التايقي لـ شباب "البام": أنتم وحدكم نقطة الضوء والوجه المشرق
زنقة 20
أبرقَ حسن التايقي، عضو قطب التنظيم، بالمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، ببريقة تحمل بين طياتها رسائل مشفرة، إلى شباب "البام"، بمناسبة ميلاد أول تنظيم شبابي للحزب.
وفي مايلي نورد نصٌ الرسالة:
بقلم: حسن التايقي.
إذا استطاع الزمن أن يسرق مني فرصة المشاركة العضوية في عرسكم الشبابي، فهو غير قادر على قتل ذلك الشاب القابع في داخلي
أيها الشباب الأمل،
واضح وأنتم في خضم حركية تأسيس منظمتكم الشبابية، تواجهون الصعاب، تتحدون العقبات، وتداعبون شموخكم بالجهد والإبداع، واضح أنكم على وعي عميق بأن إنجاح موعد مع التاريخ لا يتحقق بالأفكار النيرة والنوايا النبيلة فقط، بل يحتاج إلى يقضة الوعي، وحرارة الفعل، وعرق السواعد و توهج الحركة في دروب الواقع العنيد.
والآن و أنتم تقفون أمام نجاح إرادتكم في تأسيس منظمة شبابية ديمقراطية حداثية، يحق لكم أن تنتشوا بالغبطة والفرح على نجاحكم في ترجمة أحلامكم وأفكاركم إلى تنظيم حي نشط وواقعي، إنها حقا سعادة مثلى أن يعيش الفرد منا في دينامية منتجة تزاوج بين الفكر و الفعل ، بين الطموح و الواقع.
أيها الشباب الفذ،
لا شك أنكم في غمرة هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها حزبنا، وهو يؤسس لمنظمة شبابية واعدة، تستحضرون بخشوع التضحيات الكبيرة و المقدامة التي قدمها أجدادكم في معركة النصر بالاستقلال الوطني، ودحر الأطماع الغاشمة الأجنبية حتى يعيش وطننا في حرية وعزة و كرامة.
ولا شك كذلك، والحماسة النبيلة تذب في جنباتكم، أنكم تتذكرون باحترام جليل بطولة وشجاعة أبائكم في خوض معركة الوحدة الوطنية واستكمال استرجاع أقاليمنا الصحراوية، واستجابتهم التلقائية لنداء المسيرة الخضراء، وإنجاح الملحمة السلمية التي استكملت استقلال المغرب ووحدة أبنائه من طنجة إلى الكويرة.
إنكم شباب سليل الوطنية وثمرة العزة والكرامة، لهذا عليكم أن تفتخروا بالانتماء لهذا الوطن، وتزيدون شرفه قوة وسؤدد، فإذا كنتم اليوم تخوضون معركة استكمال البناء الديمقراطي والتحديث المجتمعي والتنمية الشاملة، فاعلموا أنها معركة التحدي والنصر، لأنكم تستمدون إيمانكم وحماسكم من الإرث النضالي النفيس لأجيال معركة الاستقلال والوحدة الترابية والديمقراطية، منذ جيل الملك محمد الخامس رحمه الله، إلى اليوم، إنكم جيل هذا الزخم النضالي الخالد، وأبناء هذا النفس التواق للحرية والتقدم، إن الحرص على الحفاظ على المكتسبات الوطنية والدفاع عن المؤسسات الديمقراطية، والمضي في نصرة التحديث وعصرنة المجتمع، هي مهام تؤكدون عبرها إخلاصكم للماضي المجيد الذي بناه أجدادكم و آباؤكم، وتأكدوا لمن مازال يحتاج إلى تأكيد، إن قوة هذا الوطن هي استمرارية تاريخية في أفاق التطور والتحديث.
