زنقة 20

13امرأة مؤثرة في صناعة القرار أو تخلق الحدث باستمرار

رجاء ناجي مكاوي : امرأة رفعها الملك لتلقي دروس الوعظ الديني

هي أول امرأة تتخصص في القانون الصحي وتحديدا موضوع زرع الأعضاء، أسست وحدة لقانون الصحة في المغرب وإفريقيا، هي أول مغربية تتبرع بجسدها بعد الوفاة لأغراض العلاج والبحث العلمي، وهي أيضا أول امرأة تدرس في دار الحديث الحسنية، وأول سيدة تلقي درسا دينيا في سلسلة دروس شهر رمضان أمام الملك محمد السادس وصفوة من علماء المسلمين.
من مدينة وزان انطلقت وأطلقت العنان، حصلت على شهادة الباكلوريا في مدينتها، قبل أن تفتح أبواب المجد لنفسها عن طريق تحصيل العلم دائما، نالت الإجازة وعززتها بدكتوراه الدولة في الحقوق بميزة حسن مع التوصية بالطبع والنشر.
كفاءتها العلمية والعملية بوأتها مناصب عديدة، هي اليوم أستاذة للتعليم العالي تخصص قانون خاص، ورئيسة وحدة قانون الصحة، ورئيسة وحدة البحث في قانون الصحة، إضافة إلى كونها خبيرة ومستشارة قانونية لعدد من المؤسسات والمنظمات الدولية.
اختيرت رجاء ناجي مكاوي سنة 2003 سيدة السنة من قبل جريدة "العلم"، كما كانت في قمة ترتيب أبرز الشخصيات المؤثرة في العالم العربي سنة 2005 من قبل مجلة "نيوز ويك".
لها مجموعة من الأبحاث والمؤلفات والمساهمات، إضافة إلى العديد من المهام التي أشرفت عليها، لكن يبقى شرف محاضرتها أمام الملك محمد السادس، هو يوم العمر بالنسبة لرجاء مكاوي، الأم لأربعة أطفال، خاصة عندما أجلسها الملك على منبر الخطابة واقتعد الأرض معيرا إياها كامل الاهتمام والإنصات، فغدت منذ ذلك اليوم إحدى النساء الأكثر تأثيرا وقوة في مجال ظل بقوة وتحفظ شديدين ملكا للرجال فقط .



لا تفارق الملك محمد السادس خلال زيارته لمختلف مناطق المغرب، خاصة العميقة منه، بل تسبق الموكب الملكي في كل زيارة، لتقف على كل كبيرة وصغيرة قبل الشروع في تدشين المشاريع وإعطاء الانطلاقة للعمل فيها، تستنفر المسؤولين المحليين عند كل زيارة، فالمرأة معروفة بصرامتها في التعاطي مع أي نشاط ملكي يرمي إلى وضع الحجر الأساس للمشاريع خاصة الاجتماعية منها.
يتذكر المغاربة، قبل سنوات، صور تجول الملك - في سابقة هي الأولى من نوعها حينها - داخل فضاءات الخيرية الإسلامية لعين الشق، ليعاين آثار الإهمال واللامبالاة التي ووجه بها نزلاء الخيرية، ولم يكن سبب الزيارة غير رسالة إلى الملك مرفوقة بقرص مدمج ينقل صورا ومشاهد للخيرية، ولم تكن ناقلة الرسالة والواقع كما سلما لها سوى المستشارة الملكية زليخة نصري، إحدى أقوى النساء المغربيات، اللاتي اقتحمن معترك تدبير الشأن العمومي، والسهر على السير العادي للمؤسسات، وتوجيه دفة الحكم رفقة شقيقها الرجل.
تقلدت زليخة نصري، قبل دخول دائرة المستشارين الملكيين العديد من المناصب في هياكل الدولة،  فقد اشتغلت في الحكومة التكنوقراطية التي دبرت شؤون البلاد قبل تعيين حكومة التناوب سنة 1998، وكانت كاتبة للدولة في الشؤون الاجتماعية، ويربط كثيرون نجاح زليخة نصري في تدبير الملفات الكبرى بالتجربة التي راكمتها طيلة توليها لمنصب مديرة في وزارة الاقتصاد والمالية ومكلفة بالتأمينات، لكن تألقها وظهور عمق المهام التي تتقنها السيدة ظهر مع انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا عند إنشاء مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
لا تتردد مستشارة الملك في زيارة مناطق في المغرب العميق، وتظل وفية لأبناء تلك المناطق، هي واحدة منهم، وأحد الوافدين إلى الرباط من الشرق، شدت الرحال إلى مدينة  الحسيمة بعد زلازل سنة 2004، وساهمت بشكل كبير في وصول مشاريع التنمية الاجتماعية والصحية إلى مناطق كـ "أنفكو".
بلباس بسيط، وحلة مغربية أصيلة في قصة الشعر ومحيا الوجه، تتربع زليخة نصري على هرم السيدات المغربيات القائدات، وقد أظهرت صورتها رفقة الملك محمد السادس داخل الحرم الملكي في زيارته الأخيرة للمملكة السعودية وهي تؤدي مناسك العمرة جنبا إلى جنب رفقة العاهل المغربي، مما يعكس مكانة المرأة داخل قلب الملك.
عن سن 63 عاما، ظلت بعيدة عن دوائر الصراع، لا يذكر اسمها خارج الأنشطة الملكية والأعمال الاجتماعية التي توجهها الدولة للمواطنين، حريصة على التدقيق والإعداد الصارم للبروتكول الملكي خلال كل زيارة، يميزها الطابع التواصلي الرسمي وغير الرسمي في علاج المشاكل العالقة، وتوصيل كل ملف حسب ما نقل عنها وما عولج بالملموس على يدها بأمانة إلى بر الأمان مع المحاسبة عند كل اختلال في المسؤولية.



