زنقة 20

ملف خاص من الحسيمة

تعتبر مدينة الحسيمة من الوجهات المفضلة لعاهل البلاد داخليا والتي أضحى يزورها كل عام لقضاء فترة من عطلته الصيفية بعيداً عن صخب السياسة ,وفي زيارتيه الأخيرتين  للحسيمة الأولى التي أعطى فيها الإنطلاقة لمجموعة من المشاريع في مختلف الإقليم والثانية التي كانت مخصصة للإستجمام , موقع زنقة 20 يكشف  كواليس الزيارتين اللتان جعلتا الحسيمة لا تنام وعاشت فيهما غلياناً أمنياً غير مسبوق .

التاريخ : 27 يوليوز 2013 

الحدث : الزيارة الملكية لإقليم الحسيمة قادماُ إليها من وجدة بعد تأجيل الزيارة لكل من إقليمي الناضور والدريوش .

كل المظاهر توحي بوجود الملك بين ساكنة الريف ,إنزال أمني كثيف وفنادق المدينة القليلة مملوءة عن آخرها بمرافقي الملك ,وكل من حجز أو كان مقيما في فندق ما تم إلغاء حجزه أو البحث له عن مكان آخر للمبيت .لقاءات ماراطونية بين والي ورئيس الجهة بحضور رؤساء المجالس البلدية للإقليم .

حراسة أمنية مشددة على الإقامة الخاصة للملك في وسط المدينة ,رغم أنه على طول إقامة الملك في الحسيمة في الزيارتين الأخيرتين لم يتأكد أنه أقام فيها ,لكونه يفضل إقامتة الساحلية على شاطئ بوسكور ولكون الإقامة الأولى تتموقع في منطقة تعرف ازدحاماً خانقاً خاصة في أوقات الذروة المسائية .

كبار المرافقين والمستشارين والوزراء التحقوا بالملك وعلى رأسهم صديقه فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي وزليخة نصري ومعظم وزراء الحكومة ,هؤلاء تم الحجز لهم في فندق بعيد نوعاً ما عن صخب المدينة وأعين المتطفلين .الشخصيات المذكورة وخاصة مستشاري الملك حظوا بحراسة خاصة ظلت لصيقة بهم طوال تحركاتهم وحتى التحاقهم بغرفهم ,عكس وزراء الحكومة الذين كانوا يتنقلون بحرية تامة كما هو الحال بالنسبة لوزير التربية الوطنية محمد الوفا الذي كان من مرتادي الفندق الذي يأوي مستشاري الملك .

على مستوى الأمن الخارجي فقد ظل بوشعيب أرميل، المدير العام للامن الوطني في زيارات لا تتوقف لجماعات وبلديات الإقليم للوقوف على الترتيبات والإحتياطات الأمنية اللازمة حسب ما عاينه زنقة 20.

على مستوى التموين وكل ما يتعلق بالتغذية فقد تم تأمينها عن طريق مطعم تابع لأحد الفنادق المصنفة ,والذي ظل على مدار الإقامة الملكية يؤمن التغذية وتقوم المصالح المختصة بإيصالها وتحديداً للقوات الملكية البحرية التي تؤمن وتراقب المجال البحري الذي تتواجد فيه الإقامة الملكية بشاطئ بوسكور.

فؤاد عالي الهمة كبير مستشاري الملك ,رغم أن جناحا حجز باسمه إلا أنه لم يلتحق قط بالفندق ورجحت مصادر أن يكون قد التحق بالملك في إقامته الشاطئية ,أو ربما كان ضيفا على شخصيات وازنة في الإقليم بعيداً عن الأضواء ,عكس العام السابق مثلاً حيث كان ينزل في الفندق وكان يستعمل الباب الخاص بالعمال للخروج لتفادي لفت الإنتباه والأنظار .

ياسر الزناكي ,المستشار الملكي المكلف بالأوراش السياحية بدا بلباس رياضي وقبعة رغبة منه في عدم لفت الأنظار ,كما ظل محاطاً بحارسه الشخصي طول تحركاته .

المستشارة الحديدية زليخة نصري حجزت باسمها جناحاً ,وحظيت بفطور في غرفتها عكس باقي الشخصيات الهامة الأخرى .

