كيف تشتغل الآلة الحقوقية للبوليساريو ضد المغرب من داخل الأقاليم الجنوبية؟
شكلت التوصيات الصادرة عن المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس المنعقد نهاية شهر مارس 2013، ضربة قوية للتمثيلية المغربية في هذه المحطة العالمية، إذ لأول مرة يتحدث البيان الختامي عن كون الصحراء محتلة، وعن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، كحل للمشكل في الصحراء، وهو مايعني خطوة إلى الأمام على حساب التحركات المغربية، حيث ركز وفد جبهة البوليساريو الذي كان يرأسه، محمد الشيخ الحبيب، أمين عام مايسمى «اتحاد العمال الصحراويين»، على الجانب الحقوقي في الأقاليم الصحراوية، وإبراز الاختلالات التي تقع بين الفينة والأخرى.. وقد سبق لـ «الوطن الآن»، أن سلطت في العديد من أعدادها السابقة على حساسية التحركات الحقوقية لأنصار جبهة البوليساريو في الأقاليم الصحراوية بدعم لوجيستيكي من الجزائر، وهو ما يفرض إعادة الأوراق في التعامل مع الملفات الحقوقية.
في هذا العدد نقدم ورقة تعريفية عن الأذرع الحقوقية لجبهة البوليساريو بالأقاليم الجنوبية.
الأذرع الحقوقية لجبهة البوليساريو في الأقاليم الصحراوية
* تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، يعد آبرز الإطارات الحقوقية التي تشتغل من داخل الأقاليم الصحراوية، وترأسه آمينتو حيدار، وقد كان هذا التجمع المعروف اختصارا بـ »كوديسا»، قد التقى بالممثل الخاص للأمين العام الأممي، «كريستوفر روس» خلال زياراته الأخيرة للأقاليم الصحراوية بالعيون، كما يعقد لقاءات شبه منتظمة مع سفارات دول أروبية وأمريكية في المغرب..
* الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، يرأسها ابراهيم دحان، ونائبته الغالية ادجيمي، تحتل الجمعية المرتبة الثانية في الهرم الحقوقي الصحراوي المناصر لجبهة البوليساريو، ومن بين آخر اللقاءات التي عقدها كانت مع «خوان مانديز»، المقرر الأممي الخاص بمناهضة التعذيب بالعيون. وقد تأسست الجمعية في ماي 2005 بالعيون.
* رابطة حماية السجناء الصحراويين، تعد الرابطة من بين آخر الهيئات الحقوقية التي تم تأسيسها في الأقاليم الصحراوية، وتهتم بأوضاع السجناء الصحراويين أينما وجدوا، في العيون والداخلة وأيت ملول وسلا وعكاشة، وتصدر تقارير منتظمة ومناسباتية.
* جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، من أقدم الهيئات الحقوقية في مخيمات تندوف، حيث يعود تأسيسها لشهر غشت 1989، ولها شبكة علاقات قوية مع نظيراتها في الأقاليم الصحراوية داخل المغرب وخارجه.
* منظمة شمس الحرية: يرأسها حمادي الناصري، وهو أحد المعتقلين الصحراويين السابقين، حيث كان من بين أعضاء الوفد الصحراوي الذي زار مخيمات تندوف، قبل أن يفرج عنه بعد اعتقال احتياطي دام سنة ونصف.
* المرصد الصحراوي للطفل والمرأة، تترأسه فاطمتو منت الشهيد (باري)، عقدت جمعها العام التأسيسي في 29 أبريل 2012 بالعيون، حيث حضر اللقاء فعاليات حقوقية مناصرة لجبهة البوليساريو.
* لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهي المعروفة اختصارا بـ «كودابسو»، تأسست في أبريل 2005 بمدينة العيون، يترأسها سيدي محمد ددش، الحاصل على جائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان، وينوب عنه أحماد حماد، وللجنة عدة مشاركات في الداخل والخارج
* تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية، هي تجمع لفعاليات غير منخرطة في العمل الحقوقي المنظم، وتعتبر القاعدة الخلفية لاستقطاب أصوات جديدة في الصحراء.
