زنقة 20

طالب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أبو زيد المقرئ الإدريسي، الجهات المتحكمة في الإعلام أن ترفع يدها قليلا عنه، وأن تتركه على الأقل في إطار الخطوط الحمراء ويسهم بشيء ما في عملية بناء الوعي وبناء الذاكرة، التثقيف والتكوين، بدل ما يؤسسه من ذاكرة مثقوبة مهترئة ومصابة بالتهاب بفعل ما تبثه المسلسلات المكسيكية والبرامج التافهة.

وقال الإدريسي في حوار مع “بوابة البيجيدي الإلكترونية”، إن الإعلام يجب أن يكون إعلاما مستقلا، تملكه قوى وطنية مدنية، وأن يتعاقد العاملون فيه على ميثاق شرف أخلاقي، وأن يكون الخبر فيه مقدسا، مضيفا أنه لا يمكن أن يصبح الخبر مجالا للتوظيف السياسي.

وأكد المفكر الإسلامي، أن أحد المستثمرين أخبره عندما قدم طلبا لإطلاق قناة تلفزيونية، أنه قيل له دعك من دفتر التحملات، لأنه لن يسمح لأحد بأن يفتتح قناة في المغرب، إلا إذا تعهد بأن يلتزم لخمس سنوات كاملة، ألا يقدم فيها إلا الفن والرياضة، مضيفا ثم قيل له إذا لم تبتعد عن اللغة العربية الفصحى فلن يكون لك فتح هذه القناة، ولك أن تتكلم الدارجة أو الفرنسية أو الأمازيغية أو أي لغة أخرى إلا العربية الفصحى، موضحا أن الرجل انصرف عن المشروع وعاد إلى أعماله العقارية والتجارية، قائلا فهذا وجه من وجوه البؤس الإعلامي لمغرب ما بعد 20 فبراير 2011.

وقال ذات البرلماني، “رغم أننا نتبنى منذ عشر سنوات اختيارا كرنفاليا اسمه تحرير المجال السمعي البصري، ولكني لا أرى تحريرا، إذ لم يسمح لأحد بأن يفتح قناة تلفزيونية.

المفارقة أن الجزائر التي يحكمها العسكر لها مجموعة من القنوات الإعلامية الحرة. التجربة الوحيدة التي كانت هي تجربة ميدي 1 تيفي، والكل يعرف ماذا وراءها؟ ومن وراءها؟ وكيف تم بعد ذلك تأميمها؟ ثم أعيدت خوصصتها في اتجاه سيء جدا، برأسمال أجنبي. فلا يسمح لأحد في المغرب بأن يمتلك قناة تلفزيونية وأتحدث هنا من الناحية العملية وليس من الناحية القانونية”.

وحول رأيه من قضية الإعلام والاستقلالية، قال الإدريسي، “لا أستطيع أن أتحدث في المغرب عن إعلام مستقل أو حر أو نزيه، وإنما أراه موجها وفق رؤية صارمة، لأننا نذكر أن جهات بالمغرب حين اتجهت لنصرة الدارجة، اختفت كل المسلسلات التافهة التي تقدم مدبلجة باللغة الفصحى عن المكسيكية أو التركية أو غيرها، رغم أنه أنفق عليها المليارات لشرائها ودبلجتها، من طرف أذرع التغريب بالمغرب. وأنا لا أريد أن أنطلق من موقف شخصي، فأنا محاصر من طرف هذا الإعلام منذ 1996، وإنما أردت تقديم رؤية بكل موضوعية وتجرد، فالإعلام عندنا مثله مثل كثير من بلدان العالم الثالث، هو بيد جهات نافذة، وبناء على هذا، فهو يتحرك ويتصرف بناء على أوامرها وتوجهاتها”.