الغريب أن ذات الفندق الذي يتواجد في مستشاري الملك وفي اليوم الأول للزيارة كان يتواجد فيه أيضاً القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري والذي حجزت له غرفة باسمه ,لكنه لم يطئها واكتفى حسبما عاين ذلك موقع زنقة 20 بلقاء حميمي في بهو الفندق مع محمد الوفا وزير التربية الوطنية في ساعة متأخرة من أول ليلة للوفد الملكي بالحسيمة .اللقاء الذي لم يخلو من قفشات كل من العماري والوفا ,تطرق حسب ما تحصل زنقة 20 من مصادر خاصة إلى الأزمة الحكومية , حيث انتقد العماري أداء بنكيران وقلة كفاءته وأشاد في نفس الآن بالوزير الأول السابق عباس الفاسي كما انتقد العماري أداء وزير الصحة الحسين الوردي وظل الوفا ينصت وكأن على رأسه الطير لحديث إلياس العماري وهما ينتشيان بسجارة المارلبورو,قبل أن يترك الوفا العماري للخلود للنوم .

حادثة طريفة هي التي كان بطلها العماري ,وهي التي وقعت عندما حمل أحد مرافقي الشخصيات الكبرى ويعتقد أنه للهمة كلباً في يده ,لينادي إلياس الكلب باسمه الشيء الذي يدل على العلاقة الحميمية بين الياس وبين الكلب وصاحبه .

مصادر تحدثت عن كون عالي الهمة قد التقى بإلياس العماري لكون الأخير يعتبر النافذ الأكبر في المنطقة ,وأغلب مسيري الشأن المحلي ينتمون لحزبه الأصالة والمعاصرة.كما أن صاحب ومالك الفندق الذي حجز فيه مستشارو ومرافقو الملك يعتبر من الأصدقاء المقربين جدا من إلياس العماري ,الشيء الذي جعل العماري يتردد على الفندق مراراً ويقوم باتصالات مع مالكه لتوفير الراحة والأمان ,لأن إلياس باعتقاده يعتبر نفسه أو ربما مكلف بإنجاح الزيارة الملكية مهما كلف ذلك من جهد.الغريب كذلك أن كل مرافقي وحراس الشخصيات الكبرى يغضون أبصارهم بمجرد وجود العماري في بهو الفندق .

المشهد الثاني : العطلة الملكية بالحسيمة

قبل أيام من حلول شهر رمضان الكريم أنهى الملك محمد السادس زيارته لمدينة الحسيمة ,والتي كانت مخصصة لتدشين واعطاء انطلاقة بناء مجموعة من المشاريع والأوراش .

جمالية وروعة شواطئ الحسيمة وجوها المعتدل أعادا الملك لزيارتها ثانية بعد عيد الفطر ,لكن هذه المرة لقضاء فترة من عطلته الصيفية في الإقامة الساحلية ببوسكور.

الزيارة لها طعم خاص فمنذ حصول المغرب على الاستقلال عملت الدولة على تزكية عدم أحقية المغاربة في الاهتمام بالحياة الخاصة للعائلة الملكية وحقهم في معرفة تفاصيل عنها.

لكن مع مرور الوقت انتعش هذا الطابو إلى أن أصبح في عهد الملك الراحل الحسن الثاني من الأمور التي قد تؤدي من سولت له نفسه الخوض فيها إلى خلف القضبان ووراء الجدران الإسمنتية الرمادية. لكن في السنوات الأخيرة تغير الأمر وأصبح المغاربة يكتشفون كيف تحيا العائلة الملكية وذلك بفضل جملة من وسائل الإعلام.

ومن الأمور التي لازالت تهم المغاربة إجازات الملك، والتي لم تحظ بعد باهتمام وسائل الإعلام بالشكل والقدر الذي يتوخاه المغاربة اعتبارا لنذرة المعلومات بهذا الخصوص وامتناع المصادر المعنية عن التعامل مع الإعلام كما هو الحال في أغلب دول العالم. إذ من العادي جدا أن تغطي وسائل الإعلام تحركات الملوك والأمراء ورؤساء الدول، سواء في المجال الرسمي أو الخصوصي.

بالرغم من أن أجندة الملك محمد السادس مثقلة بالمهام والمواعيد، فإنه يستفيد سنويا من عطلة الصيف وبعض فترات الاستجمام في غضون السنة، يقضيها داخل المغرب أو خارجه، وحده أو رفقة زوجته الأميرة للا سلمى وولي العهد.

ولازالت ظروف وأماكن إجازات الملك والعائلة الملكية محجوبة عن وسائل الإعلام، وهذا بالرغم من أن المغاربة شغوفون بحب تتبع حركات الملك والعائلة الملكية.

