الجنرال الدليمي..من يكون اللغز الذي أراد تصفية الحسن الثاني

كتبه لموقع زنقة 20
أحمد الدغرني
تصدر بالمغرب من حين لآخر مقالات في الصحافة تتكلم عن الجينيرال احمد الدليمي،وتجدد في أذهان الشباب مايمكن أن نطلق عليه "الثقافة الانقلابية"و فيها يندرج احمد الدليمي ،وهو شخصية سياسية وعسكرية وأمنية وقبلية(فتح الباء)،لاينفصل الحديث عنها عن كل جيل الدليمي من عناصر المخابرات والجيش والأحزاب السياسية والمقاولات الكبرى، والقبائل المغربية ،والنخب الثقافية والفنية والرياضية،والجهات ، وعناصر "العروبية"و"الأمازيغ"والعائلة الملكية، وفرنسا ،واسبانيا،وهو بالمقارنة مع عائلة اوفقير لم يكن له حظ في وجود أفراد من فرنسا ومن عائلته، يكتبون عنه الكتب والمذكرات والسيرة الذاتية ،ولاحتى من يطالب بإعادة التحقيق في وفاته بعد أن ظهرت شهادات تشكك في سبب وفاته.
ويكتب عنه الناس دائما كفرد وحيد ومنبوذ،هل يعقل صمت العدالة ؟عسكري واحد سيقلب نظام حكم ،هل يعقل ذلك؟ولايمكن من الناحية المنهجية أن تكتمل المعرفة التاريخية حول مثل هذه الشخصية التي لها حظ واحد هوعدم صمت الصحافة،ولو بمجرد المقالات السطحية بدون الاعتماد على بنية المجتمع المغربي ككل ،لأن القضايا السياسية والمالية والاقتصادية والعسكرية لاتنفصل عن بعضها.
وبداية نقول بأن تاريخ الانقلابات العسكرية بالمغرب مرتبط بتاريخ فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية ،حيث تولى الجينيرال دوكول رئاسة فرنسا بعد الحرب،وورثت عنه المستعمرات الإفريقية جيشا بتربية وتقنية فرنسية يعتبر حكم العسكر للدول الإفريقية مسألة عادية ،والرسوم العقارية les titres fonciers والمحافظة العقارية هي المصدر الأول لفهم الصراعات العسكرية والمدنية في فترة1956الى سنة1995 بالمغرب.
ومن جهة أخرى فان الحديث عن شخصية الدليمي التي يتردد الكلام عن كونها مقتولة وتعرضت لحادثة سير،وكونها كانت تهئ انقلابا عسكريا ضد النظام الملكي،وحتى كونها حوكمت قضائيا بفرنسا حول اغتيال واختطاف المهدي بن بركة هو وصديقه الشيخ شبرق ،أحد قدماء معطوبي مغاربة الجيش الفرنسي ، والجاسوس ا لماحي ،وأشياء أخرى،مثل عضوية الدليمي كقاض عسكري في هيئة محاكمة المتهمين العسكريين بتنظيم محاولة انقلاب 16غشت 1972.
وهذه أمور يوجد أناس على قيد الحياة يعرفون عنها الكثير ونعتذر لهم مسبقا عن أي خطأ في القول لانقصده في هذا المقال،ونقبل منهم التصحيحات بصدر رحب،مثل وجوده مع الحسن الثاني كرئيس للضباط المرافقين له،ومدير للإدارة العامة للأمن الوطني، والمهام السرية والعلنية التي أسندت اليه،وأخلاقه وحياته الشخصية... ولا يتكلمون عن مايعرفونه جهرا ولكنهم يتناولونه بصوت منخفض تحت سقوف الخفاء ،ولايغتفرلهم ذلك،إما لأسباب مهنية أو بسبب الخوف أو فقدان الشجاعة الأدبية...