لم تغادر منذ سطوع نجمها لائحة النساء الأكثر تأثيرا في العالم، سواء في القارة السمراء أو في العالم العربي أو الدولي، وكانت أول مغربية تدخلها، تفوقت خلال تصنيفات عدة على نساء يظهرن كل يوم عبر شاشات كبريات المحطات الإعلامية، أشهرهن الإعلامية الأمريكية "أوبرا وينفري". ارتبط اسمها بسوق المال، وعينت سنة 2008 مديرة عامة لبورصة الدار البيضاء.  حصلت على دبلوم المدرسة المركزية بباريس ثم درست بجامعة هارفارد، بعد أن أعدت رسالة دكتوراه في البحث الميداني حول اقتصاد التنمية، والتحقت بعد ذلك بالبنك الدولي قبل أن يتم تعيينها في ديوان الوزير الأول السابق إدريس جطو.
بابتسامة مشرقة، وخصلات شعر شقراء، وملابس توحي بأن السيدة تهتم بأناقتها وفق ما يتطلبه مركزها، تطل هند بوهيا من خلال صورها الشخصية، ما ينقل عنها وإن كانت صاحبة السبق منذ سنة 2008 في دخول قائمة الكبار، فإنه لم تسلط الأضواء بشكل كبير على الجانب المرتبط بشخصيتها وعلاقاتها الاجتماعية ومحيطها العائلي، وظلت إنجازاتها وإدراج اسمها كل سنة في قائمة المؤثرات قاريا وعالميا، نافذتين تذكران المغاربة من خلالهما أن في جزء من العالم، هناك امرأة من وطنهم، تقدم كل يوم خبرتها في مجال المال لخدمة البشرية، بهذا الدور تكون هند بوهيا من بين نساء المغرب الأكثر قوة.



