زنقة 20 . RWNL


نفى تنظيم الشبيبة الإسلامية المعارض للنظام في المغرب، اتصال أي "أحد من مسؤولي محيط القصر أو ممثليهم بالشيخ عبد الكريم مطيع ولا بأحد من أعضاء الأمانة ولا بأحد من الأعضاء الآخرين في الداخل أو الخارج". هذا ما صرح به أمين عام التنظيم الدكتور حسن بكير لإذاعة هولندا العالمية، وذلك في معرض رده الرسمي على الزوبعة التي أثارتها التصريحات الأخيرة للسيد رداد العقباني الذي يصف نفسه بالعلبة السوداء للراحل عبد الكريم الخطيب.


اسأل القصر
نشأت الزوبعة حينما أدلى العقباني بتصريحات لصحيفة هسبريس الإلكترونية حول قضايا عالقة في تاريخ المغرب المعاصر، ولعل أهمها قضية اغتيال الزعيم اليساري عمر بنجلون (1975) وتوزيع دمه بين فرقاء متخاصمين، لكنهم كانوا يتقاسمون رغبتهم في تصفية المعارض اليساري المزعج.

السيد العقباني، وهو دبلوماسي سابق، اتهم عدة أطراف من ضمنها قيادات في الاتحاد الاشتراكي والخطيب نفسه، أما الشبيبة الإسلامية فلم يتهمها ولم يبرئها، وكان جواب الدكتور حسن بكير عن رأيه في اتهام قيادات من الاتحاد الاشتراكي قوله: "أخلاقنا وديننا يحرمان علينا أن نلقي الاتهامات بدون بينة".

أما اتهام تنظيم الشبيبة الإسلامية الذي ما يزال محظورا في المغرب منذ تأسيسه في أواسط السبعينات من القرن الماضي، فينفيه السيد بكير جملة وتفصيلا ويطالب في الوقت نفسه السيد العقباني، باعتباره العلبة السوداء لرجل القصر الأول الدكتور عبد الكريم الخطيب، بالكشف عمن خطط وأمر بقتل عمر بنجلون فعلا:

" يقول الأستاذ العقباني إنه العلبة السوداء للخطيب، وأن الخطيب هو رجل القصر، وعليه فَلْيُسْأل القصر عن تصرفات رجاله وعن علاقاتهم برجالهم ممن كانوا ينفذون أوامرهم أو ممن كانوا يختبؤون في مزارعهم، ولا علاقة لحركتنا بهذه القضايا كلها".

ونفت الشبيبة الإسلامية كذلك أن يكون لها تنظيم عسكري واعتبرت المسألة "مجرد افتراء تستر به" المخابرات المغربية على "جرائمها واعتداءاتها"، يضيف السيد بكير.

 

لا منافسة
أوضح السيد رداد العقباني كذلك أن رجوع الشيخ عبد الكريم مطيع سيغطي على زعامات الإسلام السياسي المتواجدة الآن في المغرب، لاسيما بعد أن غيب الموت مرشد جماعة ’العدل والإحسان‘ المحظورة بدورها في المغرب. بل سيثير إشكالا حتى للأحزاب اليسارية. غير أن السيد بكير يستبعد ذلك تماما بحكم أن تنظيمه لا ينافس أحدا وأن غاية مؤسس التنظيم الشيخ مطيع هو خدمة الوطن مع الجميع.

"الشيخ مطيع وجميع أعضاء حركتنا المنفيين لا ينافسون أحدا على منصب أو جاه أو أتباع، غايتهم تعاون الجميع على خدمة الوطن بما يجمع ولا يفرق. وعودتهم إلى وطنهم حق طبيعي لهم لا يتعارض مع مصلحة أي جهة، ولا يتضرر به أي حزب أو حركة، بل هو قيمة مضافة تحسب للوطن في ظروف هو في أشد الحاجة إلى جميع أبنائه".

ويضيف السيد بكير أن تنظيمه ليست له شروط مقابل السماح لأعضائه بالعودة للوطن: "المواطن الصادق لا يشترط على وطنه إلا أن يعيش آمنا متمتعا بجميع الحقوق السياسية والاجتماعية والإنسانية مرفوعا عنه الظلم والأحكام المفبركة الظالمة".

مزيد من الخرجات
بعض الجهات السياسية التي تطرق إليها السيد العقباني في تصريحاته، لم تتأخر في تفنيد مضامين تلك التصريحات ووضعتها في خانة "خلط الأوراق". وهذا ما يذهب إليه ايضا تنظيم الشبيبة الإسلامية على لسان أمينها العام في تصريحه المكتوب لإذاعة هولندا العالمية:

"لا شك أن المخزن يحاول التعتيم والمشاغبة على الخروج الإعلامي للشيخ مطيع في حواراته مع الأخ الأستاذ لشهب (من طاقم هسبريس)، وفي مراجعاته مع الدكتور عزام سلطان التميمي على قناة الحوار. وأبدى كثيرا من الانزعاج عندما أعلنا خبر لجوئه إلى بريطانيا بلد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".

والجدير بالذكر أن الشيخ مطيع يقيم حاليا لاجئا في بريطانيا بعدما غادر ليبيا عقب سقوط نظام العقيد القذافي. كما أن الشيخ أدلى بتصريحات عن عدم رفضه قبول الحوار مع ذوي القرار في المغرب إن هم رغبوا في ذلك وذلك في سياق جوابه عن سبب رفض الشيخ مطيع استقبال الشيخين الرفيقي والكتاني (من شيوخ السلفية الجهادية في المغرب والذين أطلق سراحهم في غضون السنة الماضية) في أفق حل قضية منفيي تنظيم الشبيبة الإسلامية. وبين أن الجهات الرسمية ليست محتاجة لكي تتصل بنا إلى أي خرجة من أي جهة، فهي تملك أمرها، بحسب السيد بكير.