ولاشك أن الارتباطات العائلية لمحيط احمد الدليمي وأصدقائه تتعرض للآلام عندما تقرأ ما ينشر من صفحات عبر الصحافة الحالية بمختلف أنواعها،وخاصة عندما تبتعد عن ذكر الحقائق،وخاصة أيضا بعد أن فقدت مصادر المعلومات المدققة بوفاة الكثير من العارفين ،مثل الشيخ شبرق بسيدي سليمان،والقاضي عبد النبي بوعشرين الذي ترأس جلسات المحكمة العسكرية ،وكانت له اتصالات مباشرة مع الحسن الثاني أثناء المحاكمات لأنه كان من عائلات المشور بالرباط ،و الكولونيل بنعيادة الذي كان وكيلا للملك بالمحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة أثناء محاكمات الانقلابيين خلال سنوات1971- 1972والجينيرال إدريس بنعيسى الذي كان مفتشا عاما للقوات المسلحة،والشرفي أحد مساعدي اوفقير..
وفي هذا المقال سوف يكون الهدف هو إعادة النظر في منهجية تناول الموضوع، وليس تفصيل المعلومات لأنها تحتاج الى أكثر من مقال،مع التزام الحياد، بعد أن لوحظ أن الذين يكتبون يحتاجون الى بحث ميداني لدى العائلات ،ومناطق جذور المعنيين، ولدى متقاعدي ضباط الجيش والشرطة والدرك...وسوف نذكر مثلا أن احمد الدليمي ينتسب الى قبائل الشراردة Chr ardaالتي تستوطن شمال وشرق مدينة سيدي قاسم، وتعيش من خيرات مياه وادي "رومان" ، وواد "ارضم "واسم هذه المجموعة القبلية على مايبدو مشتق من كلمة"اشرادن"ICHERRADEN التي تعني المسلحين أو العساكر بالأمازيغية ،وهي تعتبر بمنطقة الغرب من ملاك أراضي"الكيش"وتجاور عاصمة الرومان بالمغرب القديم،وهي "وليلي" التي بنيت على أنقاضها مدينة "زرهون" التي دفن بها إدريس مؤسس إمارة الأدارسة،وتوجد شمال مواقع قبائل كروانIGRWAN ونؤكد أنه لايمكن فهم مشاكل أحمد الدليمي وصراعاته السياسية والمالية التي قدم من أجلها روحه،إلا بعد دراسة تاريخ هذه المدينة البترولية الصغيرة، والمهمشة حاليا بسبب أحمد الدليمي،وأيضا معرفة تاريخ منطقة الغرب التي جعلتها القوى الاستعمارية موقعا للقواعد العسكرية وخاصة القاعدة الأمريكية بالقنيطرة،وجعلتها موقعا وحيدا لسجن العسكريين،وبنت قرب سيدي قاسم سجن أوطيطة OUTITA الشهير،ووالده هوا لحاج الحسن الدليمي من زوجته الأولى،وهو مشهور بجماعة زكوطة وسيدي قاسم، وبكونه رئيس فريق سيدي قاسم لكرة القدم USKخلال بضع سنوات الرصاص بالمغرب،وكان كاتبا وترجمانا لدى المراقبة المدنية الفرنسية،ثم موظفا مركزيا بوزارة الداخلية بالرباط ورئيسا للجماعة القروية زكوطة في أسوأ فترات تزوير الانتخابات الجماعية والبرلمانية بالمغرب،وكان برلمانيا لسيدي قاسم لعدة سنوات في أزهى فترات صعود ابنه أحمد في سلا ليم السلطة المخزنية،وربما كان وراء شبكة الجواسيس الشعبيين والأميين الذين انتشروا كمخبرين(شكامة) بأجور سرية وزهيدة من الصناديق السوداء خارج كوادر المخابرات المعروفة بجميع المناطق.