وحيدة حكومة الإخوان، وزهرة المسؤولية في جهاز تنفيذي رجالي بامتياز، التزمت وفق منطق من انتمت إليهم خلال سنوات دراستها الجامعية في بداية الثمانينات، حصلت على الإجازة في علم النفس، ودبلوم الدراسات المعمقة تخصص علم النفس الاجتماعي، لتنتقل بعدها إلى مجال التدريس كأستاذة لمادة علوم التربية الإسلامية بمركز تكوين المعلمين البيضاء، عكس ما تعلمته في مسارها الدراسي.
إحدى النساء الرائدات في الالتحاق بالتيارات "الإسلامية" حيث انضمت خلال فترة التأسيس إلى الجماعة الإسلامية، وتلقت داخل حركة الإصلاح والتجديد قبل أن يغير اسمها لحركة التوحيد والإصلاح، أولى أدبيات العمل الدعوي السياسي.
كان لها شرف انتخابها كأول امرأة في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية سنة 1999، لتتقلد بعد ذلك مناصب قيادية في العديد من الأجهزة الوطنية والدولية المحسوبة على التنظيمات "الإسلامية".
جربت العمل النيابي بقبعة حزبها منذ سنة 2002، وتصدرت لائحة النساء في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي حملت حزبها من موقع المعارضة للحكومة، فتلتحق رفقة إخوانها لمناصب الوزارة، وتعين خليفة لنزهة الصقلي على رأس وزارة الأسرة والتضامن.
بسيمة الحقاوي صوت نسائي وحيد داخل حكومة بنيكران، يصفها إخوانها في الحزب بـ"عاشقة التحدي"، تحد يكبر في وجهها يوم بعد يوم، حتى قادتها صعابه وشدائده يوما لذرف الدموع في حضرة أمينها العام ورئيسها في الحكومة من فرط ملاحظاته الموجهة لها.
ينقل قريبون من بسيمة قوة تواصلها مع مختلف الفئات الاجتماعية، وتكمن قوتها الحقيقية حسب رأيهم في الأعمال الاجتماعية التي تنجزها في الظل، فالحقاوي مكلفة في أكثر من منطقة من طرف حزب "المصباح" بالتكفل بحالات اجتماعية معينة، ففي منطقة "البرنوصي" وحدها بالبيضاء تعرف العديد من الأسر اسم الوزيرة بأعمالها الموجهة إليهم مباشرة، أكثر مما يعرفونها بصفتها الحزبية والحكومية، لذا وإن كانت حديثة العهد بنادي السياسة فهي واحدة من النساء المغربيات الأكثر قوة في حاضرنا .



منجم الطاقة العلمية الذي لا ينضب، تدرجت في مختلف دواليب السلطة، كسبت ثقة الملك الراحل الحسن الثاني، الذي عينها سنة 1997 كاتبة للدولة لدى وزير الطاقة والمعادن مكلفة بتنمية القطاع المعدني، وبعدها مديرة عامة لمكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية.
حياة السيدة مليئة بالإنجازات المهنية، مكنها من ذلك مسارها التعليمي والعلمي، الذي حصلت فيه على دبلوم الهندسة المدنية في المعادن سنة 1978 ثم شهادة الدكتوراة في الهندسة والعلوم والتقنيات المنجمية سنة 1981، وأيضا شهادة الجغرافيا الهندسية والتجارية من المعهد الوطني للفنون والمهن.
اختيرت أمينة بنخضرة (58 سنة)، ضمن لائحة أعدتها "المجلة الفرنسية للنساء" من بين ثماني نساء مغربيات الأكثر تأثيرا في مجال الأعمال بالقارة الإفريقية، وتعد المنجمية رقم واحد في المغرب من بين المسؤولين القلائل الذين تقلدوا مناصب حكومية تتناسب وحجم التكوين والتحصيل العلمي الذي حصلوا عليه طيلة مسار حياتهم.
عينت بنخضرة من طرف الملك محمد السادس وزيرة للطاقة والمعادن والماء والبيئة، في حكومة عباس الفاسي، وغادرتها بعد نهاية ولايتها نحو المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن لتتقلد منصب المديرة العامة الذي ظلت تشغله وهي وزيرة.
لم يقتصر شغل بنخضرة على مجال الطاقة والمعادن على المغرب، فقد اشتغلت قبل ذلك في "باريس" على قضايا مرتبطة بآفاق أسواق المواد الأولية حيث أسندت لها مهمة الإشراف على دراسة جدوى مشاريع منجمية بالمغرب وتأمين متابعة وتدبير مكتب الأبحاث النفطية والمعدنية، كما ساهمت في عدة ندوات ودورات تدريبية في العديد من دول العالم، وساهمت أيضا في إنجاز دراسات حول مخطط التنمية المعدنية وإعداد بروتكول الاتفاق المبرم بين الدولة ومكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية.
مسار غني، في المجال العلمي، بوأها مكانة متقدمة في أوساط النساء والرجال كذلك، ومكنها من دخول قائمة أقوى نساء المغرب.