* لجنة مناهضة التعذيب في الصحراء: يرأسها المامي أعمر سالم، أعلن عن تأسيسها سنة 2006، بالداخلة، وتنسق مع عدد من المنظمات الدولية في مجال التعذيب، وتوثق لكل الانتهاكات بالصوت والصورة.
هكذا تحركت جبهة البوليساريو في منتدى تونس
اعتبرها البعض ضمن «الفتوحات الصحراوية» في الوطن العربي، إذ تعدى وفد جبهة البوليساريو المشارك ضمن فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، المنعقد بتونس نهاية شهر مارس الماضي، 100 شخص، كانوا خليطا من صحراويي مخيمات تندوف والمغرب وكذا الجالية الصحراوية في أوربا..
بمجرد أن حطت الطائرة القادمة من الجزائر بمطار قرطاج بتونس، التحف ركابها برايتي الجزائر وجبهة البوليساريو، والتحق الجميع بالمسيرة الافتتاحية التي انطلقت من ساحة «14 جانفيي» نحو الملعب الرياضي المنزه عبر شارع محمد الخامس بالعاصمة تونس، بعد زوال يوم 26 مارس 2013، حيث ظهر أن وفد جبهة البوليساريو يحاول أن يقوي موقعه ضمن الخريطة الاجتماعية العالمية.. تقدم وفد البوليساريو في المسيرة حاملا لافتة كبيرة الحجم تندد بالأحكام القضائية ضد معتقلي مخيم أكديم إيزيك، فيما توزع العشرات منهم على جنبات المسيرة يشرحون سياق النزاع في الصحراء، وتداعياته على المنطقة..
انتهت المسيرة الافتتاحية مساء ذلك اليوم، لتبدأ في اليوم الموالي فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي بالمركب الجامعي المنار، وفي الوقت الذي كان فيه بعض المشاركين يضعون أولى اللمسات على تجهيز أروقتهم، كانت خيمة البوليساريو قد قطعت شوطا كبيرا في تجهيزها، وكان موقعها استراتيجيا، إذ انتصبت على الجانب الأيسر من كلية الحقوق..
على مر ثلاثة أيام، لم تهدأ خيمة البوليساريو، إذ تشرع في استقبال الزوار ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود السابعة مساء، لقاءات جماعية وثنائية وفردية، محاضرات وندوات، أغاني وسهرات، وكؤوس شاي.. تنوع الحضور بين الأوربيين خاصة الإسبان، والعرب، مصريين وتونسيين وجزائريين وفلسطينيين، وأيضا مغاربة كان الفضول يجرهم، وبين الفينة والأخرى كان الصراع يحتد حول تاريخ الصحراء.. كل الأنشطة كان تصب في محور واحد، مركزية حقوق الإنسان في نضال «الشعب الصحراوي»، حيث وزعت المئات من نسخ المطويات والأقراص المدمجة التي تضم رواية البوليساريو للوضع الحقوقي في الأقاليم الصحراوية، بدء من سياق المسيرة الخضراء، إلى آخر الفيديوهات التي تظهر تعرض صحراويات للضرب في الشارع العمومي..
ولم تكن الخيمة هي الفضاء الوحيد لاحتضان أنشطة جبهة البوليساريو، بل كان لهم حضور في تأطير الورشات والندوات المتعلقة بحقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية، نظمتها «تنسيقية الجمعيات الإسبانية الداعمة للشعب الصحراوي»، و«اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين»، و«جمعية أسر المعتقلين والمختفين الصحراويين».
