زنقة 20

في سَابقة تاريخية في الحقل السياسي المغربي، سَألَ رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الله أن يهدي الملك محمد السادس خلال ترحمه عشية يوم الإثنين 05 غشت على قبر عبد الكريم الخطيب بمقبرة الشهداء بالرباط، قائلاً: "نسأل الله تعالى أن يحفظ ملكنا ويوفقه لما يرضى ويهديه".

ولم يسبق لأي شخصية سامية أو سياسية  أن دعا لملك المغرب بالهداية حيث يكون الدعاء دائماً بالحفظ والنصر والتمكين لعاهل البلاد.

ورجَحَ مراقب سياسي في تصريح لـموقع "زنقة 20"، أن يكون دُعاء رئيس الحكومة للملك محمد السادس بالهداية مُجرد زلة لسان نابعة من عفويته المعتادة، غير أنٌ الظروف السياسية المضببة التي تمر منها البلاد، يُضيف ذات المتحدث، يُمكن أن تكون رسالة مُشفرة لجهات معينة داخل دهاليز الدولة، خصوصاً معَ ما وصفهُ محدثنا، بالمخطط الذي يُحبك في الخفاء لبهدلة حزب العدالة والتنمية أمامَ المغاربة من إقصاء وزير العدل والحريات من لجنة التحقيق في فضيحة العفو عن المجرم الإسباني "دانييل"، وما إشتكى منهُ مؤخرا رئيس الحكومة داخل مجلس المستشارين بأنه يواجه "ضغوطات من أدنى ومن أعلى".

وقال عبد الإله ابن كيران، بمقبة الشهداء، "لقد تعاهدنا مع الخطيب على أن نبقى أوفياء لملكيتنا ونحن والحمد لله أوفياء لملكيتنا في إطار ما تفرضه علينا مرجعيتنا من التناصح، فنحن على العهد ولن نُبدِّل ولن نُغيِّر لثقتنا بأن ملكيتنا أساس بناء الدولة"، مبينا أن الدولة اجتازت بالملكية مراحل صعبة طوحت بغيرنا الذين نرجو لهم العافية، وإنا لنرجو –يضيف ابن كيران- أن نجتاز بها ما تبقى من مراحل صعبة حتى يكون بلدنا بعيدا عن أي خطر وعن أي فتنة وأي فساد أو ظلم أو استبداد.

"تعاهدنا أن نسير سلما في مجتمعنا نواجه كل من يريد أن يعنف الناس أو يكرهم على شيء، وها نحن لا تزيدنا الأيام إلا رسوخا في هذا السلوك وثباتا عليه ولا يزداد الناس إلا شهادة لنا به"، بهذه العبارة أكد ابن كيران تمسكه بالعمل السلمي، مضيفا "وإنا إن شاء الله إن سرنا على هذا الطريق لمتقدمون خطوات أخرى لإصلاح واقع هذه الأمة"، بالرغم من أنه "نعترف بأننا لم نصل إلى ما نصبو إليه من إصلاح وضع هذه الأمة ولكننا نحاول".

اضغط هُــنا لمشاهادة كلمة رئيس الكومة بمقبرة الشهداء بالرباط