أنزلت الرجال من عرش "الباطرونة" في المغرب حين انتخبت العام الماضي على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، كانت المرشحة الوحيدة ودون منافس، ولم يمنعها ذلك من تقديم مشروعها الذي حملته لرجال ونساء المال والاقتصاد، مشروع وعدت فيه بجعل الاتحاد شريكا أساسيا في تنمية البلاد، وفق مقاربة تشاركية ينخرط فيها كل المتدخلين لما فيه من صالح لـ"الباطرونة" وللوطن.
أثارت قفزتها نحو الزعامة الكثير من ردود الفعل، من داخل الجسم الذي تنتمي إليه ومن خارجه، هناك من قال إنها "مدفوعة" من جهات معينة للإطاحة بالرئيس السابق محمد حوراني الذي اقترب كثيرا من حزب العدالة والتنمية. ردود الفعل هذه لم تثن سيدة الماء من استلام مهامها، وإطلاق جملة من اللقاءات بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب، وكذا بين "الباطرونة" ومؤسسات الدولة.
البنت البكر لرجل الأعمال عبد القادر بنصالح، من أصول بركانية، في الـ 49 من العمر وأم لثلاثة أطفال، هؤلاء وحسب مقربين منها يحظون بحنان الأم ورعايتها رغم مشاغلها الشخصية والعامة.
خريجة المدرسة العليا للتجارة ببارس، قبل أن تنال بعد ذلك دبلوم "ماستر" في "البيزنس" من جامعة دالاس الأمريكية سنة 1986، لتعود في السنة نفسها إلى المغرب، وتتقلد مناصب هامة في إمبراطوريات الوالد الاستثمارية، وتدخل مؤسسات عمومية من بينها "بنك المغرب" وجامعة الأخوين.
هي مريم بن صالح، عاشقة الدراجات النارية الكبيرة، والمتمرسة على قيادة الطائرات بنفسها، كثومة، صارمة، ولا تتراجع عن توجيه رسائل إلى من يهمه الأمر في الشؤون التي تعنيها بشكل مباشر، أو تصل لحدود مجالات اختصاصاتها.
عرف المغاربة مريم بن صالح أكثر عندما بدأ الاصطدام بينها وبين رئيس الحكومة بنكيران، وكانت أولى المطبات فترة جمود دامت لأزيد من ثلاثة أشهر بين الحكومة ونقابة "الباطرونة"، وعندما التقى الطرفان بمناسبة الإعداد لمشروع قانون المالية، وصفت لائحة بن صالح الاقتراحية حينها بـ"التعجيزية"، لتدخل العلاقات بين الطرفين نفقا مسدودا طبعته التصريحات النارية الغير المسبوقة بين جهاز الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب في شخص مريم بن صالح، حتى التقى الطرفان على هامش اللقاء الذي نظمه نادي رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين بالبيضاء، ويدعو بنكيران أمام عدسات المصورين بن صالح إلى التقاط صورة إلى جانبه كي لا يقال "راه حنا مخاصمين".
إلى اليوم لا تزال العلاقة بين بن صالح والحكومة متوترة، وزكتها زيارة رئيس الوزراء التركي الأخيرة، علاقة يقاس بها اليوم حجم الألفة بين الحكومة ورجال الأعمال المغاربة، إذ غدت تصريحات المرأة القوية مقياسا لدرجة الرضى أو الفرقة بين الطرفين >