إسبانيا، الداعم التقليدي للبوليساريو
لايوجد إحصاء رسمي لعدد الجمعيات والهيئات الداعمة لجبهة البوليساريو في الخارج، إذ في إسبانيا وحدها يتعدى العدد 620 جمعية، تنتظم في إطار «التنسيقية الأوربية لدعم الشعب الصحراوي» المعروفة بـ «أوكوكو»، وهي تنظم مبادرات كثيرة من أجل تشجيع المشاريع الإنسانية واستقبال الأطفال الصحراويين بين أحضان العائلات الإسبانية، الدفاع عن أطروحات البوليساريو في البرلمان الأوربي، وتقوية الدعم المجتمعي الأوربي لقضية الصحراء، وتنعقد كل سنة لجمع التبرعات لفائدة صحراويي تندوف.. وهي برامج مناهضة لمغربية الصحراء. كما تم الإعلان عن «جمعية المستشارين القانونيين للصحراء الغربية»، وتتخذ من منطقة الأندلس مقرا لها. ولم يقتصر الدعم الإسباني على الهيئات المنظمة، بل تعداه لأفراد وشخصيات إعلامية (إناكي غابيلوندو، إيناسيو سامبريرو، بيدرو كاناليس..) ورياضية (شيما مارتينيز، وهو بطل أولمبي في الجري، وأحد داعمي ماراتون تفاريتي، إكزافيي فيرنانديز، لاعب البارصا) (الصورة) وفنية (خافيير بارديم، مخرج فيلم أبناء الغيوم، بيلاو بارديم، بيدرو ألمودوفار..)، وسياسية (دييغو بالديراس، رئيس اليسار الإسباني الموحد في جهةالأندلس، ونائب رئيس حكومتها، ويلي ماييرالعضو في البرلمان الأوربي والمسؤول الأول عن عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري..)
عبد الرحيم برديجي رئيس الجمعية الإسبانية الصحراوية«حوار»
كان علينا استباق الإنتهاكات
الحقوقية في الصحراء
* كيف تلقيت الاقتراح الأمريكي توسيع صلاحيات «المينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء؟
** لقد كان هذا المقترح متوقعا بعد نشر جبهة البوليساريو لعشرات الفيديوهات المنشورة على الأنترنيت لقوات الأمن في بعض المدن الصحراوية تضرب النساء والشيوخ بدون حسيب ولارقيب، توقعت بعد هذه الأشرطة الواضحة، انفجارا داخليا وخارجيا من قبل منظمات وطنية ودولية تعنى بحقوق الإنسان.. لكن لم يقع شيء من ذلك..
لقد كنا في لحظات أمام ردة حقوقية، ولم يقدم واحد من رجال الأمن الذين ثبت تورطهم في هذه الانتهاكات، التي شملت ضرب برلماني من الحزب الحاكم أمام مقر البرلمان. هذا في الوقت الذي نص فيه دستور فاتح يوليوز 2011، على ربط المسؤولية بالمحاسبة، فهل رجال الأمن فوق القانون؟
لكن أن يكون مصدر المقترح هو الولايات المتحدة الأمريكية، فهنا تكمن حدة الصفعة التي تلقيناها رغم أننا كنا نعرف أن مؤسسة «كينيدى» لن تقتصر على تقارير حقوقية وأنه سيأتي اليوم الذي تفتح خزانة معارف وعلاقات «آل كينيدي» في اتجاه دعم الجبهة وهذا يحيلنا إلى سياسة «اللوبينغ» للجبهة والجزائرية ويجعلنا نطرح سؤال ماذا قدم داعمو المغرب الذين تصرف عليهم أموال دعم اللوبيات من صناديقنا. واختم لو لم نعطهم سببا للكلام لما تكلموا؟ لايمكننا غض الطرف على تجاوزات بعض رجال الأمن والسكوت على الحكرة اليومية للمغاربة سواء في الصحراء أو في غيرها.
* برفضه هذا التعديل في مهام المينورسو، هل المغرب يخشى من المسألة الحقوقية؟
** لا أظن أن المغرب يخشى المسألة الحقوقية أكثر مما يخشى دولة داخل الدولة وشكلا آخر من الحماية التي فتحت الأبواب للاستعمار الفرنسي. خصوصا مع تكثيف جبهة البوليساريو للتوظيف السياسي للورقة الحقوقية، حيث أصبح كل سجناء الحق العام بفضل هاته السياسة مناضلون حقوقيون وسجناء رأي.