ولايمكن فصل الجينيرال عن تأثير أبيه،وبيئته ،ولاشك أن الوسط الذي نشأ فيه هذا الضابط هو وسط سياسي وعسكري مختلط بين خدمات مخزنيه تقليدية مغربية ،وخدمات للسلطات الفرنسية في فترة الحماية،ومتأثر بمعيشة القبيلة التي تنتمي الى أراضي "الجيش" التي يلتجئ إليها سلاطين المخزن لتحميهم عسكريا ،ويقتطعون لهم أراضي شاسعة يستغلونها حسب الأعراف القبلية،ولاشك أيضا أن ظهور الفكر الانقلابي العسكري بالمغرب نشأ من جراء أمور أهما1-إحداث مكتب السكنى العسكرية الذي بدأ يقتطع التجزئات العقارية الحضرية ويمنحها لضباط الجيش 2-توزيع الأراضي المسترجعة من الأجانب على الضباط ،وأخيرا مغربة التجارة والصناعة ابتداء من سنة1973وجعل المغربة امتيازا لكبار الضباط والنافذين لدى المخزن ،وهو مانتج عنه تناقض في المصالح العقارية والتجارية بين أفراد الأسرة الملكية والجيش ولوبيات المال ،ودولتي اسبانيا وفرنسا المتضررتين من المغربة وانتزاع أرضي المعمرين.
وأهم من يمكن أن يتحدث عن موضوع الدليمي هم زملاء دراسته بالمدرسة العسكرية الدار البيضاء بمكناس،و بسيدي قاسم التي كانت تعرف سابقا أيام الحماية الفرنسية بمدينة petit jean وينسب اسمها حاليا الى أحد صلحائها وهو سيدي قاسم بوعسرية،ولاشك أن احمد الدليمي كان له حس قبلي ومحلي بانتمائه الى "العروبية"الذين نعني بهم في هذا المقال البدو القاطنين في بوادي وسهول الغرب؟.
ونؤكد أن كلمة"العروبية" لاتعني مفهوما عرقيا، لأن هذه الفئة من المغاربة هي خليط شعبي من الأمازيغ والمستعربين ،ويؤكد هذا كون الجينيرال كان مهتما في حياته الاجتماعية والسياسية بمحل سكنى قبيلته،وكان كل أسبوع ينزل بها بطائرة هيلكوبتر عسكرية قاد ما من الصحراء لقضاء ساعات مع أصدقائه بضيعات سيدي قاسم ،وبلقبه المشتق من قبيلة"أولاد دليم"وهي احدى فخدات قبائل الشراردة،الذين منهم زيرارةzirara،ونتيفةntifaواشبانات CHEBANATوساهم في تأسيس جمعية قدماء ثانوية سيدي قاسم وأعطاها قوة ونفوذا، لكن انطفأت بوفاته،وخطط عملية تحويلها من مدينة صغيرة الى عمالة اقتطعها من عمالة القنيطرة، وضم إليها مدينة وزان، وجزءا كبيرا من بلاد جبالة ،حيث وسع نخبته السياسية الى مناطق جبالة مثل عبد السلام زنيند ،وكادت المدينة حسب الإشاعات التي راجت حول تنظيم الدليمي لمحاولة انقلابية ،أن تصبح في مخيلة البسطاء عاصمة ،وبعد تنظيم الجينيرال الدليمي زيارة وضيافة بمدينته للحسن الثاني واستقبله استقبالا ملوكيا خياليا بتلك المدينة التي لم يبنها سلطان،ولا وجدبها قصر ملكي،لاندري هل أرخ لها عبد الوهاب بنمنصور؟في فترة سياسية كانت تتميز بوجود مدينة سطات كعاصمة لإدريس البصري،و بالجمعيات الجهوية التي كان السياسيون يطلقون عليها "جمعيات الوديان والسهول والجبال" بسبب ظهور جمعية أبي رقراق بسلا وجمعية رباط الفتح بالرباط،وجمعية فاس سايس بفاس،وجمعية انكادANGAD بوجدة.. حتى ظهر في الساحة السياسية أن على كل موظف كبير بالدولة المخزنية بمافي ذلك مستشاري الملك وأقاربه ،مثل محمد عواد أن يؤسس جمعية سياسية في مسقط رأسه ،أوفي مجموعة زملاء مدرسته ،لملء الفراغ السياسي الذي نتج عن فرض حالة الاستثناء ،ولكون المخزن مر بمرحلة محاربة التنظيمات السياسية التي انتشرت فيها السلفية والاشتراكية والشيوعية،وحاول تبديل سياسة الانتماء الأيديولوجي والحزبي بالانتماء الجهوي.
