه بتحصيل العلم لا حدود له، إذ حرص العثماني على التزود بالمعرفة الشرعية، فهو من خريجي دار الحديث الحسنية بالرباط في الفقه وأصوله سنة 1987.
لقب الدكتور لم يأت صدفة على وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بل هو ناجم عن مهنة الوزير الأولى واختصاصه في الطب النفسي ومزاولته، بداية من 1987 إلى 1990 بالمركز الجامعي للطب النفسي بالبيضاء، وطبيبا في الطب العام من 1990 إلى 1994.
قبل أن يدشن العثماني مساره السياسي مع حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، الذي كان يترأسه الدكتور الخطيب رحمه الله، هو اليوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة بنكيران، منصب حساس يتطلب التفرغ والاهتمام نظرا لكثرة الانشغالات والقضايا الحساسة، لعل أبرزها قضية وحدتنا الترابية، مما جعل عيادة العثماني النفسية مفتوحة لكن مع وقف العلاج والحصص النفسية بسبب غياب صاحبها وطبيبها.
بنكيران..الفيزيائي الذي فك معادلة المصباح
هو من خبر معادلة السياسة في المغرب وأوصل حزبه إلى الحكومة التي يرأسها، مساره السياسي حافل منذ التحاقه بتنظيم الشبيبة الإسلامية عام 1976، إلى غاية اليوم الذي يتولى فيه عبد الإله بنكيران قيادة حكومة الائتلاف، هو أستاذ للفيزياء وصاحب مجموعة مدارس خصوصية، إلا أن ما يشغل باله اليوم هو الإبحار بسفينة تجربته الحكومية في بحر المتغيرات والأزمات التي يواجهها إلى شط السلام، إضافة إلى التعديلات الحكومية التي باتت تؤرق منام الرجل وتقض مضجعه.
اعمارة..الباحث المعتقل
قبل الحديث عن مسار الرجل، لا بد من الإشارة إلى أن عبد القادر اعمارة كان معتقلا من طرف السلطات الإسرائيلية، بعد مشاركته في الحملة الأوربية لرفع الحصار عن غزة عبر أسطول الحرية، إذ أن اعمارة هو عضو مؤسس للائتلاف الدولي لنصرة القدس وفلسطين.
ابن مدينة بوعرفة حاصل على الدكتوراه من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط سنة 1986، ليشتغل بعدها أستاذا باحثا في نفس المعهد، بعدها ولج عالم السياسة من بوابة حزب العدالة والتنمية قبل أن يرتقي في صفوفه، إلى غاية أن حمل حقيبة وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة في الحكومة الحالية.
بين البحث العلمي والعمل الوزاري يجد اعمارة، العضو في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية منذ 1997 وأمين المال الوطني للحزب، نفسه بين خيارين اثنين لا ثالث لهما، وهما أن يتفرغ للعمل السياسي أو التوفيق بين المجالين معا في آن واحد، إلا أن اعمارة الذي قضى حياته كلها في المختبرات وبين التحاليل، غادر طواعية المختبر ليتفرغ لمهامه الوزارية كوزير للصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، نظرا لما تتطلبه هذه المهام من وقت كاف وتركيز عال.
الرويسي..السياسية والحقوقية
المرأة الحديدية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، لا تعترف بالمستحيل في عملها، واجهت عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ووقفت ضده وقفة رجل، هي عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، انتخبت مؤخرا كمنسقة لشبكة برلمانيات وبرلمانيون ضد عقوبة الإعدام، كما أنها من مؤسسي حركة اليقظة المواطنة. توفق خديجة الرويسي بين عملها السياسي وعملها الحقوقي، تؤمن بأفكارها وتدافع عليها بكل قوة رغم أن مواقفها أحيانا ما تثير الجدل، إلا أنها تظل امرأة سياسية لها مكانتها وحضورها.
