زنقة 20

طالب رشيد راخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي في رسالة موجه إلى الملك الاسباني فيليبي السادس بجبر ضررضحايا آثار الحرب الكيماوية بالريف الكبير

كما طالبَ راخا على متن الرسالة الموجهة إلى الملك الإسباني، بالتدخل لإيجاد تسوية ودية لملف الحرب الكيماوية ضد الريف الكبير، الذي أثبتت الارشيفات والدراسات المنجزة من طرف العديد من المؤرخين، بما لا يدع مجالا للشك، مسؤولية اسبانيا في استخدام الاسلحة الكيماوية كأسلحة للدمار الشامل، المحظورة بموجب القانون الدولي، ولاسيما ضد المدنيين بالريف خلال حرب التحرير التي قادها الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي مابين 1921 و1927.

وأضاف قائلاً: "إن الحرب الكيماوية الإسبانية ضد الريف الكبير، ليست فقط انتهاكا لأبسط قواعد قانون الحرب، لكنها أخطر من ذلك، حيث ان أبناء واحفاد ضحايا الأمس ما يزالون يعانون لحد الساعة من آثارها" .

وزادَ راخـا رشيد مُؤكداً على أن "عدة دراسات قام بها خبراء في مجال علم الوراثة، أثبتت آثار المواد المستخدمة في تلك الحرب خاصة (الإيبيريت او غاز الخردل، الفوسجين، الديسفوسجين، والكلوروبيكرين..) ومسؤوليتها في الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية".

وأشار إلى  أن ما يقارب 80 ٪ من المرضى بالسرطان الذين يتوافدون اليوم على مستشفيات الرباط للعلاج يتحدرون من الريف الكبير، ولا تزال هذه المنطقة المهمشة في شمال المغرب بدون مستشفيات متخصصة وتفتقر إلى البنيات التحتية وغير ذلك من الامكانيات التي يمكن ان تستفيد منها الساكة المحلية.

وبعد أن تسائل رشيد راخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، إن كان العاهل الإسباني يحتاج إلى تذكيره بالمسؤولية المباشرة لجده الملك ألفونسو الثالث عشر في اتخاد قرار استخدام الأسلحة المذكورة أعلاه، قالَ "نعتقد انه لا يمكن أن تبقى غير مبالي بالظلم وانتهاك الحقوق الأساسية والأذى الذي يتعرض له المدنيين العزل”، “مشيرة إلى إمكانية العاهل الإسباني ـ و بدافع إنساني ـ العمل على إنصاف منطقة الريف الكبرى وسكانها وتعويضهم عن خسائر الحاضر والماضي المترتبة عن الحرب الكيميائية المذكورة آنفا. خاصة وأن عدة شعوب تمكنت من الحصول على تعويض كجبر للضرر الذي طالها جراء الجرائم التي ارتكبت من طرف الاستعمار، وقد آن الاوان لكي يُنصف سكان الريف من خلال الحصول على تعويضات عن الجرائم التي ارتكبت ضدهم".

وجدد مُطالبته من العاهل الإسباني فيليبي السادس، التدخل بما له من سلطة معنوية وسياسية وذلك لحمل الدولة الاسبانية على، الاعتراف الرسمي بمسؤولية الدولة الاسبانية في الحملات الحربية ضد السكان المدنيين في الريف الكبير خلال سنوات 1921-1927، وتنظيم تظاهرات والقيام بأعمال وأشكال احتفالية للتصالح والتضامن مع الضحايا واحفادهم وكذا المجتمع الريفي، وذلك كشكل من اشكال التعبير عن الاعتذار من طرف الدولة الاسبانية لضحايا هذه الحرب، و تسهيل أعمال البحث والتحقيق التي يقوم بها المؤرخون وكل من يريد معرفة الحقائق التاريخية من خلال فتح الطريق امامهم للاطلاع على الارشيفات العسكرية،و مراجعة وإعادة النظر في الشروح والمراجع والفصول المتعلقة بالحملة العسكرية التي شنتها الدولة الاسبانية على الريف والتي عمدت إلى إخفاء والتعتيم على استخدام الاسلحة الكيماوية و/أو المراوغة والإلتفاف على الحقيقة التاريخية، و دعم الجمعيات الثقافية والعلمية الاسبانية والمغربية المهتمة بالعمل والبحث في مجال الآثار المترتبة عن استخدام الاسلحة الكيماوية بالريف الكبير، و أداء وتسوية التعويضات الاقتصادية ذات الطابع الفردي المتعينة في حال المطالبة بجبر الضرر، المساهمة في جبر الضرر الجماعي وأداء الدين التاريخي تجاه سكان الريف فضلا عن تجهيز مستشفيات الريف وخاصة بالحسيمة والناضور بوحدات صحية مختصة في علاج الاورام السرطانية والتي تساهم في تقليص نسبة الامراض المسببة للسرطان.

وأعرب التجمع العالمي الأمازبغي عن أمله أن يكون لفيليبي السادس ملك اسبانيا فضل يعترف به التاريخ بكونه قائد مسلسل جبر الضرر الذي الحقته اسبانيا بالريف وذلك من خلال استرداد هذا “الدين التاريخي” وتعويض الساكنة الريفية، كما سجل لوالده الفضل في وضع اسبانيا على سكة الديمقراطية.