واعتمد أحمد الدليمي في علاقاته السياسية على أبناء منطقته مثل أطر عائلة بنزروال،وحمر الكرون،والحافظ ،وبلمجدوب، والعلام،والقاسمي،والحمراوي،والكايسي ،وأصهاره آل الحبايزي ،و كان من القاسميين وهم عائلة تنسب نفسها الى"بوعسرية" عضده القوي المحامي عبد الحميد القاسمي،وعميد الشرطة المشهور الحاج بوهوش الذي كان مديرا لمدرسة الشرطة بالجديدة ،وانتقل الى طاقم الشرطة السياسية بالإدارة العامة للأمن الوطني، وأصبح من أعمدة معاوني الدليمي وربما نائبا له في بعض الفترات،واعتمادا على نخبة الشراردة وأصهاره بمنطقة مشرع بلقصيري، بدأت تتمحور حول احمد الدليمي نخبة وبطانة سياسية محلية،يقودها عبد الحميد القاسمي الذي ردد على مسامع معارضيه بعد وفاة احمد الدليمي قولة مستوحاة من شعر قديم:
"خلا لكم الجو ياقبرات فبيضوا واصفروا"وانسحب من السياسة الى أن مات نقيبا للمحامين بالرباط،وقد أوردنا هذه المعلومات لنستنتج أن عملية تسييس الدليمي كانت طبيعية وخرجت به من مجرد المهنة العسكرية والمخابرات الى طموحات عريضة في السياسة والثروة وبناء لوبي عائلي، تجلى في انتمائه الى شبكة عائلية عسكرية تربطه مثلا بالكولونيل حمو أرزاز، الذي كان قائدا للدرك الملكي، وبالجينيرال عبد السلام الصفريوي ،والى عسكر سيدي قاسم ،مثل الكولونيل بلمجدوب الرياضي الشهير،والكولونيل العلام الذي مات في حرب الجولان بسوريا،و تأسيس فريق المستقلين SAPالذي كان تنظيما سياسيا شبه سري، استولى على البرلمان،والجماعات المحلية والحكومة عن طريق استعمال صفة المحايدين في انتخابات 1976، الذي كان قد راج عند تأسيسه انه "حزب العروبية"بعد أن انضم اليه عبد القادر بنسليمان وزير مالية الحسن الثاني ومدير سابق للبنك الوطني للانماء الاقتصادي BNDEمن منطقة" زعير" الذي لعب حينذاك نفس الدور الذي يحاول أن يلعبه البكوري والهمة الآن بحزب الأصالة والمعاصرة، وارسلان الجديدي من منطقة "خريبكة"،والكولونيل عبدا لله القادري من "برشيد"، وعلي أقيوح من منطقة "هوارة" على ضفاف وادي سوس ،وكان الدافع وراء تأسيس "حزب العروبية " الذي أشرفت عليه مخابرات الدليمي وكل أجهزة المخزن ،ومجموعة من السياسيين مثل احمد عصمان ،ورضا كديره، وأحمد بنسودة ...هو التفكير السياسي في تعويض سحب الثقة من النخب العسكرية الأمازيغية التي كانت وراء المحاولتين الانقلابيتين 1971-1972 تحت قيادة عسكريين وسياسيين من قبيلة كزناية igzennayenالريفية وعلى رأسهم الجينيرال المد بوح، والأطلس المتوسط ،مثل اوفقير، وكويرة ،وأمقران، وعبابو، وعقا ،والشلواطي، وبوكرين، وحبيبي،وأمحارش....