محمد أوزين..الأستاذ الجامعي
يشغل منصبا حساسا في حكومة عبد الإله بنكيران، فالرجل هو من أوكلت له مهمة وقف مسلسل الإخفاقات الرياضية بالمغرب، عن طريق الإشراف على وزارة الشباب والرياضة، التي قدم إليها من الحركة الشعبية، بدأ الأستاذ الجامعي المختص في سوسيولوجيا اللغات، مسيرته السياسية كعضو في المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، ثم شغل منصب مستشار وزير الفلاحة والصيد البحري، وغيرها من المناصب التي خولت له أن يكون على رأس قطاع الرياضة، القطاع الأكثر حساسية والذي يعرف متابعة الجميع.
بين محاضرات الجامعة وصالونات السياسة وجد أوزين نفسه مجبرا لا بطلا، على حمل الثقة الملكية التي وضعت فيه كرجل مناسب وقادر على وقف النزيف الرياضي، وقد فضل تأجيل المحاضرات وإلقاء الدروس إلى غاية التفرغ من مهامه الوزارية.
الأزمي..بين الكيمياء والاقتصاد
دكتور في الكيمياء ورجل اقتصاد بامتياز كذلك، بدوره شغل منصبا وزاريا في حكومة عبد الإله بنكيران، كوزير منتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية.
رغم أن الهوة بين الكيمياء والاقتصاد كبيرة، إلا أن إدريس الأزمي، العضو في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، استطاع أن يمزج بين الاثنين، بل يمكن القول إن الرجل غلب الجانب الاقتصادي على العمل الكيميائي، حيث شغل منصب نائب مدير الخزينة والمالية الخارجية، ومسؤول عن التمويلات والعلاقات الخارجية بوزارة الاقتصاد والمالية، كما تقلد مهمة ممثل المغرب بمجلس إدارة المصرف العربي للتنمية الإفريقية، إضافة إلى مجموعة من المناصب الاقتصادية والمالية، ما مكنه من حجز مقعد له في الحكومة الحالية كوزير منتدب.
الحقاوي..أستاذة التربية الإسلامية
هي المرأة الوحيدة في حكومة عبد الإله بنكيران، تحمل حقيبة وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بدأت مسارها المهني كأستاذة لمادة علوم التربية الإسلامية بمركز تكوين المعلمين بالبيضاء، دخلت الحقاوي صالونات السياسة قادمة إليها من حجرات الدرس، انخرطت في مجموعة من المنظمات والهيئات الدولية، منها الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي حيث تشتغل بتسيير فرع شمال إفريقيا، والمنتدى العالمي البرلماني للدول الإسلامية وغيرها..، هي المرأة الوحيدة التي سقطت سهوا في حكومة بنكيران، جمدت اليوم في مرحلة إشرافها على وزارة التضامن والأسرة رسالتها التربوية وتفرغت لعالم السياسة والمجتمع.
نبيل بن عبد الله..الترجمان
الرجل الديبلوماسي والوزير، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، شغل وزارة الاتصال في حكومة جطو، يشكل حزبه اليوم الائتلاف الحكومي رفقة باقي الأحزاب الأربعة، اعتمد في السابق سفيرا للمغرب في إيطاليا، إلا أنه لم يعمر طويلا بسبب خلاف بين زوجته وزوجة وزير الخارجية آنذاك الطيب الفاسي الفهري، مارس مهنة ترجمان محلف لدى المحاكم المغربية منذ 1987، وشغل منصب نائب رئيس جمعية التراجمة المحلفين بالمغرب منذ 1992، وذلك لحصوله على شهادة عليا من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس سنة 1985 شعبة العلاقات الدولية، إلا أنه اليوم وبسبب الانشغالات الكثيرة الملقاة على عاتقه، تفرغ للعمل السياسي بعيدا عن المحاكم المغربية في حين أن الترجمة واللغات كانت وما زالت حاضرة بقوة في عمل نبيل بن عبد الله اليومي.
منيب..السياسية والجامعية
هي أنيقة المشهد السياسي، وهي من كسرت قاعدة استحواذ الرجال على الأمانة العامة للأحزاب في سابقة من نوعها في تاريخ الممارسة السياسية بالمغرب، بعدما انتخبت أمينة عامة لحزب الاشتراكي الموحد، متوجة مسار عملها السياسي لأزيد من 28 سنة.
