زنقة 20 . المصدر
الحقيقة التي لايجب تجاهلها هو أن الاخفاق الذي حصل للمنتخب الوطني المغربي بخروجه من الباب الضيق للمنافسات المؤهلة لمونديال 2014 ما هو إلا انعكاس لما آلت إليه كرة القدم الوطنية بجميع مكوناتها

فنفسية المغاربة أصبحت مهتزة و ثقتهم في المنتخب ضعيفة و خير دليل على ذلك فراغ المدرجات رغم دعوات الجامعة الوصية و الناخب الوطني لملئها ، فمراسم هذه النكسة لم تكن مفاجئة  بل كانت واضحة منذ تعادلنا مع غامبيا في بانجول و هزيمتها المدوية بدار السلام  و الآن و بعد الاقصاء فإننا أمام تحدي جديد و هو إعادة بناء منتخب وطني حقيقي بعيدا عن الحلول الترقيعية  التي أوصلتنا إلى ما نعيشه اليوم

فالمشكلة في الحقيقة هي أكبر  من الطاوسي و طاقمه، فالمشكل الحقيقي هو مشكل منظومة  و كل المتتبعين يطلبون بوضع المنتخب الوطني و محيطه في مجهر المحاسبة التي لا تلغي مسؤولية أي طرف فيما حدث و يحدث للرياضة الوطنية  جامعة و لاعبين و أطر و مدرب

فالتضحية كانت دائما بالمدرب، علما أن أهمية استقرار المدرب واستمرار الطاقم المرافق له ضرورية في تكوين صورة شاملة حول اللاعبين الذين يستحقون حمل القميص الوطني، إذ لا يجب أن نكرر أخطاء السنوات الماضية بتغيير المدرب بعد الإقصاء لنعود إلى نقطة الانطلاق، فلابد على المدرب أن يكسب الثقة في نفسه و محيطه ليستمر في تدريب المنتخب و أن يجري مباريات ودية كافية لخلق منتخب منسجم قادر على مقارعة أقوياء إفريقيا  استعدادا لكأس أمم إفريقيا  2015 التي ستجرى في المغرب ليعطي عصارة مجهوده وخبرة السنوات المتراكمة و إن كان و لابد من تغيير المدرب فيجب القيام بذلك في أقرب وقت ربحا للوقت لأن 2015 على الأبواب و لن يرض الجمهور المغربي بأقل من التأهل للنهاية

أما عن الأندية فحدث و لا حرج المشاكل تلو الأخرى و الصراعات على الكراسي جعلت الأندية لا تفكر في التكوين بقدر ما أصبحت حلبة لصراعات شخصية، فالأندية التي هي في حقيقة الأمر منبت للأبطال و أسس تطوير الكرة الوطنية خرجت من النسق الذي أحدتث لأجله لتصبح معطلة عوض أن تكون محرك للكرة الوطنية بشكل عام

 

إن أزمتنا الرياضية تستدعي اليوم وقفة شجاعة حازمة و مسؤولة للوقوف على مكامن الخلل في منظومتنا الكروية و الرياضية عموما، فلا يمكننا الاستمرار في للامبالاة بمطالب شعب شغوف بكرة القدم ، علينا أن نكون واقعيين في معالجة ظاهرة الإخفاق الرياضي عموما و كرة القدم بشكل خاص  الذي لازمتنا لسنوات عديدة  و حرمت الجماهير المغربية حلاوة الانتصار في المحافل القارية و الحضور الوازن في المنافسات الدولية خصوصا كأس العالم التي سنغيب عنها لعشرين سنة متثالية