زنقة 20

ظل "عبد الإله بنكيران" منذ توليه رئاسة الحكومة و قبلها بقليل يرفع شعار الشهير "التماسيح و العفاريت" دون أن يسميها و لا حتى أن يذكر أحدهم بالاسم على الأقل . غير أن الانتخابات الأخيرة التي حملت حزبه إلى الريادة و منه إلى قيادة اول حكومة نصف ملتحية بالمغرب، عمقت من حدة المواجهة بين "العفاريت و التماسيح" من جهة و حكومة "بنكيران" من جهة أخرى.

فبعد أن اجتمع "التماسيح و العفاريت" في ائتلاف "G8" تمهيدا لاكتساح الانتخابات و عبرها القذف بلحى إخوان بنكيران إلى خارج المعترك السياسي، خاب ضن "التماسيح و العفاريت" و اندثر الائتلاف و فاز إخوان بنكيران في مسرحية "الانتخابات الشفافة و النزيهة"، غير أن رئيس الحكومة لا يزال يحارب "التماسيح و العفاريت" ليومنا هذا رغم قيادة حزبه للحكومة بـ"صلاحيات واسعة" و اعتبار حزبه بـ"الحزب الحاكم".

ما هي أبرز التماسيح و العفاريت التي ضل بنكيران يهاجمها و يتفادى ذكرها بالاسم خوفا على الأرجح ؟

إلياس العماري "كبير العفاريت" ​

أشد خصوم الإسلاميين و "البيجيدي" على الخصوص.

يعتبر "إلياس العماري" ألذ خصم لعبد الإله بنكيران و المعني الأول بالمصطلح الغريب له إلى جانب "فؤاد عالي الهمة" مؤسس "البام" و مستشار الملك حاليا.

لقد قاد "العماري" حملة مسعورة ردا على حملات "بنكيران" التي وصلت حد التهديد بالتصفية الجسدية كما صرح بذلك "العماري" نفسه لإحدى الصحف الوطنية.

قرب "العماري" من الرجل القوي بالقصر "فؤاد عالي الهمة" و بروزه الغير العادي إعلاميا على المستويين الوطني والدولي تزامنا مع أحداث "أكديم ازيك" شكل شحنة قوية لبنكيران و إخوانه خاصة "بوانو" و "افتاتي" و "حامي الدين" الذين شكلوا ذراع "بنكيران" الهجومي على "العماري" في الإعلام و بقبة البرلمان.

فؤاد عالي الهمة "وقود العفاريت و التماسيح"

صورة الرجل القوي شكلت و لاتزال العقدة السياسية الأزلية لرئيس الحكومة "بنكيران"، فرغم أن "بنكيران" ضل يلمح بقوة أن "العفريت و التمساح" لا يعدو أن يكون "الهمة" و محيطه، فانه تفادى و طيلة ابتكاره لهذا المصطلح ذكر "الهمة" بالاسم خوفا لا محالة.

القرب الشديد لـ"الهمة" من الملك و قوته الخارقة في اختراق دواليب الدولة، كلها جعلت "بنكيران" يحتفظ بالسرعة "القانونية" في هجوماته اللفظية المسعورة.

ضل "بنكيران" يهاجم "الهمة" و محيطه إلى آخر الأنفاس قبل أن يعينه الملك مستشارا له و كان اول المهنئين و المتصلين به يا للغرابة.

قوة "الهمة" ازدادت كما خوف "بنكيران"، لم يذكر يوما أن اتخذ رئيس الحكومة قرارا حاسما أو قاد مشروعا ضخما أو اعترض على شيء آت من القصر.

كل شيء بأمر القصر و ما على بنكيران سوى التصفيق و المصادقة.

سميرة سيطايل "المدفعية الإعلامية" و الهدف "حكومة الإسلاميين"

لم يشكك احد في كون "سميرة سيطايل" الذراع الإعلامية لـ"فؤاد عالي الهمة" موظفة من كوكب آخر، فقد ضلت و لاتزال تسير القناة الثانية "دوزيم" بقبضة حديدية رغم كونها مديرة للأخبار فقط و ليست بمديرية للقناة. إدارة الأخبار جعلت "بنكيران" أولى أهداف مدفعية "سيطايل" و عجلت باندلاع الحرب بين الطرفين و خروجها إلى العلن.

فرغم كون "سيطايل" قد أعلنت حربها منذ عشر سنوات خلت في ظهور إعلامي لها على إحدى القنوات الفرنسية، و اتهامها لحزب "العدالة و التنمية" بالإرهاب و الوقوف وراء أحداث 16 ماي الدموية، إلا أن قيادة "البيجيدي" للحكومة شكل النقطة التي أفاضت الكأس.

فهاجم قياديو "البيجيدي" بشكل علني "سيطايل" و رفعوا صورها في مسيرات حركة 20 فبراير كما وصفوها بـ"المخزن الإعلامي" و طالبوا برحيلها. قبل أن يزداد تشنج العلاقة بين الطرفين إلى حد الخروج ببيانات و بيانات مضادة بين الطرفين و اتهامات واتهامات مضادة بالتشويش و التحريض على الترهيب.

كما سبق لصحفيي القناة الثانية أن منعوا من تغطية أنشطة لوزراء "بنكيران" أو أخذ تصريحاتهم.