لكن وكما عودنا المغرب دائما يداوي مريضا محتاج زراعة الاعضاء بالاسعافات الاولية فقط.. مما يطيل الأزمة في الصحراء
* مالذي يجعل جبهة البوليساريو مطمئنة لوضعها الحقوقي؟
** جبهة البوليساريو اخترعت ما يسمى ببوليساريو الداخل ولم تسمح بوحدويي الداخل عندها وهو ما حصل مع المناضل مصطفى ولد سلمى، مما يضعف المعارضة من الداخل، لكن الجبهة كانت ستكون في حرج لو أن بعثة «المينورسو» ستراقب الحقوق المدنية من انتخابات وإنشاء الأحزاب وتأسيس الجمعيات وحرية التنقل وحرية إنشاء الجرائد..
في هذا العدد نقدم ورقة تعريفية عن الأذرع الحقوقية لجبهة البوليساريو بالأقاليم الجنوبية.
الأذرع الحقوقية لجبهة البوليساريو في الأقاليم الصحراوية
* تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، يعد آبرز الإطارات الحقوقية التي تشتغل من داخل الأقاليم الصحراوية، وترأسه آمينتو حيدار، وقد كان هذا التجمع المعروف اختصارا بـ »كوديسا»، قد التقى بالممثل الخاص للأمين العام الأممي، «كريستوفر روس» خلال زياراته الأخيرة للأقاليم الصحراوية بالعيون، كما يعقد لقاءات شبه منتظمة مع سفارات دول أروبية وأمريكية في المغرب..
* الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، يرأسها ابراهيم دحان، ونائبته الغالية ادجيمي، تحتل الجمعية المرتبة الثانية في الهرم الحقوقي الصحراوي المناصر لجبهة البوليساريو، ومن بين آخر اللقاءات التي عقدها كانت مع «خوان مانديز»، المقرر الأممي الخاص بمناهضة التعذيب بالعيون. وقد تأسست الجمعية في ماي 2005 بالعيون.
* رابطة حماية السجناء الصحراويين، تعد الرابطة من بين آخر الهيئات الحقوقية التي تم تأسيسها في الأقاليم الصحراوية، وتهتم بأوضاع السجناء الصحراويين أينما وجدوا، في العيون والداخلة وأيت ملول وسلا وعكاشة، وتصدر تقارير منتظمة ومناسباتية.
* جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، من أقدم الهيئات الحقوقية في مخيمات تندوف، حيث يعود تأسيسها لشهر غشت 1989، ولها شبكة علاقات قوية مع نظيراتها في الأقاليم الصحراوية داخل المغرب وخارجه.
* منظمة شمس الحرية: يرأسها حمادي الناصري، وهو أحد المعتقلين الصحراويين السابقين، حيث كان من بين أعضاء الوفد الصحراوي الذي زار مخيمات تندوف، قبل أن يفرج عنه بعد اعتقال احتياطي دام سنة ونصف.
* المرصد الصحراوي للطفل والمرأة، تترأسه فاطمتو منت الشهيد (باري)، عقدت جمعها العام التأسيسي في 29 أبريل 2012 بالعيون، حيث حضر اللقاء فعاليات حقوقية مناصرة لجبهة البوليساريو.
* لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهي المعروفة اختصارا بـ «كودابسو»، تأسست في أبريل 2005 بمدينة العيون، يترأسها سيدي محمد ددش، الحاصل على جائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان، وينوب عنه أحماد حماد، وللجنة عدة مشاركات في الداخل والخارج
* تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية، هي تجمع لفعاليات غير منخرطة في العمل الحقوقي المنظم، وتعتبر القاعدة الخلفية لاستقطاب أصوات جديدة في الصحراء.
* لجنة مناهضة التعذيب في الصحراء: يرأسها المامي أعمر سالم، أعلن عن تأسيسها سنة 2006، بالداخلة، وتنسق مع عدد من المنظمات الدولية في مجال التعذيب، وتوثق لكل الانتهاكات بالصوت والصورة.
هكذا تحركت جبهة البوليساريو في منتدى تونس
اعتبرها البعض ضمن «الفتوحات الصحراوية» في الوطن العربي، إذ تعدى وفد جبهة البوليساريو المشارك ضمن فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، المنعقد بتونس نهاية شهر مارس الماضي، 100 شخص، كانوا خليطا من صحراويي مخيمات تندوف والمغرب وكذا الجالية الصحراوية في أوربا..
