زنقة 20
بعيدا عن شرق المتوسط، حيث سيطرت الانتاجات الدرامية لشهر رمضان على الساحة السياسية المشتعلة سواء في مصر أو سوريا أو فلسطين المحتلة، آه.. فلسطين نساها الجميع، بمسلسلات رمضان أو بغيرها.

في الشرق تدور مواضيع الثورة والدين والتضليل في دراما هذا العام، وهو أمر طبيعي، لما عرفه الشرق من حراك وتطاحنات إبان الثورة وخلال الانتخابات وما بعدها.

بعض المشارقة يرى أن دراما هذا العام أفيون للمشاهدين، وتخدير لعقول الصائمين، تلهوهم عن حقيقة ما يدور بعد أن أسقطت الشرعية.

لكن بعيدا عن هم الشرق، كيف لنا نحن أهل المغرب أن نحدد لأربع تيمات لبرامج رمضان هذا العام؟

رمضان هذا العام لم تخرج مواضيع السيتكومات، بما أن المسلسلات المغربية أمر نادر الحدوث، ويقتصر إبداعنا على هاته السيتكومات، من جديد العائلة في قلب الحدث، "دور بيها يا الشيباني"، لكن المسيطر هذا العام هي تيمة الفردانية في مجتمع مغربي يقول إنه يسير نحو الحداثة والعصرنة بخطى واثقة. "مينا" الذي تعرضه ميدي 1.

المرأة كل عام تبقى حجر الزاوية في دراما المغربية الرمضانية، فكل السيتكومات تشكل فيها المرأة بهواجسها وأحلامها ومشاكلها وتحدياتها أهم مواضيع الحلقات، وعندما نقول المرأة فإننا مباشرة نتحدث عن الزواج والعنوسة، "بنات لالة منانة".

لم يمر ثلث رمضان الأول، ولم تتضح معالم إنتجاتنا الوطنية في زمن قيل فيه إن الكساد ضرب القطاع بسبب دفاتر تحملات حكومة بنكيران، لكن الأكيد أن حسن الفد ودنيا بوتازوت، اللذان يقدمان شخصيتي "الشعيبية وكبور"، عجوزان مغربيان بدويان أصيلان، يعيشان آخر أيامهما في بادية نائية، ورغم تقدمهما في السن يحاولان التكيف مع العصر، مما منح المشاهد متعة كوميدية ذكية في أقل من ثلاث دقائق.