الدولة تطلق خطة جديدة لمعالجة ملف الصحراء على الطريقة الإسبانية بإدماج الإنفصال كشكل من أشكال حرية التعبير
زنقة 20
تدفع التطورات التي تشهدها الصحراء السلطات المغربية وخاصة بعد صدور قرار 2099 عن مجلس الأمن الى تبني استراتيجية جديدة على الطريقة الإسبانية وتتجلى في التعايش مع دعوات الانفصال واعتبارها من باب حرية التعبير. وبادر حزب الأصالة والمعاصرة بخطوة في هذا الشأن من خلال اقتراحه هيئة برئاسة الملك محمد السادس وتضم حتى الانفصاليين.
وتشهد الصحراء تظاهرات بين الحين والآخر تدعو الى الانفصال وتأييد تقرير المصير وإنشاء جمهورية وكانت أبرزها تظاهرة مدينة العيون يوم السبت الماضي، حيث رفع مئات المتظاهرين أعلام ما يسمى "الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية". ولم تتدخل قوات الأمن المغربية لنزع الأعلام بالقوة وإن كانت قد وقعت لاحقا مناوشات ومواجهات مع المتظاهرين.
في الوقت ذاته، ارتفعت أشكال التعبير عن تقرير المصير وتأييد البوليساريو في مدن الصحراء مقارنة مع الماضي من خلال إبداء بعض النشطاء السياسيين الصحراويين رأيهم في وسائل الإعلام بما فيها المغربية. وبدأت السلطات المغربية بدورها تتجنب اسعتمال كلمة الخونة والخيانة الوطنية وتغيرها بالانفصاليين، وهو مصطلح سياسي متسامح سياسيا مع رأي الآخر خاصة وأنه يستعمل في القاموس السياسي في عدد من الدول الديمقراطية الأوروبية في وصف الحركات الراغبة في الانفصال عن الوطن الأم.
وهذه الاستراتيجية التي لم تتأكد ملامحها بعد بشكل واضح قد تكون ناتجة عن محاولة اقتداء السلطات المغربية بنظيرتها الإسبانية في التعاطي مع الحركات القومية الرامية الى الانفصال في بلد الباسك وكتالونيا وغاليسيا. وتعتبر القوانين الإسبانية المطالبة بالانفصال من باب حرية التعبير التي يكفلها الدستور الإسباني.
وكان المغرب قد أعرب في مناسبات متعددة اهتمامه بنموذج الحكم الذاتي في اسبانيا وقد يشكل حلا لنزاع الصحراء المغربية، وهذا النموذج يكفل للحركات القومية الإقليمية في اسبانيا مثل كتالونيا وبلد الباسك الحق في التعبير عن تقرير المثير بل وكذلك رئاسة حكومات الحكم الذاتي مثل كتالونيا وبلد الباسك.
وتأخذ هذه الاستراتيجية قوتها من أن المغرب يتفاوض مع البوليساريو حول مستقبل الصحراء، ومن المنطقي كما يقبل التفاوض أن يقبل بوجود أنصار البوليساريو في الصحراء المغربية ودفاعهم عن أطروحة تقرير المصير.
ومما يزيد من قوة هذا الاتجاه السياسي الجديد هو إقدام حزب الأصالة والمعاصر ة على تقديم مقترح يدعو فيه الى تأسيس لجنة وطنية برئاسة الملك محمد السادس تضم فاعلين سياسيين ومن المجتمع المدني ويبقى الجديد فيها هو ضمها لنشطاء سياسيين يؤيدون الانفصال. ونظرا للعلاقة المتينة التي تربط بين بعض زعماء هذا الحزب وأعضاء من الديوان الملكي فقد تكون مبادرة متفق عليها نسبيا.