زنقة 20

** هل ما حدث في مصر انقلاب عسكري ؟

خالد أشيبان: لا, ما حدث في مصر هو استكمال لثورة 25  يناير 2011 التي قام بها الشباب وركب عليها الإخوان. الشعب ثار يوم 30 يونيو ضد الاستبداد والفاشية الجديدة، لأن مرسي نقض كل وعوده ووضع الجميع ضده. الرئيس المعزول هو الذي ألغى الإعلان الدستوري المكمل وحصن قراراته وكأنه إلاهاً، وعين نائباً عاماً اخوانيا وضع الثوار في السجن، وأرسل مؤيديه ليهاجموا معتصمي الاتحادية، وأطلق سراح أعضاء الجماعة الإسلامية قتلة أنور السادات، وهو الذي سمح بالتحريض على قتل المصريين في قنوات اليمين المتطرف. كل هذا وعوامل أخرى جعلت الشعب يثور ضد الاستبداد، والجيش استجاب لرغبة الشعب فقط.

** هل يمكن أن نعيش نفس السيناريو في المغرب ؟

خالد أشيبان: في الظاهر تبدوا الأمور مختلفة بين البلدين، لكن في الباطن الأمور مشتبهة كثيراً. الحمد لله أن الملك محمد السادس موجود وهو الضامن للاستقرار، لكن طريقة ممارسة الحكم من طرف العدالة والتنمية في المغرب مشابهة كثيراً لطريقة حزب الحرية والعدالة في مصر. فنحن كذلك يحكمنا حزب يقصي الجميع ولا يحترم رأي أحد ويستعلي على الجميع. حزب العدالة والتنمية وقف ضد الشعب عندما رفع الأسعار، وحاول اسكات المعارضة والاعلام والنقابات ورجال الأعمال والمجتمع المدني. ولا يسمعون إلا لمن يصفق لهم اليوم.

لا نريد أن نعيش فوضى في بلادنا ولن نعيشها بإذن الله، لكن العقلية الاستحواذية والطائفية التي يمارس بها العدالة والتنمية الحكم لا ندري لأي طريق ستوصلنا.

** كيف تقيمون رد فعل الحكومة والحزب الحاكم على ما وقع في مصر ؟

خالد أشيبان: من العادي جداً أن يتضامن الإسلاميون في المغرب مع نظرائهم المصريين، لكن لا يجب أن ينسى السيد بها والسيد العثماني أنهم وزراء في حكومة تمثل كل المغاربة. فمن غير المقبول أن يتكلم وزير الدولة باسم المغاربة ويعتبر ما حدث انقلاباً لأنه ليس انقلاباً بل هي إرادة شعب بأكمله خرج ليقول لمرسي "ارحل". وليس من المعقول أن يصدر العثماني بياناً محتشماً لا يحدد موقف الخارجية المغربية التي لا يمكن أن تكون ضد إرادة الشعب المصري. وهنا يظهر أن هناك من يضع مصلحة الحزب فوق مصلحة الوطن.

** كيف تقيمون أداء حكومة بنكيران ؟

خالد أشيبان: كارثة بكل المقايس وخيبة أمل ليس لها مثيل. هؤلاء الناس لا يؤمنون إلا بالصوت الواحد والرأي الواحد وهم يفتقدون لكل شيء. لا ندري ما يريد فعله السيد رئيس الحكومة ووزراؤه بالضبط، ليست هناك أي استراتيجية لا اقتصادية ولا اجتماعية ولا تشريعية. المغاربة لا يحسون اليوم بأي تغيير، وبدأنا نحس بأن المكتسبات التي تحققت قبل نونبر 2011 قد اختطفت. ننتظر فقط من رئيس الحكومة أن يشرح لنا ما يريد فعله بالضبط.