زنقة 20 . أنباء موسكو

اعتبر عبد العزيز أفتاتي، أحد أبرز قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم، في حوار مع "أنباء موسكو" انسحاب حزب "الاستقلال" من الحكومة جزءا من كشف "الدولة العميقة" عن وجهها الحقيقي، كاشفا عن أن التوجه العام داخل الحزب ليس اطلاق تحالف جديد، بل الدفع باتجاه انتخابات مبكرة.

 
-    كيف تعلقون على انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة؟
أرى أن الأمر يتعلق بكشف الدولة العميقة عن جزء من وجهها، وأعتقد أن الأمر لا يتعلق بإجراء تدبيري، بل بصراع بين إرادتين، إرادة للإصلاح والتغيير من جهة، وإرادة أخرى راكم أصحابها ثروات فرعونية.
 
-    ماذا تنوون القيام به لاستكمال أغلبية جديدة، بعد أن ترككم ثاني أكبر الأحزاب عددا باتجاه المعارضة؟
التوجه العام داخل الحزب يشير إلى الأمر يسير باتجاه الانتخابات المبكرة، حتى نعلن للمغاربة على نطاق واسع، حقيقة المشكلة التي نعيشها في هذا البلد مع النخب الفاسدة.
 
-    إذا كان الأمر يتعلق بنخب فاسدة كما تقولون، لماذا بقيتم معها في هذا التحالف كل هذه المدة، ولم تتحدثوا إلا الآن ساعة تركوكم؟
الانتقال الديمقراطي يحتاج الجميع، انظر مثلا للتجربة الديمقراطية الاسبانية، لقد تم اشراك الجميع بمن فيهم نخبة كانت تعمل في السابق لصالح فرانكو، في السياق المغربي، أيضا نحن محتاجون لإشراك فاعلين آخرين، لكن ذلك لا يكون دائما بضمانات قبلية.
 
-    هل يمكن أن تتحالفوا مع حزب "التجمع الوطني للأحرار" الذي كنتم معه في السنوات الماضية في خصام صريح؟
من الناحية النظرية الامكانية قائمة، لكني أؤكد لك أن النفس العام هو الدفع باتجاه انتخابات مبكرة، حتى نظهر كل شيء أمام المقترعين، وحينها تكون بأيديهم سلطة الحسم، فالأمر كما أسلفت ليس نزاع حول التدبير، بل المبادئ العامة للقيادة مختلف حولها.
 
-    هذا الحماس إلى انتخابات مبكرة هل يخبو مع حقيقة أنها لا تنتج حكومة موحدة وسيضطر الطرف الرابح لقيادة تحالف هجين مرة أخرى؟
لا يمكن لأحد أن يفضل تقطيعا انتخابيا على مقاسه، كما أن قيادة الاصلاح وجب أن لا تؤول لجهة واحدة، المشكلة الحقيقية في المغرب ليست التقطيع الانتخابي، بل هناك جزء من الطبقة المتحكمة لا يريد أن يسمح لنا بالإصلاح، وذلك ما أسميه بالدولة العميقة، أو الجهات الماسكة بمفاصل الدولة.
 
-    من تقصدون ب"الدولة العميقة"؟
تلك الأطراف التي تواطأت ضد اليوسفي في تسعينيات القرن الماضي، وأغلقت قوسه في 2007.
 
-    ألا ترى أنكم تكررون خطأ عبد الرحمن اليوسفي الذي اكتشف بعد فوات الأوان، أنه بدون صلاحيات حقيقية أمام سلطة الملكية، بينما كنتم ضيعتم فرصة الحراك المغربي، الذي كان يطالب بسلطات حقيقية للمنتخبين في 2011 لحظة الحسم مع الاستبداد؟
آثرنا وحدة الوطن وسلامته، لكن على الجهات التي تسعى إلى تأزيم الوضع أن تتحمل مسؤوليتها مستقبلا.. ثم نحن نعلم أن الصيغة السياسية بالمغرب غير مكتملة، ولن تكتمل إذا لم يشارك فيها اليسار الحقيقي وجماعة العدل والاحسان.
 
-    ما رأيك في حركة "تمرد" المغربية التي دعت لإسقاط رئيس حزبكم من رئاسة الحكومة؟
هذا شبيه بالجملة التي يكررها المغاربة "غلبوني وغلبت اخي الجيلالي"، إذا كانت تمرد المصرية قد قامت ضد رئاسة الدولة، فكيف يتم نقلها بهذا الشكل المشوه، ثم أنا أدعوهم إلى الخروج في يوليو، وعدم الصبر على الرئيس شهرا كاملا، حتى يعرف كل طرف ما له وما عليه.