بمجرد أن حطت الطائرة القادمة من الجزائر بمطار قرطاج بتونس، التحف ركابها برايتي الجزائر وجبهة البوليساريو، والتحق الجميع بالمسيرة الافتتاحية التي انطلقت من ساحة «14 جانفيي» نحو الملعب الرياضي المنزه عبر شارع محمد الخامس بالعاصمة تونس، بعد زوال يوم 26 مارس 2013، حيث ظهر أن وفد جبهة البوليساريو يحاول أن يقوي موقعه ضمن الخريطة الاجتماعية العالمية.. تقدم وفد البوليساريو في المسيرة حاملا لافتة كبيرة الحجم تندد بالأحكام القضائية ضد معتقلي مخيم أكديم إيزيك، فيما توزع العشرات منهم على جنبات المسيرة يشرحون سياق النزاع في الصحراء، وتداعياته على المنطقة..
انتهت المسيرة الافتتاحية مساء ذلك اليوم، لتبدأ في اليوم الموالي فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي بالمركب الجامعي المنار، وفي الوقت الذي كان فيه بعض المشاركين يضعون أولى اللمسات على تجهيز أروقتهم، كانت خيمة البوليساريو قد قطعت شوطا كبيرا في تجهيزها، وكان موقعها استراتيجيا، إذ انتصبت على الجانب الأيسر من كلية الحقوق..
على مر ثلاثة أيام، لم تهدأ خيمة البوليساريو، إذ تشرع في استقبال الزوار ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود السابعة مساء، لقاءات جماعية وثنائية وفردية، محاضرات وندوات، أغاني وسهرات، وكؤوس شاي.. تنوع الحضور بين الأوربيين خاصة الإسبان، والعرب، مصريين وتونسيين وجزائريين وفلسطينيين، وأيضا مغاربة كان الفضول يجرهم، وبين الفينة والأخرى كان الصراع يحتد حول تاريخ الصحراء.. كل الأنشطة كان تصب في محور واحد، مركزية حقوق الإنسان في نضال «الشعب الصحراوي»، حيث وزعت المئات من نسخ المطويات والأقراص المدمجة التي تضم رواية البوليساريو للوضع الحقوقي في الأقاليم الصحراوية، بدء من سياق المسيرة الخضراء، إلى آخر الفيديوهات التي تظهر تعرض صحراويات للضرب في الشارع العمومي..
ولم تكن الخيمة هي الفضاء الوحيد لاحتضان أنشطة جبهة البوليساريو، بل كان لهم حضور في تأطير الورشات والندوات المتعلقة بحقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية، نظمتها «تنسيقية الجمعيات الإسبانية الداعمة للشعب الصحراوي»، و«اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين»، و«جمعية أسر المعتقلين والمختفين الصحراويين».
إسبانيا، الداعم التقليدي للبوليساريو
لايوجد إحصاء رسمي لعدد الجمعيات والهيئات الداعمة لجبهة البوليساريو في الخارج، إذ في إسبانيا وحدها يتعدى العدد 620 جمعية، تنتظم في إطار «التنسيقية الأوربية لدعم الشعب الصحراوي» المعروفة بـ «أوكوكو»، وهي تنظم مبادرات كثيرة من أجل تشجيع المشاريع الإنسانية واستقبال الأطفال الصحراويين بين أحضان العائلات الإسبانية، الدفاع عن أطروحات البوليساريو في البرلمان الأوربي، وتقوية الدعم المجتمعي الأوربي لقضية الصحراء، وتنعقد كل سنة لجمع التبرعات لفائدة صحراويي تندوف.. وهي برامج مناهضة لمغربية الصحراء. كما تم الإعلان عن «جمعية المستشارين القانونيين للصحراء الغربية»، وتتخذ من منطقة الأندلس مقرا لها. ولم يقتصر الدعم الإسباني على الهيئات المنظمة، بل تعداه لأفراد وشخصيات إعلامية (إناكي غابيلوندو، إيناسيو سامبريرو، بيدرو كاناليس..) ورياضية (شيما مارتينيز، وهو بطل أولمبي في الجري، وأحد داعمي ماراتون تفاريتي، إكزافيي فيرنانديز، لاعب البارصا) (الصورة) وفنية (خافيير بارديم، مخرج فيلم أبناء الغيوم، بيلاو بارديم، بيدرو ألمودوفار..)، وسياسية (دييغو بالديراس، رئيس اليسار الإسباني الموحد في جهةالأندلس، ونائب رئيس حكومتها، ويلي ماييرالعضو في البرلمان الأوربي والمسؤول الأول عن عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري..)