أيها الشباب اليقظ،
على خطى الاستقرار والتطور، أنتم أبناء تجربة سياسية ما فتئت تتعاظم وتنضج، تجربة سياسية متميزة، تسمى حزب الأصالة والمعاصرة، عربون حب جيل جديد من الديمقراطيين لهذا الوطن، وبرهان ساطع على حيوية المجتمع المغربي وقدرته الدائمة على إنتاج وإفراز حركية مبدعة وخلاقة. وإذ تعلنون اليوم على تأسيس منظمة شبابية داخل هذا الحزب، فإنكم بدون ريب، تتذكرون الحروب العدائية التي شنت لإحباط تأسيسه، والإشاعات المغرضة التي أحاطت بنسائه ورجاله لتثبيط هممهم، تأليب الرأي العام ضد وجوده وعرقلة نموه وتطوره. وإذا كان مؤسسو ومؤسسات حزب الأصالة والمعاصرة قد نجحوا في كسب رهانهم، فلأن وعيهم كان وعيا تاريخيا ونواياهم كانت نوايا صادقة، وأهدافهم نبيلة، وسبلهم متينة، لهذا عليكم التحلي باليقظة، وهي بادية على وعيكم، لكي لا نجاري السفائف، ولا نضيع الوقت والجهد في أشباه المعارك، ولا نخاطب السفهاء، فأهدافكم ما يجعلها تستحق كل ذكائكم و نباهتكم و اجتهادكم.
إن عيون الأنهار لا تحدث القرقرة، بل الضجيج من فراغ البراميل، فلا تكترثوا بما يشاع من لغط وتشكيك، وما يروج من إحباط الهمم، ولا تهرولوا وراء متاع يبلى، لأن مصلحة وطنكم هي منارة خطاكم، ودمقرطة مجتمعكم هي المبتغى والمنتهى.
أيها الشباب الواعد،
ها أنتم تعلنون لحظة تاريخية جديدة في حياة الشبيبة المغربية الديمقراطية، هي لحظة تأسيس منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، لكن نجاح التأسيس وفرح اللحظة، لن ينسيكم بكل تأكيد، بأنكم حفدة حركة شبابية ثقافية ديمقراطية وتقدمية، راكمت العديد من أشكال النضال، ساهمت في سيادة تنشئة سياسة وثقافية أساسها الوطنية والديمقراطية واستمرت في العطاء والتأثير وصنعت الملاحم والإنجازات، وكانت صانعة لكل الأحداث والانعطافات السياسية والاجتماعية التي عرفها مغرب ما بعد الاستقلال.
لقد عرف المغرب منذ كان دولة عصرية مستقلة عدة إطارات جمعوية و ثقافية خلفت إرثا زاخرا بالتجارب الناجحة و القيم والمبادئ المضيئة، وهي تجارب وقيم و مبادئ من صميم أفقكم التاريخي، تحتاج الارتكاز عليها في انطلاقتكم الجديدة.
إنكم تستشعرون لا محالة أن إبداعاتكم الجديدة لها جذور تربوية وثقافية داخل تجربة المجتمع المغربي من أجل الديمقراطية والتحديث، وأنتم تدركون كذلك إن إرادتكم في التجديد هي تفاعل جدلي مع كل التجارب التي سبقتكم، وتصور مغاير ومتميز لاستشراف المستقبل وفق يوطوبيا جيلكم الصاعد التي هي يوطوبيا قيم العدل والمساواة والحرية والبناءة.
أنتم وحدكم الأمل، أيها الشباب، عندما تملكون إرادتكم الحرة وتضعونها قوة على ساعد الأمة.
أنتم وحدكم نقطة الضوء، أيها الشباب، عندما تحررون عقولكم من وصايا شيوخ العدمية والظلام وتضعونها سلاحا لنصرة تقدم الأمة.
أنتم وحدكم أيها الشباب الوجه المشرق، عندما تبنون أحلاما تنغرس في الجذور الثابتة للأمة كي تحلقوا بها في آفاق التنمية والتطور.
فطوبى لكم،
ودام لكم النجاح والتوفيق.