زنقة 20 . وكالات

اقتحمت قوات تركية على متن سيارات مصفحة ودبابات، الأراضي السورية في عملية عسكرية، اليوم الأحد، لاجلاء حراس ضريح (قبر) سليمان شاه، جد أول حاكم للدولة العثمانية، ونُقل رفاته.

لكن من هو سليمان الذي استدعى تدخل تركي وصفته الحكومة السورية بـأنه "عدوان صارخ"... السطور الآتية تجيب عن السؤال:

سليمان شاه، هو ابن السلطان قتلمش الذي لعب دورا محوريا في فتوحات دولة السلاجقة، وهو جد عثمان الأول بن أرطغل بن سليمان شاه، مؤسس الدولة العثمانية.

ودولة السلاجقة التي ينتمي إليها السلطان سليمان هي سلالة تركية حكمت في أفغانستان والعراق وأجزاء من تركيا وسوريا والعراق والجزيرة العربية في الفترة بين 1038 و1157م.

وبعد أن غزا المغول إمبراطورية سليمان شاه، هاجر سليمان مع عشيرته من قبيلة "قايا" إلى الأناضول عام 1123م، وظل ينتقل هو وقبيلته من منطقة أخلاط إلى أرضروم ثم إلى أماسية ثم انحدروا إلى حوض الفرات حتى شرق حلب ولكنهم غرقوا خلال عبور النهر ودفن في قرية جعبر بسوريا.

في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أواخر القرن التاسع عشر ميلادي, برز الاهتمام الأوسع بالقبرـ وجدد وتوسعت المنطقة المحيطة به.

في عام 1921م، خلال الانتداب الفرنسي على سوريا، وقعت معاهدة بين تركيا وفرنسا، اتفقا خلالها على أن يقع ضريح سليمان شاه تحت السيادة التركية ويحرسه جنود أتراك.

وفي عام 1973، بنت سوريا سد الفرات وفي عام 1998 كادت مياه سد الفرات تغمر الضريح، وتفاوضت تركيا مع سوريا لنقله إلى منطقة أخرى، فتم نقله إلى أرض ناتئ قرب قرية قوزاك داخل محافظة حلب، على بعد 25 كم من تركيا، وتولت كتيبة تركية تتمركز قرب الحدود السورية تدوير الوحدات التي تحرس الضريح.

قررت اللجنة المشتركة لبرنامج التعاون الإقليمي السوري التركي في 2010، وضع لوحات دلالة للمكان وصيانة الطريق المؤدية إليه، باعتباره مقصدا سياحيا للزوار الأتراك.  وخلال زيارة الرئيس التركي عبد الله جول إلى حلب، زار وفد رسمي تركي الضريح و قرر إقامة أعمال صيانة و ترميم فيه.

والعام الماضي، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان حينها رئيسًا للوزراء، الرئيس السوري بشار الأسد من تعرض قبر سليمان شاه للخطر، واعتبر أن ذلك سيكون تعرضا لتركيا كلها.

كما هدد رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو حينما كان وزيرا للخارجية تنظيم داعش من أي هجوم على الضريح، معتبرا ذلك هجوما على الأراضي التركية، التي سترد على ذلك الفعل، إن تم، وفق تهديده.

واليوم الأحد، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نقل "ضريح سليمان شاه" تمهيدًا لنقل الرفات مجددًا إلى قرية "آشمة" السورية غرب مدينة عين العرب (كوباني).