زنقة 20

لم يكن امام المرأة من حل بعد كل ما قامت به سوى أن تختار اصطياد الفرصة، آخر فرصة لها هذا الصيف في أن تبلغ رسالتها وشكايتها للملك محمد السادس، فبعد ترصدات سابقة لم يبقى لها سوى المطار وآخر لحظات انطلاق الملك نحو العاصمة.

فكرت والدة ما أصبح يعرف بـ”طفل الفنيدق” المغتصب، أن تلج مطار تطوان وأن تسلم شكايتها للملك في آخر لحظات سفره من تطوان، لكن يبدو ان تفكيرها لم يكن بالشكل الجيد، فسرعان ما سقطت في ايادي العناصر الأمنية التي كشفت تواجدها الغير المبرر بالمطار، ودخولها وخروجها قبل وصول الموكب الملكي إلى هناك، مما دفعهم للإشتباه فيها وبالتالي توقيفها والبحث معها.

نقلت السيدة لولاية امن تطوان ليتبين انها والدة “طفل الفنيدق”، وأنها تحمل معها شكايات ومراسلات موجهة للديوان الملكي، فتح معها تحقيق في الموضوع وأخذ منها نسخ من الشكايات، قبل أن تؤخذ لها صورة شمسية ايضا. كل ذلك تم حسب تصريحها في ظروف عادية ولم يمارس عليها أي عنف أو ضغط، بل أكدت انها لقيت التعامل الجيد والمساعدة من طرف المحققين الذين ابقوا عليها بمقر ولاية الأمن لساعات، أي تقريبا لما بعد مغادرة الملك تطوان، قبل أن يخلى سبيلها دون أي متابعة حسب ما صرح لها المحققون.

مقابل ذلك  ووفق ما نشرته يومية "الأحداث المغربية"، كانت مصالح الأمن بتطوان ومصالح الأمن الخاص، قد تمكنوا خلال الأيام الأخيرة لتواجد الملك بتطوان، من توقيف ما لا يقل عن عشرة من المتربصين بالموكب الملكي، خاصة وأن جل خرجات جالة الملك كانت خاصة وتأتي في إطار جولاته العادية بتطوان والضواحي، وهو امر يستغله بعض المتربصين لتتبع خطواته بهدف تقديم طلبات، أو كما أصبحوا يسمون لدى العموم “السعاية”، منهم من سبق له الإستفادة من هبات وعطايا ملكية ليعود مجددا ليطلب امتيازات، حيث أن غالبيتهم من طالي المأذونيات “لاكريمات” وبعضهم باحثين عن العمل.

التوقيفات التي تمت مكنت من الكشف عن بعض المتخصصين في تتبع وترصد تحركات الملك، منهم من يتحركون معه من مدينة لأخرى، إذ أبان التحقيق مع بعضهم انتمائهم لمدينة اخرى وأنهم يتنقلون مع الملك حيثما حل وارتحل وهم يتحينون الفرصة للقائه، وان يطلبوا منه “لاكريمات” وغيرها، بل منهم من حصل في وقت سابق على هبات مماثلة، وها هو يعيد الكرة مرة أخرى.

وكشف مصدر أمني مقرب لنفس اليومية، عن تقديم عدد لابأس به منهم للنيابة العام لمتابعتهم بقانون “المتربصين بالملك”، خاصة وأن تطوان تتحول في هاته الفترة من الزيارة الملكية لمقصدا لعدد من هؤلاء المتربصين ناهيك عن عشرات من ابناء المنطقة الذين لا يفارقون بعض الشواطئ التي يرتادها للحصول على امتيازات.