زنقة 20

كشفت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل ضغوطها على كل من المغرب والبوليساريو للعودة إلى طاولة المفاوضات، بعد تزايد الأخطار الإرهابية المحدقة بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

وأكدت المصادر نفسها أن الخوف من تسرب «الجماعات الإرهابية إلى منطقة شمال إفريقيا وانتشار الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) دفع أمريكا إلى مراجعة سياستها في المنطقة»، موضحة في السياق نفسه أن «الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا تقضي بإنهاء كل بؤر التوتر بالمنطقة ولو بالضغط على الدول الفاعلة في الملفات التي تشكل مصدر صراع سياسي بين دول شمال إفريقيا».

وقالت المصادر ذاتها إن اتصالات على أعلى مستوى أجراها مسؤولون أمريكيون مع أطراف النزاع في ملف الصحراء المغربية من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة قبل استئناف جولات المفاوضات، التي توقفت بعدما وصلت إلى النفق المسدود. وفسرت المصادر نفسها هذا التحول الجديد في الموقف الأمريكي، الذي كان موسوما بالحياد خلال السنوات الماضية، بكون التهديدات الإرهابية القادمة من دول الساحل والصحراء، خاصة من طرف شبكة القاعدة في المغرب الإسلامي والموالين لتنظيم الدولة الإسلامية، أصبحت أكثر خطورة من ذي قبل.

في السياق نفسه، أشارت المعطيات التي حصلنا عليها، إلى أن الضغط القوي الذي تمارسه أمريكا جاء مباشرة بعد تزايد التهديدات الإرهابية، التي أطلقتها الدولة الإسلامية بالعراق والشام باستهداف مسؤولين أمريكيين، بالإضافة إلى الحرب الأهلية والاقتتال الذي تعرفه ليبيا، «إذ تخشى من أن تصل الأسلحة المنتشرة في كل مكان إلى الجماعات الإرهابية، ولذلك تبحث عن تحالف قوي بين دول شمال إفريقيا محوره المغرب والجزائر لمواجهة الأخطار الإرهابية».

ولم تخف المصادر نفسها أن أمريكا واجهت صعوبات كثيرة وهي تحاول إقناع كل الأطراف بتقديم تنازلات سياسية قبل الشروع في المفاوضات المباشرة، إذ حاولت في البداية أن تقود جهودا على مستوى «الدبلوماسية الموازية»، عبر الاستعانة بإطارات مدنية من المغرب ومن جبهة البوليساريو بغاية تقريب وجهات النظر والبحث عن مخارج جديدة للأزمة «لا تستبعد الصيغ المطروحة لكن تسعى إلى إيجاد صيغة قابلة للتوافق بين الطرفين».

ورجحت مصادرنا أن يكون التقرير الذي سيقدمه كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء، فرصة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتضغط على أعضاء مجلس الأمن الدولي لحث أطراف النزاع على العودة للتفاوض، في أفق «إيجاد حل سياسي في أقرب الآجال» وفق تعبير المصادر نفسها. عن يومية "المساء".