إذن الملك يحل بالحسيمة عبر طائرة خاصة حطت به في مطار الشريف الإدريسي ,ليتوجه بعد ذلك لإقامته الشاطئية في سيارته الرانج روفر السوداء التي يقودها غالباً بنفسه .عطلة الملك الخاصة بالحسيمة والتي أصبح يداوم عليها كل عام يخصص جزءا منها لممارسة الجيتسكي واستعمال يخت رهن اشارته في منطقة بحرية محروسة بشدة ,وكل من سولت له يده ورجله الإقتراب منها يكون مصيره الإعتقال .

هنا بوسكور حيث الجو الرائع والمياه المتوسطية الهادئة ,حيث تظل المنطقة ممنوعة على العامة طوال الإقامة الملكية وتعتبر منطقة " بومهدي " الحد النهائي لكل مصطاف قصد الشاطئ.

العطلة الملكية هاته السنة تميزت بالتحاق ولي العهد بأبيه للإستمتاع بجمالية شواطئ الحسيمة ,كما أنه أي ولي العهد شوهد في ساحة محمد السادس وسط المدينة مع حراس خاصين يتجول في أروقة معرض للمنتوجات التقليدية أقيمت في الساحة .

الزيارة الملكية الخاصة هاته المرة لم تعرف حضور كبار مستشاري الملك ,لكونها عطلة خاصة باستثناء فؤاد عالي الهمة الذي أدى صلاة الجمعة مع الملك بالمسجد العتيق بالحسيمة ,غير أن إنزالاً كثيفاً لحراس الملك ومسؤولي البروتوكول أغرقت الفنادق والمؤسسات التعليمية بالمدينة .اللافت كذلك حضور الطبيب الخاص للملك بنيعيش الذي ظل يتردد على الإقامة الملكية .

صلاة الجمعة والتي أداها الملك في المسجد العتيق بالحسيمة عرفت إنزالاً أمنياً كثيفاً من درك وقوات الأمن الخاص وقوات التدخل السريع وحراس أمن خاصين كانوا متميزين ببدلهم السوداء ونظراتهم الحادة وكذا الأمن السري الذي زرعت عناصره بين عموم المواطنين بلباس مدني لدرء أي محاولة لتسليم البطائق الوطنية للملك .الأمر الذي عاينه موقع زنقة 20 حيث ألقى عناصر الأمن السري القبض على مجموعة من المواطنين الذي هموا بإخراج بطائقهم الوطنية لتسليمها للملك ,وتم اقتيادهم للكوميسارية للتحقيق معهم .

كما عرفت المنطقة المحيطة بالمسجد انقطاع الإتصال بشبكة الهاتف والإنترنت لحين انتهاء الخطبة والصلاة اللتان استغرقتا وقتاً قصيراً ومغاردة الملك الذي كان مصحوباً بولي عهده.

الحارس الشخصي للملك عزيز الجعايدي ,لفت بدوره الانتباه عندما وبخ وأبعد بالقوة حتى كاد يسقط الشخص المكلف بمساعدة الملك على انتعال حذائه عند خروجه من المسجد .كما عرفت أبواب وسطح ومحيط المسجد حراسة أمنية مشددة ,كما نصبت خيم للمسؤولين المحليين يتقدمهم والي الجهة ورئيسها .المحيين للملك من برلمانيي الإقليم عرف غياب كل من نور الدين مضيان عن حزب الاستقلال وسعاد شيخي عن العدالة والتنمية ومحمد عبو عن الاحرار وشخصيات أخرى ,كما حظيت شخصيات محلية محسوبة عن الأصالة والمعاصرة بالصلاة مع الملك ,حسبما عاين ذلك موقع زنقة 20.

الأجواء الليلية وخاصة في ساحة محمد السادس عرفت ليال صاخبة بتنظيم مهرجان الحسيمة المتوسطي من طرف جمعية أريد التي كان يترأسها إلياس العماري والذي استقدم فنانين كبار أحيو ليالي المهرجان كالشاب خالد وناس الغيوان وخالد إزري ,مما أعطى للحسيمة رونقاً خاصا بوجود الملك بين ظهرانيها .

يوم واحد قبل الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب ,غادر الملك محمد السادس الحسيمة متوجها لمدينة الرباط عبر طائرة خاصة أقلته من مطار الشريف الإدريسي ,بعدما قدم إليه عبر سيارته الخاصة يقودها بنفسه بعدما اخترق شوارع الحسيمة وهو يحيي المواطنين الذين تفاجئوا بعبور الملك .

كما عرفت الإقامة الملكية بوسط المدينة تخفيفا للحراسة الأمنية ,وتم إرجاع السيارة الملكية الرسمية عبر حاملة خاصة للقصر الملكي بالرباط كما عاين ذلك موقع زنقة 20.