عائشة الشنا : حضن يتسع لكل أطفال المغرب

يلقبونها بـ "الأم تيريزا المغرب"، حضن يتسع لكل أبناء المغرب، لها مبدأ خاص في التعامل مع الأمهات العازبات وأطفالهن، وهبت حياتها لهؤلاء، وناضلت كي تضمن لهم مستقبلا لا ينتقص فيه المجتمع من حقوقهم شيئا. شكلت سنة 1985 نقطة تحول في مسار الممرضة ابنة الدار البيضاء، ففي هذه السنة وجهت اهتمامها لشريحة مهمشة ومضطهدة من أبناء الوطن، يصنفون عند البعض بـ"أبناء الحرام"، لكن بالنسبة إليها هم نتيجة ظروف اجتماعية عن طريق الخطأ أو الجرم، لذا في نظرها وجب رعايتهم والاعتناء بهم وتأطيرهم لغد أفضل.
وجه بشوش، شخصية قوية وقتالية في الدفاع عما تؤمن به، سخاء لا ينضب يدفعها في كل مناسبة لوهب ما تتلقاه من جوائز كيف ما كانت قيمتها لمشروع "جمعية التضامن النسوي"، في نظرها كل ما يأتيها من عملها هو ثمرة ما تحققه رفقة الأمهات العازبات وأطفالهن، لذا فالجوائز التي تحصلها أمانة تردها إليهم لدعمهم.
أزيد من 50 سنة من النضال في أوساط شريحة يصعب استيعابها داخل مجتمع محافظ، مسار حازت فيه أشهر وأرقى الأوسمة والجوائز، آخرها وسام جوقة الشرف للجمهورية الفرنسية من درجة فارس، وقبله  الجائزة الشهيرة "إليزابيت نوركال " من قبل النادي النسوي العالمي في فرانكفورت، ولعل أبرز ما نالته الشنا جائزة "أبوس" لسنة 2009 والتي قالت عنها حين تسلمتها: "الجائزة (مليون دولار) هي ضعف ميزانية الجمعية، وهذا سيكفل للجمعية الاكتفاء الذاتي وسيشجع الآخرين على التبرع لتوسيع رقعة فعاليات الجمعية".
ما يمنح أم آلاف الأطفال لقب القويات في المملكة، اقتحامها للممنوع، وانتشالها بعملها اليومي والقريب لأطفال كانوا سيصبحون من عداد الموتى أو المشردين داخل مزابل الأحياء، لولا الحضن الذي أنشأته يوما لانتشال أمهاتهم..



طبيبة العيون الريفية، وزوجة الملياردير البنكي عثمان بن جلون، ابنة أمزيان، المارشال الوحيد الذي عرفته المملكة، حرصت بدعم من المؤسسة البنكية التي يملكها شريك حياتها وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على إطلاق مجموعة من المشاريع الضخمة، من بينها مشروع ألف مدرسة  بالقرى الصغرى في مختلف مناطق الريف، مجهزة بأحدث التكنولوجيات والأجهزة ، مشروع حاولت من خلاله تعميم التعليم بلغاته الثلاث المعتمدة اليوم في المغرب في العالم القروي بميزانية قاربت 50 مليارا. تحرص السيدة على الظهور في أبهى حلة كلما أطلت على العالم الخارجي، وتختار في كل مناسبة أزياءها العصرية والتقليدية بما يناسب صيحات الموضة، تتحرك بخفة وكأن الزمن لم يسرق من الجسد لياقته. الحديث هنا عن ليلى أمزيان بن جلون، واحدة من النساء المغربيات الأكثر تأثيرا في محيطهن. جمعت بين التكوين الطبي والخبرة في ميدان العمل البنكي، وجمعت كذلك بين ما ورثته من أمزيان الأب، وما صنعه بنجلون الزوج من ثورة وعلو كعب في الاستثمار داخل أكثر من مجال.
كانت من بين من حضروا ميلاد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بأجدير، وتابعت رفقة العديد من الأسماء البارزة خطاب الملك محمد السادس، الذي أعلن فيه عن وضع اللغة الأمازيغية في مرتبة تخول لها اقتحام المجالات التربوية والتعليمية في المغرب.
مكانة المرأة في أوساط ثريات المغرب، وحرصها على خدمة مسقط الرأس، جعلا منها سيدة المال والثقافة. توجها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2011 بالجائزة التقديرية للثقافة الأمازيغية، لذلك سيدرج اسم ابنة الماريشال ضمن قائمة المؤثرات وبقوة في المغرب..