وكان طبيعيا أن تدرك المجموعات السياسية "العروبية" وحتى مجموعات من "الأمازيغ" في مناطق سوس والصحراء الخطر الذي يتهدد مصالحها لونجحت المحاولتان الانقلابيتان المعتمدتين على عناصر جهوية ، لاتشمل كل جهات المغرب ،بل تقتصر على خريطة محددة بالريف والأطلس المتوسط،وكان للحسن الدليمي أولاد شباب غير أشقاء لأحمد الدليمي،كانوا يعيشون فخامة نفوذ العائلة بمدينة سيدي قاسم والرباط ،سنوات قبل وفاة الجينيرال، لكنهم على مايبدو فقدوا كل شئ بعد وفاته،وتبعه أبوه بعد وفاته بقليل ومات بمدينة الجديدة ودفن بمراسيم لاتذكر،وكان احد أصهار الحسن الدليمي من أعيان مدينة سيدي سليمان "الحاج السحيمي" قد حضر بالرباط مراسيم دفن أحمد الدليمي قد قال للناس بعد رجوعه من الرباط حسب الرواية الشفوية" دفننا شى حاجة بحال حجار" بعد أن راج التشكك حتى فيما يحتويه نعشه،ولم يتم دفنه بسيدي قاسم كما ينوي أقرباؤه، وبالأحرى قرية زكوطةZGGOUTA
وختاما فان وفاة الدليمي وقعت بمدينة مراكش يوم12/1/1983بعد نهايته من بناء الجدار الرملي بالصحراء بستة شهور فقط،ويبدو أن موته بمراكش كان خطأ تكتيكيا ارتكبه ،يشبه خطأ الجينيرال اوفقير بقدومه الى القصر الملكي بعد فشل انقلاب 16غشت1972و في ملابسات موضوعية وقعت خلال الستة أشهر الأخيرة من سنة1982 وهي اعتراف منظمة الوحدة الإفريقية بجمهورية RASDالتي تعتبر في نظر البعض هزيمة للسياسيين والدبلوماسيين ا لمغاربة بعد تقديم الضحايا الكثيرين من شهداء الجيش والأسرى قادهم الدليمي في حرب شرسة استمرت حوالي9سنوات، حولت الدليمي من ضابط كان قبل توليه قيادة الجيش في الصحراء يعيش بذخ مرافقة الحسن الثاني في مباهج الحكم وقصور المدن، الى قائد حرب صحراوية ميدانية قاسية في المناخ ،والأعداء،وكان طبيعيا أن يتبدل، لأن الميدان جعله يقود نخبة عسكرية تعد بعشرات الآلاف متشبثة بالروح الوطنية النظيفة،ومنها من لم يشارك قط في قمع المدنيين وتؤثر عليه معاشرتها فوق رمال الصحراء، وتعتبر نفسها منتصرة في الحرب بعزيمتها القوية وإيمانها العميق ببطولاتها، فرضت عليه أن يكون مثلها أويلقى مصيرا سيئا،فوجئت بعدة أمور سياسية خطيرة،منها توقيع موريتانيا لهدنة مع البوليساريو لم يرض بها جيش موريتانيا نتجت عنها محاولة الجيش الموريتاني لقلب نظام حكم ولد داده الذي ظهر وكأنه استسلم للبوليساريو والجزائر،وقبول السياسيين المغاربة في مؤتمر نيروبي لإجراء استفتاء حول تقرير المصير بالصحراء ، ومطالبة الأمم المتحدة للمغرب بإجراء مفاوضات مباشرة مع البوليساريو، ووقوع الإضراب الوطني العام في20يونيه1982 والذي قتلت فيه قوات المخزن عددا كبيرا من الناس واعتقلت أعدادا أخرى، وبدء السياسيين في تبني حلول غير عسكرية تجر الى التنازلات ،وتأزم الوضع السياسي الداخلي بكثرة الاعتقالات التي شملت حتى قادة سياسيين عارضوا نتائج مؤتمر نيروبي مثل عبد الرحيم بوعبيد ،وتأسيس مجلس استشاري خاص مكلف بالقضايا الصحراويةفي20غشت1982ويهئ لحكم صحراوي محلي يصعب قبوله على مؤيدي الحل العسكري وهم كثيرون ،ومن ثم هل كان الدليمي ضحية موقف عسكري كحسم لقضية الصحراء مبني على تجربة الانتصارات التي حققها في حرب 9سنوات؟ونتيجة لكل ماسبق يظهر أنه لابد لمن يبحث عن الدليمي أن يربط دراسته بكل ماجرى من أحداث سياسية بالمغرب قبل موته بحوالي ستة شهور،وأيضا بكل ما وقع بعد موته لعائلته وأقاربه وبعض أصدقائه ،ومعاملة المخزن لآثاره وذكراه.ومن استفاد من موته..