بنسودة "الذراع العفاريت و التماسيح المالي ووزير المالية الفعلي"

الرجل لم يكن معروفا إلى وقت قريب جداً على الأقل إعلاميا، قبل أن يصبح الأشهر بوزارة المالية بعد انفجار فضيحة "عطيني نعطيك" بينه و وزير المالية السابق "صلاح الدين مزوار" حول التعويضات الخيالية التي يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.

المنعطف في تصنيف "بنكيران" لـ"بنسودة" في خانة "التماسيح و العفاريت" كان " الأرقام التي اعتبرها "افتاتي" القيادي بحزب "العدالة والتنمية" بـ"المغلوطة و المغرضة" حول الوضعية الكارثية للاقتصاد المغربي في ضل حكومة "بنكيران".

من جهة أخرى، ضل "بنسودة" الأمر الناهي بوزارة المالية و امتنع في أكثر من مناسبة من التوقيع على عدد من منح و علاوات و رواتب مدراء دواوين و موظفين بدوا وين وزراء "بنكيران"، دون أن يقدر الأخير على فعل أي شيء لردع "بنسودة".

احمد عصيد "اللسان الامازيغي الشرس على حكومة بنكيران"

اعتبر "احمد عصيد" الناشط الامازيغي، حكومة "بنكيران" في أكثر من مناسبة بالحكومة التي تتجه إلى إرجاع المغرب سنوات إلى الوراء. و يرجع "عصيد" كلامه إلى عدد من التصريحات التي خرج بها "بنكيران" بصفته رئيساً للحكومة فضلا عن وزراء حزبه و قياديين بارزين بينهم "بوانو"، "افتاتي" و "حامي الدين".

حيث اعتبر البطء في تنزيل مضامين الدستور الخاصة برسمية اللغة الامازيغية و الصراعات المختلقة بطلوع حزب "العدالة و التنمية" لقمة المشهد السياسي و قيادته الحكومة، يشكلان تهديدا للديموقراطية و تراجعا عما تحقق في المغرب من مكتسبات على جميع المستويات. و ضل "عصيد" مهاجما شرسا على الإسلاميين و منتقدا لاذعا للائتلاف بينهم و بين حزب "الاستقلال" الذي اعتبره ائتلاف على الأمازيغ و ضدهم.

صلاح الدين مزوار "العفريت الصغير المدعوم من كبير العفاريت"

انتقل "مزوار" بقدرة قادر من سياسي وديع يقبل بالتحالف مع أي كائن سياسي لحمله إلى الاستوزار إلى كائن سياسي "شقي" و "معارض" مضطر إلى الاصطفاف في صف المعارضين الذي ازداد طولا مع إنضمام حزب "المحنك" إدريس لشكر.

مزوار الذي لم يكن في مذكرته الخاصة أي يوم أو تاريخ خارج الحكومة أو على الأقل دعمها، اصبح معارضا شرسا و منتقدا قويا لعمل حكومة "بنكيران" مطالبا إياه بالاستقالة و متهما إياه بقيادة البلد إلى الهاوية.

مزوار الذي لا احد يجادل في "ولائه الأعمى" لـ"كبير العفاريت" لحد أن سمى احد المحللين حزب "التجمع الوطني للأحرار بـ"فرع الأصالة والمعاصرة"، قبل التضحية برئيسه السابق "مصطفى المنصوري" بطلب من "كبير العفاريت" لمواجهة "الإسلاميين".

حميد شباط "السلكيس الذي تحول إلى عصي "البام" وسط عجلة "بنكيران"

لم يتنبأ أكثر المتشائمين ببروز "شباط" شوكة في حلق "بنكيران" اقرب مقربي حزب "الاستقلال" على الأقل من حيث المرجعية، كما لم يكن أكثر المتفائلين بفوزه بالأمانة العامة لحزب ضلت عائلات ال الفاسي سيدة القرار الأوحد لعقود قبل مجيئ "المهدي المنتظر".

شباط الذي كان إلى وقت قريب اشد المهاجمين على حزب "الأصالة و المعاصرة" اصبح بقدرة قادر أكبر المقربين منه و اول المنادين بالتحالف معه لقيادة حكومة ما بعد "بنكيران".

إلى وقت قريب جداً وصل السباب و القذف بين قياديي "البام" و "شباط" خاصة "كبير العفاريت". غير أن موازين القوى و كثرة الملفات التي تحوم حول عنق "شباط" خاصة ملفات ثقيلة تهم خروقات نقابية بفاس يحتفظ بخيوطها صقور "البام" و ملف ابنيه في الاتجار في المخدرات، جعلت منه حملا وديعا رهن إشارة "البام" و لغما فتاكا ظهر فجأة وسط حسابات "بنكيران.

كل هؤلاء اعتبرهم "بنكيران" و لا يزال "العفاريت و التماسيح" التي تقلقه و التي يحلم بها دوما ككابوس مزعج و مهدد لدرجة الخطر رغم أن القاصي و الداني كان اقرب إلى التعرف على من يقصد "بنكيران" بمصطلحاته الغريبة، إلا أن اللائحة أعلاه و التي حاول موقع زنقة 20 تقديمها و لو بشكل مختصر تعبر عن الصورة الحقيقية للمشهد السياسي المغربي في ضل رئيس حكومة ضعيف من ناحية الأداء السياسي و قوي من ناحية الخطاب الغابوي.