إسماعيل العلوي: هذه علاقتي ببنكيران وهؤلاء من افتعلوا الأزمة الحكومية والحسابات لا تسمن ولا تغني من جوع

وقال العلوي موضحا: "لم أتداول أبدا مع السيد بنكيران، حول هذا الموضوع، فقد استقبلته بمنزلي من أجل عقد لقاء جمعه بأعضاء مكتب جمعية "تنمية عالم الأرياف"، بعد أن كان قد طلب مني أن يرى بعينيه بعض الأدوات التي حصلنا عليها وتسعى إلى تحسين ظروف عيش المواطنين في الأرياف، من بينها المطابخ الشمسية"، مضيفا: "لم يحدث، أبدا، أن تداولت مع السيد بنكيران حول أي موضوع سياسي، كما قيل، فأعضاء جمعية تنمية عالم الأرياف هم من أطياف سياسية مختلفة، وبعضهم لا انتماء سياسي لديه".
وحول ما إذا كان قدم لبنيكران نصائح سياسية، حسب ما تسرب من معلومات، قال العلوي لـ"منارة": "حاشا لله أن أقدم نصائح لأي كان، أنا أدلي برأيي وعلى من يستمع لهذا الرأي أن يعمل به أو لا، ثم إنني لم أتحدث، أبدا، مع بنكيران حول موضوع التشكيلة الحكومية الجديدة، رغم أن حزبنا التقدم والاشتراكية معني بها، لكن لدي رأي شخصي بخصوص هذا الموضوع، يمكنني التعبير عنه إن أردتم ذلك".
واعتبر رئيس مجلس رئاسة حزب الكتاب أن "المفاوضات الحالية حول تشكيل النسخة الثانية من الحكومة، طالت أكثر من اللازم"، قبل أن يستطرد قائلا: "كل توخيرة فيها خيرة"، موضحا: "لست ناطقا رسميا باسم حزب التقدم والاشتراكية، لكن إن طلبتم رأيي الشخصي فإنني أقول إن بلادنا في حاجة، اليوم، إلى عمل قوي وجاد يسعى إلى ترجمة المكتسبات التي حققناها في سنة 2011 والتي نرى أن شعبنا متعطش لينظر إلى نتائجها بشكل ملموس، إلا أن الأزمة الحكومية الحالية تعرقل هذا المسار".
وعبر العلوي عن أسفه لاستمرار هذه الأزمة السياسية مدة طويلة، قائلا: "مع كل أسف هذه الأزمة التي عشناها والتي مازلنا نعيشها تعرقل هذه المسيرة، حيث يتعين، في تصوري، أن نسرع في إيجاد الحل للأزمة وأن ننكب بجد في حل المشاكل، التي يعاني منها شعبنا على جميع المستويات"، واصفا هذه الأزمة بـ"المفتعلة".
وحول السبب وراء افتعال هذه الأزمة الحكومية، علق العلوي قائلا: "افتعلتها الظروف من دون شك". ولما سئل عما إذا كان حزب الاستقلال هو الذي افتعلها، رد قائلا: "حزب الاستقلال يظل حزبا عتيدا في المجتمع ويجب أن نأخذ برأيه، لكن يبدو لي أنه كانت هناك هفوات وأخطاء ارتكبت ولها تأثير سلبي على مسار أمتنا وهذا شيء يؤسف له".
إسماعيل العلوي مضى موضحا أنه "من دون شك، المسؤولية تكون متبادلة، لا يمكن، أبدا، أن نفصل في هذا الموضوع.. ولكن قناعتي الشخصية هي أن لحزب الاستقلال مسؤولية كبيرة في هذا الأمر، مع كل أسف"، مضيفا: "في اعتقادي الشخصي، أعتبر أن حزب الاستقلال ارتكب خطأ كبيرا وفادحا كلف بلدنا الكثير من الوقت، لكن تهب الرياح بما لا تشتهيه السفن".
وحول الشروط التي يفرضها حزب التجمع الوطني للأحرار على رئيس الحكومة ومدى تأثيرها على مكانة حزب التقدم والاشتراكية في التشكيلة الحكومية المقبلة، قال إسماعيل العلوي: "أنا هنا لست في موقع يخول لي الحديث باسم حزبنا، لكن إن أردتم رأيي الشخصي، فإنه قبل الخوض في أية مفاوضات يكون هنالك، دائما، الإعلان عن مواقف مسبقة قبل أن يصبح هنالك تقارب بين موقفين.. بعد ذلك، يتم التوصل إلى حل"، مضيفا: "من المؤكد أنه في النهاية ستتوافق رؤى السيد عبد الإله بنكيران والسيد صلاح الدين مزوار، لأن كلاهما رجلا دولة يستحضران مصلحة الوطن، إذ لا يجب أن نضع مصلحة شعبنا ووطننا، جانبا، في هذا الظرف الحرج الذي يمر منه العالم".
وأردف رئيس حزب الكتاب قائلا: "الحسابات لا تسمن ولا تغني من جوع، يجب على حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار أن يتحليا بالقليل من التبصر وأن يكون هنالك تفاهم متبادل، وهذا ما سيحدث من دون شك، لأن للحزبين ما يكفي من التجربة في هذا المجال".