واحدة من النساء اللاتي سرن على درب أزواجهن، واستطعن أن يجدن لأنفسهن موطئ قدم في معترك السياسة والعمل البرلماني، ترافق زوجها في كافة المناصب التمثيلية التي يقتحمها. حين بدأ بالعمل النقابي تقاسمت معه منذ سنوات حياتها الأولى مسؤوليات داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، دخلت رفقة الزوج للمجلس الجماعي وجالسته نفس كراسي تدبير شؤون فاس، فاز بكرسي مريح داخل البرلمان، ففازت هي الأخرى بنفس الكرسي المجاور، لا تدع زوجها دون سند، ولا تكف عن العمل ليل نهار لضمان القاعدة الانتخابية التي يتمتع بها في العاصمة العلمية.
قالت عن حملة زوجها للترشح لمنصب الأمين العام لحزب علال الفاسي: "إن للمرأة دورا فعالا في وصول زوجها، وإن المرأة هي كل شيء، والمرأة وراء كل رجل عظيم"، خاطبت خصوم زوجها في نفس المحطة بالأحباب والأصدقاء والإخوة وإن كانوا ضد فوز شباط بكرسي الزعامة.
من فرط تماهي مسار الزوجين لا يمكن ذكر فاطمة طارق ابنة عمة حميد شباط وإن اختلف اللقب العائلي، منفصلة عن رفيق عمرها. يغيظها بشكل كبير ما أسمته توريط أبنائها في صراعات يفتحها الزوج أو هي، وتوجه في كل مناسبة دعوة لمواجهتها مباشرة وترك الأبناء الذين يبدون في نظرها بريئين من كل التهم. يقول مقربون من العائلة إن فاطمة طارق قوية في فاس، بل هي "ماكينة" كبيرة لحصد الأصوات، ويظل باب بيتها مفتوحا على مدار اليوم. تشتهر اليوم بمزوجة الفاسيين، ورغم أن ثلاث عمليات جراحية منعتها من إقامة العرس الكبير السنة الماضية لتستدركه هذه السنة.فاطمة ذاقت طعم الاعتقال رفقة رضيعها بعد فرار الزوج على خلفيات إضرابات 1990، ولقوة ما تقدمه اليوم من دعم لمقلق رئيس الحكومة بنكيران، فدورها رقاها إلى درج قويات المغرب..

 

صنفت ضمن 25 امرأة إفريقية الأكثر تأثيرا في التجارة الدولية. مكنها المشروع الضخم "مروكو مول" المحدث مؤخرا بالعاصمة الاقتصادية البيضاء من القفز إلى مراتب متقدمة في عالم المال والأعمال، حفيدة "حماد الفكه" أحد أكبر تجار الشاي في المغرب، وزوجة وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش.
لم تكن بداية سلوى الإدريسي أخنوش في مجال الاستثمار موفقة بعد أن فشل المشروع الأول "ديلنيس"، بعده قررت رفقة صديقتها التونسية أسماء المرنيسي الحصول على رخصة حصرية لترويج ماركة عالمية للملابس الداخلية النسائية، وهو المشروع الذي أنساها كبوة البداية في التجارة، واستطاعت سلوى أخنوش في ما بعد، وفي سياق صراع قوي، حيازة الماركة الإسبانية العالمية للملابس "زارا" التي استقر مقرها بشارع المسيرة الخضراء بالبيضاء، قبل أن يعرف انتشارا في مدن أخرى أهمها عاصمة السياحة مراكش.
لم تكن سلوى أخنوش قبل بلوغ سن الأربعين مهتمة كما اليوم بمجال المال والاستثمار في تجارة الأزياء، وكانت كما يحكي مقربون منها أكثر قربا من أطفالها الثلاثة، تقضي معظم أوقاتها في رعايتهم وإعدادهم للمستقبل، أمازيغية الملامح، قليلة الظهور للعلن، وتحب أن ينقل عنها ما تروي وليس نقلا عن غيرها.
ولعل أسعد لحظات سلوى أخنوش، هي متابعتها لإمساك أنامل الأميرة لالة مريم لمقص تدشين مركزها التجاري والترفيهي الضخم، وقص شريط الافتتاح، في لحظة تابع خلالها الحاضرون كيف رسمت ابتسامة عريضة على محياها.
مسألة علاقة السيدة بالصحافة مثار للجدل، فهي تصر على أن توثق صورها من طرف مصور خاص، يوزع بعد ذلك الصور المنتقاة بعناية من طرفها شخصيا على الصحف والوكالات الإخبارية، على أن لا تتعدى إطلالاتها النادرة بضع دقائق بين المدعوين لمعرفة آخر أخبارها.
لا تحجب علاقتها مع الصحافة أو استلهامها لفن كنز الثروة من العائلة مما يعطيها أحقيتها في أن تكون ضمن النساء الأكثر قوة في المملكة >   