حاصلة على دكتوراه في علم الهرمونات، أستاذة وباحثة بجامعة الحسن الثاني، تقول إن التوفيق بين العمل السياسي وباقي الأعمال شيء شاق ومضن، إلا أنها مازالت تمارس رسالتها كأستاذة باحثة حيث تأخذ منها جامعة الحسن الثاني حصتين إلى ثلاث أسبوعيا من أجل إلقاء المحاضرات وتأطير الأعمال التطبيقية وبحوث الطلبة، في حين يأخذ العمل السياسي كل وقتها، إلى جانب الدراسة التي تخصص لها ست ساعات يوميا، عملت في الكتابة العامة في النقابة الوطنية للتعليم العالي لجهة الدارالبيضاء الكبرى، إلا أنها جمدت نشاطها النقابي من أجل التفرغ إلى مهامها السياسية، كما أن عملها الحقوقي بات مقتصرا على الدعم وإعطاء الإرشادات وذلك لكثرة انشغالاتها كأستاذة باحثة وكامرأة سياسية والحمل الكبير الملقى على عاتقها، كما أشارت الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد إلى طبيعة المجتمع المغربي المحافظ، الذي يلزمها بالقيام بواجباتها المنزلية والأسرية مما يجعل وقتها مقسما بين البحث والسياسة والأسرة.
الرميد.. المحامي الآخر
ليس من قاسم مشترك بين السياسة والمحاماة رغم أن عدداً من سياسيينا يمتهنون المحاماة ويرتدون أو كانوا يرتدون البذلة السوداء ويدافعون ويترافعون عن موكليهم، الرميد واحد من السياسيين الذين امتهنوا المحاماة، إلا أن وصوله إلى ضفة وزارة العدل والحريات جعل الرجل يعلق البذلة السوداء ويتفرغ لإصلاح منظومة العدل، التي تشوبها الأعطاب من كل جانب، لكن مكتبه لم يغلق، إذ أوكل مصطفى الرميد أخاه لتولي القضايا والملفات حتى يتفرغ هو للعمل الوزاري.
الصبيحي..الوزير الجمعوي
رجل أكاديمي حاصل على دكتوراه في الإحصاء والبحث التطبيقي بجامعة بيير وماري كيري بفرنسا، هو اليوم وزير للثقافة في عهد حكومة بنكيران، استطاع التوفيق بين الفكر والسياسة والعمل الجمعوي في مساره المهني، حيث عمل أستاذا محاضرا في مادة الرياضيات بكلية العلوم بالرباط ما بين 1990 و1995، وأستاذا للتعليم العالي في نفس الكلية حوالي عشر سنوات أخرى، وبالموازاة مع التدريس التحق الصبيحي بحزب التقدم والاشتراكية، ليصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب سنة 1995، إضافة إلى توليه منصب محافظ للخزانة العلمية الصبيحية بمدينة سلا، ما جعله يراكم تجربة وثقافة واسعتين مكنتاه اليوم من تولي وزارة الثقافة بالتوفيق مع سابق أعماله.
سهيل..الرجل البنكي
رغم أن مساره السياسي ليس حافلا كمن سبقه من السياسيين والوزراء، إلا أنه راكم مجموعة من التجارب وشغله منصب رئيس مدير عام للقرض السياحي والعقاري سنة 1998، إضافة إلى كونه عضوا بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ما مكنه اليوم أن يتقلد منصب وزير للتشغيل والتكوين المهني.
الخلفي..راصد الفكر الديني بالمغرب
بالنظر إلى مساره التعليمي، يعتبر الخلفي رجلا متنوعا في العلوم والثقافات، إذ حصل على الإجازة في الفيزياء سنة 1995، وحصل أيضا على إجازة تخصص دراسات إسلامية عام 1998، إضافة إلى إجازة في العلوم السياسية، رغم أن أمره استقر في الأخير على البحث وتتبع ورصد الفكر الديني بالمغرب وتحوله، عن طريق تأسيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة منذ سنة 2009، هو اليوم وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم حكومة عبد الإله بنكيران، ما جعله يستغني قليلا عن رصد الفكر الديني بالمغرب ويتفرغ للعمل الوزاري الموكول له.
عن: مجلة مغرب اليوم.