زنقة 20

وسط إجراءات أمنية جد مشددة نقل المعتقلون الثمانية، ضمن قضية «خلية سبتة المحتلة» إلى المحكمة الوطنية بالعاصمة مدريد، حيث يباشر التحقيق معهم القاضي المكلف بالملف ،إسماعيل مورينو، وهو واحد من قضاة التحقيق المكلفين بقضايا الإرهاب وله تجربة كبيرة مع «مجاهدي سوريا» أساسا. تم تقديم المتهمين الثلاثة أمام النيابة العامة المختصة، معتمدين في ذلك على عدة حجج من بينها شريط فيديو لرشيد حسين محمد الوهبي الملقب بـ «أبو مصعب»، الذي نفذ عملية انتحارية بمعسكر «النيرب» وأدت إلى مقتل أكثر من 130 شخصا بسوريا.
صحيفة (إلباييس) الإسبانية سبق أن كشفت عن كون رشيد وهبي كان يعمل سائق تاكسي، و هو أول إسباني من أصول مغربية يلقى حتفه في المواجهات الدائرة في سورية بعد انضمامه إلى «الجيش الحر»، ويبلغ من العمر 32 سنة متزوج وأب لطفلين، يقطن بحي «الأمير ألفونسو». وهناك حالة شاب آخر قتل أيضا يدعى «مصطفى» ويعمل أيضا مثل رشيد سائقا لسيارة أجرة بسبتة، إضافة إلى حالة ثالثة وهو «إسماعيل»، هم جميعا من الحي الشعبي «الأمير ألفونسو» وغالبيتهم يترددون على مسجد «التوبة» داخل مدينة سبتة المحتلة حيث يعشعش أكثر السلفيين تطرفا.  الجريدة نفسها تتحدث عن عشرات المغاربة الموجودين فوق الأراضي السورية، و قالت إن هناك حالات وفيات أكيدة سواء من سكان يقطنون داخل مدينة سبتة المحتلة أو من سكان مدينة الفنيدق المغربية. وفي الإطار ذاته نقل موقع (ألف بوست)، عن مصادر أمنية أوروبية أكثر من 10 شبان من مدينتي الفنيدق وتطوان شمال المغرب، توجهوا إلى سورية برفقة شبان من مدينة سبتة المغربية، قبل أن تبين التحيقات أن عددهم الحقيقي هو خمسون شابا من بينهم 12 مقيما بسبتة المحتلة و38 آخرون يتحدرون من مدن الشمال كالفنيدق وتطوان وطنجة والعرائش وغيرها.
ومازالت مدينة سبتة المحتلة تعيش وضعا أمنيا استثنائيا، أثر بشكل كبير على حركة الدخول والخروج إليها. كذلك تم رصد عدد من الوحدات والدوريات المتنقلة، وبعض الحواجز الثابتة في بحث عن مشتبه فيهما إثنين ما زالا في حالة فرار، ويعتقد أنهما ما زالا بالمدينة السليبة على الأرجح، أحدهما حددت هويته بدقة فيما الثاني ما زالوا بصدد تحديد هويته واسمه الكامل، إذ لا تتوفر المصالح الأمنية إلا على صورة تقريبية له. و تعمل المصالح المختصة بهاته القضية بحذر كبير خاصة في بحثها عن متورطين جدد محتملين، من بينهم العناصر التي كانت مرافقة للمعتقلين، وكذلك بعض الذين لهم سوابق في لقاء بعض السلفيين المتشددين بالمنطقة.
المعتقلون الثمانية وكلهم من أصول مغربية ويحملون جنسية إسبانية، كانوا يشتغلون بتنسيق مع شبكة الفنيدق التي اعتقل عدد من أعضائها سابقا، ويتعلق الأمر بكل من عبد السلام أحمد عبد الله، وعبد السلام محمد كريم، شعيب عبد العزيز عبد الكريم، أحمد عبد الله نور الدين، عبد السلام عبد الإلاه رشدي، العياشي عبد السلام عبد العزيز، أحمد العربي اليسيني، حريوف محمد محمد، ثم مصطفى أحمد طارق، ولم يتم الكشف لحد الآن عن معطيات بخصوص العناصر المبحوث عنها، والتي يجري تنسيق كبير مع السلطات المغربية بمعبر باب سبتة والفنيدق، لتجنب فرارهما وكذلك الوصول للأسماء الأخرى التي يمكن أن يكون قد أدلى بها المعتقلون.
وعلى مستوى مدينة الفنيدق، ما زالت المصالح الأمنية بصدد ترتيب اعتقال بعض المشتبه فيهم الآخرين، وفق المعلومات التي تم تجميعها بتنسيق مع السلطات الإسبانية المكلفة بالتحقيق في الملف، وأكدت مصادر متطابقة أن مسؤولين أمنيين مغاربة يسابقون الزمن لمعرفة مزيد من الأسماء والمعطيات حول عناصر النواة الأساسية للخلية والموجودين بمدينة الفنيدق، إذ لا يستبعد أن تعلن رسميا السلطات المغربية، خلال الأيام القليلة المقبلة عن اعتقال مزيد من المشتبه فيهم، في وقت تحدثت أنباء عن اعتقالات تمت خلال الأيام الأخيرة لم يعلن عنها لحد الساعة، وقد يكون بعض أعضائها هم من كشفوا عن زملائهم الموجودين بسبتة المحتلة.
وفي سياق متصل ، ما كاد وزير الداخلية الإسباني يعقد ندوته الصحفية للكشف عن تفاصيل تفكيك شبكة سبتة المحتلة، حتى كان خبر مقتل مغربي بالديار السورية قد نزل كالصاعقة على أسرته بتطوان، الرجل الذي كان قد غادر المغرب تحت حجة رحلة “تجارية” إلى تركيا برفقة ابن أخيه، كان مقصده الالتحاق بصفوف أحد التنظيمات القتالية بسوريا. “بورباب.م” كان يدير محلا تجاريا لمواد البناء، وينتمي إلى أسرة جل أفرادها ينتمون إلى قطاع التعليم، كان معروفا عليه قربه الشديد من بعض التيارات المتشددة، حيث دفعه حماسه للتوجه إلى سوريا للقتال، إلى أن لقي حتفه هناك خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أخبرت الأسرة رسميا من طرف ابن أخيه الذي رافقه في رحلته تلك، هذا الأخير الذي يبدو أنه لم يكن على علم بالالتحاق بتلك الجماعات المقاتلة هناك، إلى أن وجد نفسه وسط حرب ضروس.
وعلمت «الأحداث المغربية» أن الأسرة تلقت العزاء في ابنها مساء أول أمس الأحد، بحي خندق الزربوح حيث كان يقطن برفقتها، بشكل عاد، حيث بقيت السلطات بعيدة كل البعد عن الموضوع، تترقب وتتابع عن بعد لتعرف نوعية المعزين والأشخاص الذين يأتون للعزاء، من غير الجيران والمعارف العاديين، حيث أوضح مصدر عليم أن هناك بعض الشخصيات المعروفة بالمدينة، من التي حضرت العزاء مساء الأحد الماضي، في وقت قال مصدر مقرب إن الهالك قد دفن هناك بسوريا، ولن يتم إحضاره ، ردا على بعض الذين روجوا لكون الجنازة في طريقها إلى المغرب، وأن الأمر يتطلب إجراءات طويلة قبل أن تصل. الأحداث المغربية.