زنقة 20

تلقت سلطات مدريد بكثير من الجدية التهديدات التي‮ ‬أطلقها تنظيم القاعدة في‮ ‬بلاد المغرب الإسلامي‮ ‬بأنه سيفتح الجهاد لتحرير المدينتين‮ ‬المحتلتين سبتة ومليلية‮.‬
وتأتي‮ ‬هذه‮ ‬المستجدات كرد فعل‮ ‬لتنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬على التدخل الذي‮ ‬تقوم‮ ‬به عدد من دول حلف شمال الأطلسي‮ ‬في‮ ‬عدد من بلدان العالم خاصة أفغانستان‮ ‬ومالي‮ ‬حيث تدخلت قوات هذه البلدان‮ ‬ومنها إسبانيا‮.‬
وينضاف إلى هذه المستجدات ما عرفته‮ ‬كل من لندن وباريس من أحداث‮ ‬حيث قُتل بلندن‮ ‬جندي‮ ‬بريطاني‮ ‬على‮ ‬يد متطرفين،‮ ‬وهو ما خلف موجة من الدعم في‮ ‬عدد من بلدان الحلف الأطلسي‮ ‬التي‮ ‬شملها التهديد‮.‬
وكرد فعل وقائي‮ ‬ضد هذه التهديدات الجدية أعطت قيادة الجيش الإسباني‮ ‬الأوامر‮ ‬لوحداتها‮ ‬في‮ ‬كل من سبتة ومليلية برفع درجات اليقظة والتأهب استعداداً‮ ‬لاحتمالات‮ ‬مشابهة لتلك التي‮ ‬وقعت في‮ ‬لندن‮.‬
من جهة أخرى‮ ‬تبدي‮ ‬السلطات‮ ‬الإسبانية‮ ‬تخوفات كبيرة من موجات التطرف الديني‮ ‬التي‮ ‬بدأت تجتاح المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية على وجه الخصوص‮.‬
وقد أشارت‮ ‬وسائل إعلامية إلى أن عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من هؤلاء الشباب بالمدينتين المحتلتين أصبح‮ ‬معتنقا لهذه الأفكار وكثير‮ ‬منهم‮ ‬أضحوامستعدين للذهاب‮ ‬
للجهاد في‮ ‬مناطق متفرقة التي‮ ‬تشهد توترا‮ ‬خاصة‮ ‬في‮ ‬الشرق الأوسط وبالضبط في‮ ‬سوريا‮.‬
وقد ذكرت هذه الوسائل أن خمسة شباب من حي‮ ‬ولي‮ ‬العهد بمدينة‮ ‬سبتة‮ ‬المحتلة‮ ‬غادروا المدينة‮ ‬في‮ ‬اتجاه سوريا‮ ‬مرورا‮ ‬بمدينة الدار البيضاء بعد أن التقطتهم‮ ‬شبكات الاستقطاب من مدن شمال المغرب‮. ‬وبعد أن تشبعوا بالدعاية‮ ‬الجهادية‮ ‬التي‮ ‬تجري‮ ‬في‮ ‬تجمعات‮ ‬تعبوية بالمدينة المحتلة‮ ‬تتابعها الاستخبارات العسكرية الاسبانية‮ ‬بكثير من القلق‮.‬
وتأتى هذا‮ ‬القلق‮ ‬أولا من‮ ‬التخوف الأمني‮ ‬من هذه الظاهرة وثانيا‮ ‬وهذا هو الأهم‮ ‬أن بعض هؤلاء ممن التحقوا بالجهاد في‮ ‬سوريا كانوا ممن‮ ‬مروا بالخدمة العسكرية‮ ‬في‮ ‬صفوف‮ ‬الجيش‮ ‬الاسباني‮ ‬مع‮ ‬ما‮ ‬يمثله ذلك من مخاطر‮. ‬بعد عودتهم وكذلك مع ما‮ ‬يمثله ذلك من مخاطر على وضعية‮ ‬المجندين خاصة وأن الكثير من‮ ‬المجندين‮. ‬الحاليين‮ ‬طلبوا وبدون أسباب‮ ‬مقنعة‮ ‬إلى ثكناتهم‮ ‬مغادرة صفوف الجندية،‮ ‬وهذا ما اعتبرته الأجهزة العسكرية استعدادا لتلبية نداء الجهاد في‮ ‬سوريا وغيرها من بؤر التوتر‮.‬
ونفت وسائل الاعلام الاسبانية بعض الادعاءات القائلة أن هؤلاء الشباب التحقوا بالجهاد بسبب الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي‮ ‬يمرون بها هؤلاء‮ ‬وانعدام الشغل معللة ذلك‮ ‬يكون هؤلاء المجندين كانت لهم وضعية‮ ‬اجتماعية مستقرة‮.‬
ومن الأمور التي‮ ‬تنضاف إلى‮ ‬هذه الوضعية أيضا ان بعض المستقطبين‮ ‬هم أيضا‮ ‬من تجار المخدرات سابقا ومن أصحاب السوابق‮ ‬العدلية‮.‬
هذه الوضعية تعيد إلى الواجهة إشكالية التطرف بالمدينتين المحتلتين،‮ ‬وما تطرح‮ ‬من مشاكل على سلطات الثغرين‮.‬
وتجدر الإشارة إلى أن موضوع التطرف الديني‮ ‬هو موضوع حساس بالمنطقة‮ ‬خصوصا إذا عرفنا أن السلطات الاسبانية لا تنظر بعين الرضى إلى‮ ‬السلطة‮ ‬
الروحية التي‮ ‬يملكها المغرب‮ ‬على المواطنين بالمدينتين المحتلتين والذين‮ ‬ينتمون في‮ ‬غالبيتهم‮ ‬للمذهب المالكي‮ ‬البعيد عن التطرف،‮ ‬الذي‮ ‬بدأ‮ ‬يتسرب إلى الثغرين سواء من الخارج أو من جماعات نشطة بمناطق‮ ‬مختلفة من المغرب‮ ‬تخرج عن‮ ‬الإجماع المالكي‮ ‬السائد‮ ‬في‮ ‬البلاد‮.‬
غير أن هذا لا‮ ‬ينقص في‮ ‬شيء‮ ‬في‮ ‬تحكم السلطات المغربية‮: ‬الوضع الأمني‮.‬
وللإشارة‮ ‬فإن السلطات الاسبانية قد طردت منذ أقل من‮ ‬أسبوعين رئيسا‮ ‬لاحدى الجمعيات‮ ‬الدينية‮ ‬بدعوى التطرف وتبعيته للمخابرات‮ ‬المغربية‮.‬