عبد الرحيم برديجي رئيس الجمعية الإسبانية الصحراوية«حوار»
كان علينا استباق الإنتهاكات
الحقوقية في الصحراء
* كيف تلقيت الاقتراح الأمريكي توسيع صلاحيات «المينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء؟
** لقد كان هذا المقترح متوقعا بعد نشر جبهة البوليساريو لعشرات الفيديوهات المنشورة على الأنترنيت لقوات الأمن في بعض المدن الصحراوية تضرب النساء والشيوخ بدون حسيب ولارقيب، توقعت بعد هذه الأشرطة الواضحة، انفجارا داخليا وخارجيا من قبل منظمات وطنية ودولية تعنى بحقوق الإنسان.. لكن لم يقع شيء من ذلك..
لقد كنا في لحظات أمام ردة حقوقية، ولم يقدم واحد من رجال الأمن الذين ثبت تورطهم في هذه الانتهاكات، التي شملت ضرب برلماني من الحزب الحاكم أمام مقر البرلمان. هذا في الوقت الذي نص فيه دستور فاتح يوليوز 2011، على ربط المسؤولية بالمحاسبة، فهل رجال الأمن فوق القانون؟
لكن أن يكون مصدر المقترح هو الولايات المتحدة الأمريكية، فهنا تكمن حدة الصفعة التي تلقيناها رغم أننا كنا نعرف أن مؤسسة «كينيدى» لن تقتصر على تقارير حقوقية وأنه سيأتي اليوم الذي تفتح خزانة معارف وعلاقات «آل كينيدي» في اتجاه دعم الجبهة وهذا يحيلنا إلى سياسة «اللوبينغ» للجبهة والجزائرية ويجعلنا نطرح سؤال ماذا قدم داعمو المغرب الذين تصرف عليهم أموال دعم اللوبيات من صناديقنا. واختم لو لم نعطهم سببا للكلام لما تكلموا؟ لايمكننا غض الطرف على تجاوزات بعض رجال الأمن والسكوت على الحكرة اليومية للمغاربة سواء في الصحراء أو في غيرها.
* برفضه هذا التعديل في مهام المينورسو، هل المغرب يخشى من المسألة الحقوقية؟
** لا أظن أن المغرب يخشى المسألة الحقوقية أكثر مما يخشى دولة داخل الدولة وشكلا آخر من الحماية التي فتحت الأبواب للاستعمار الفرنسي. خصوصا مع تكثيف جبهة البوليساريو للتوظيف السياسي للورقة الحقوقية، حيث أصبح كل سجناء الحق العام بفضل هاته السياسة مناضلون حقوقيون وسجناء رأي.
لكن وكما عودنا المغرب دائما يداوي مريضا محتاج زراعة الاعضاء بالاسعافات الاولية فقط.. مما يطيل الأزمة في الصحراء
* مالذي يجعل جبهة البوليساريو مطمئنة لوضعها الحقوقي؟
** جبهة البوليساريو اخترعت ما يسمى ببوليساريو الداخل ولم تسمح بوحدويي الداخل عندها وهو ما حصل مع المناضل مصطفى ولد سلمى، مما يضعف المعارضة من الداخل، لكن الجبهة كانت ستكون في حرج لو أن بعثة «المينورسو» ستراقب الحقوق المدنية من انتخابات وإنشاء الأحزاب وتأسيس الجمعيات وحرية التنقل وحرية إنشاء الجرائد..
العدد516 من أسبوعية "الوطن الآن": إعداد: منير الكتاوي