المكان حلبة المضمار في "لونس أنجلس"، الزمن سنة 1984، المناسبة الأولمبياد التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية، الحدث أول سيدة مسلمة، عربية، إفريقية، تجتاز الحواجز على طول 400 متر من السباق، مطلقة ساقيها للريح كغزالة أطلسية، قصت شريط خط النهاية، معلنة بذلك تدشين مسيرة حافلة للعداءات المغربية في انتزاع الألقاب والميداليات في مختلف المسابقات القارية والعالمية.
توجت بالذهب الأولمبي الغالي، بللت خديها بدموع الفرح، بعينين مشدودتين إلى علم المغرب، مشهد يعلن عنه لأول مرة في تاريخ المملكة، بطلته شابة من مواليد البيضاء سنة 1962، هي نوال المتوكل، المرأة التي قادها سباق واحد إلى أبعد ما يمكن أن تحتله نساء المغرب والعرب من مناصب في عالم الرياضة.
قبل الذهب الأولمبي توجت نوال المتوكل بذهب ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983 التي احتضنها مسقط رأسها آنذاك، وكذا اختطاف نفس المعدن النفيس في مسابقة 400 متر عدوا في دورة الألعاب الإفريقية التي استضافتها عاصمة أرض الكنانة في نفس السنة.
حملت سنة 1995 شرف الالتحاق بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى، لتعين بعد سنوات في منصب رئيسة لجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، ولتنتخب في نفس السنة نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية ومرة أخرى كأول امرأة عربية، مسلمة، إفريقية تبلغ هذا المنصب.
ولم تقف طموحات نوال المتوكل عند حدود الخطوط البيضاء لمسارات السباق، أو عند المهام الدولية لأم الرياضة، بل تعدت ذلك بتنصيبها من طرف الملك محمد السادس وزيرة للشباب والرياضة، في حكومة الوزير الأول الاستقلالي عباس الفاسي سنة 2007، منصب مكنها من اقتحام دواليب السلطة، والاحتكاك برجال السياسة ونسائها، رغم أن تجربتها على رأس الوزارة كانت قصيرة، كل هذا يمنح أحقية إدراج اسمها في لائحة النساء المغربيات القويات والأكثر تأثيرا في تاريخ المغرب وخارج حدوده...



كانت تتسلل رفقة أفراد من أسرتها في الطفولة إلى سطح بيتها لتسترق النظر إلى العالم الخارجي، يعرفها قليلون داخل المغرب، وكتاباتها حكر داخل وطنها الأم على فئة من المثقفين المهتمين بهموم المرأة المغربية، تصدرت المرتبة 76 من بين أكثر النساء العربيات الأكثر تأثيرا في العالم.
 ابنة فاس التي رأت فيها نور الحياة سنة 1940، لا يقتصر دورها في المجتمع على الكتابة والبحث في مجال علم الاجتماع، بل يتعداه ذلك بالانخراط المباشر في قضايا المرأة والدفاع عن مساواتها بالرجل، المرأة شاركت في قوافل نسائية مدنية قادتها إلى العديد من مناطق المغرب. لها مؤلفات عدة ترجمت إلى العديد من لغات العالم، وتهتم جل إصداراتها بمواضيع تعالج مجال الإسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة.
"يزعم فرويد أن المرأة تتمنى أن يكون لها قضيب ذكوري وأنا استنتجت من ذلك أن فرويد أحمق. أما إذا طالعت مؤلفات الغزالي فتلاحظ أن نظرته معاكسة تماما. فهو يرى أن الرجل يحسد المرأة على رحمها وعلى قدرتها على الإنجاب" هذه كلمات فاطمة المرنيسي، مغربية جعلت من الحبر والقلم سفيرين للرواية المغربية بصيغة المؤنث، وجالت إصدارتها مناطق العالم الخمس، واضعة نفسها في خانة المؤثرات بالكلمة، ورسم مشاهد من واقع المرأة المغربية والمغاربية والعربية داخل قالب روائي بديع. رضعت المرنيسي، الوطنية من الأم، ونهلت العزيمة من الأب، هذا الأخير ولإيمانه باستقلال الوطن إبان سنوات الاستعمار الفرنسي، ويقينه بضرورة تكوين الأجيال الصاعدة خارج نفوذ المستعمر، اختار للمرنيسي تحصيلها العلمي في المدارس التي أنشأتها الحركة الوطنية، والتي سميت حينها بـ "المدارس العربية الوطنية الخاصة" و التي أنشئت لكي لا يدرس أبناء الوطنيين في مدراس المستعمر، لتكمل بعد ذلك تعليمها في جامعة الرباط، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
حازت المرنيسي خلال مسارها الفكري والعلمي مجموعة من الجوائز، من بينها جائزة "أمير أستورياس للأدب" سنة 2003، وبعدها جائزة "إيراسموس" سنة 2004.
حضورها الدولي في الأوساط الأدبية والعلمية منح المغرب والمغربيات على الخصوص مكانة متقدمة، وجعلها عن حق من بين نساء الوطن الأكثر قوة وتأثيرا داخل المغرب وخارجه . 

"أنا لا أنشط أو أشتغل مع أي حزب سياسي، إسلامي أو غير إسلامي حتى أقدم استقالتي بمجرد وصول هذا الحزب أو ذاك إلى رئاسة الحكومة"، خطاب قوي يصدر عن امرأة يحسب لها ألف حساب داخل المشهد الإعلامي المغربي، وتضيف: "في المغرب هناك أمير المؤمنين وهناك مشروعية وشرعية دينية لجلالة الملك محمد السادس، يستعملها داخل المغرب وخارجه، فالدين ليس هو السياسة".
ما سبق كان آخر كلمات للمرأة القوية داخل القناة الثانية "دوزيم"، تصريحات كالجمر، أطلقتها في حوار سابق مع إحدى اليوميات المغربية، في سياق حرب ضروس، دشنها وصول حزب العدالة والتنمية إلى أعلى هرم السلطة التنفيذية في المغرب، وزكتها دفاتر تحملات طرحها الوزير "الإسلامي" مصطفى الخلفي، رأت فيها السيدة محاولة للتحكم في المشهد الإعلامي وإنتاجاته حسب أهواء الوافدين الجدد على السلطة، فابنة ضواحي باريس التي رأت فيها نور الحياة لأول مرة لا تخفي عداءها لحزب المصباح، وقد عبرت عن ذلك صراحة وبقوة عندما حملته مسؤولية الأحداث الإرهابية التي هزت الدار البيضاء في 16 ماي 2003.
هي سميرة سيطايل، "المطلوب رأسها رقم واحد" من قبل إخوان بنكيران، ليست الاستثناء فقط في مجال الإعلام، بل ما لا يعرفه الكثيرون هو أنها استثناء كذلك في الأعراف الدبلوماسية،  فالمرأة لم تلتحق بزوجها سمير الدهر، بعد تعيينه سفيرا للمغرب ببلجيكا، وفضلت البقاء فوق التراب المغربي وبين أحضان حدوده، لخدمة تصورها الإعلامي الذي ترى أنه قاسم مشترك بينها وبين العديد من المهنيين والفاعلين في المجتمع المغربي.
واجهت سيطايل موجة عنيفة من الاحتجاجات خارج أسوار قناة عين السبع وداخلها، رفعت في وجهها شعارات "الرحيل"، وطالب بنكيران وإخوانه بمقاطعتها.. مدافعة شرسة عن ثقافتها "الفرنكفونية"، ولو أنها خسرت معاركة صغيرة، فكل ما واجهته وتواجهه يمنحها شرف الانضمام إلى نادي أقوى نساء المغرب.

عن مجلة "مغرب اليوم".