وزير الداخلية التونسي : جزائريون وراء الهجوم الارهابي على متحف 'باردو'
زنقة 20 . وكالات
كشف وزير الداخلية التونسي، عن خيوط الاعتداء الارهابي الدي راح ضحيته 23 شخصاً، حيث أعلن أن كتيبة لـ"عقبة بن نافع"، بزعامة جزائريين، هي الواقفة وراء الهجوم على متحف "باردو" و البرلمان التونسي بالعاصمة.
و أطلقت دعوات الى الوحدة الوطنية الخميس في تونس التي لا تزال تحت وطاة صدمة الهجوم الارهابي على متحف باردو في وقت رجح فيه مراقبون وجود العديد من الحواجز الحائلة دوم تحقيق هذه الوحدة وأهمها وجود الإسلاميين المتهمين بالوقوف خلف تنامي الإرهاب في التركيبة الحكومية.
ووجهت هذه الدعوات عبر الصحف والمجتمع المدني وايضا من قبل المجتمع المدني بعد هذا الاعتداء غير المسبوق منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
وقال وزير الصحة التونسي سعيد العايدي الخميس ان عدد قتلى الهجوم المسلح في متحف باردو بالعاصمة التونسية ارتفع الى 23 من بينهم 20 سائحا أجنبيا.
وكان مسلحان قد هاجما أمس الاربعاء متحف باردو بالعاصمة تونس وقتلوا سياحا من اسبانيا واليابان وكولومبيا وبولندا وجنسيات اخرى وكتبت صحيفة لابريس الناطقة بالفرنسية ان "مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ووسائل الاعلام والمواطنين مدعوون الى التصرف كشخص واحد لوضع مصالح الوطن فوق أي اعتبارات سياسية، حزبية، خاصة أو ايديولوجية".
وتجمع مئات الاشخاص مساء الاربعاء في وسط تونس للتنديد بالهجوم وهتفوا خصوصا "تونس حرة والارهابيون الى الخارج".
ودعا الاتحاد العام للشغل اكبر نقابة في البلاد الى "تعبئة كل قوى الشعب وكل هيئات الدولة لاعلان الحرب على الارهاب".
كما اعرب زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي عن قناعته بان "الشعب التونسي سيقف متحدا ازاء الوحشية".
ويرى مراقبون أن هذه الدعوات لا يمكن ان تساهم في تحقيق مصالحة سياسية واجتماعية مادامت بعض الملفات المتعلقة بعمليات ارهابية عالقة دون الكشف عن هوية من دبر لها ومن نفذها.
الى جانب ضرورة كشف الجهات السياسية الداعمة للارهاب وتسميتها على الملأ.
وأكد هؤلاء أن وجود حركة النهضة في حكومة الحبيب الصيد يعد حاجزا أمام بعض المكونات السياسية والاجتماعية التي توجه اصابع الاتهام الى الحركة الاسلامية بالمساهمة في تنامي الارهاب عبر غض الطرف عن نشاطات السلفيين المتشددين ابان حكم الحركة مع حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض.
ولطالما نبهت القيادات الأمنية في عهد حكومتي حمادي الجبالي والعريض الى وجود خلايا نائمة تستعد للقيام بعمليات ارهابية في تونس لكن هذه النداءات قوبلت باستخفاف حكومي انذاك.
واغتيل القياديين اليساريين بالجبهة الشعبية اليسارية المعارضة في تونس شكري بلعيد يوم 6 فبراير/شباط 2013 ومحمد البراهمي ويوم 25 يوليو/تموز من العام نفسه.
وتتالت العمليات الارهابية في تونس وتنوعت وسط ارتياب كبير من تفاقم الظاهرة وضربها للنمط المجتمعي في تونسي.
ووجه العديد من السياسيين المعارضين في وقت سابق الاتهامات الى صقور حركة النهضة التي تبنت خطابا متشددا وعرفت بوضع بيئة خصبة للمتشددين. ولطالما عرف القيادي في حركة النهضة بخطاباته التكفيرية ونظرته المتشددة الاقصائية.
والهجوم على المتحف غير مسبوق في تونس منذ نيسان/ابريل 2002 عندما شهدت البلاد هجوما انتحاريا على كنيس في جربا (جنوب) اسفر عن مقتل 14 المانيا وفرنسيين اثنين وخمسة تونسيين وتبناه تنظيم القاعدة.
كما انها المرة الاولى منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011 التي يستهدف فيها مدنيون في الوقت الذي تشكل فيه البلاد مثالا للاستقرار والانفتاح في العالم العربي خصوصا وان غالبية الدول التي شهدت ربيعا عربيا غرقت في الفوضى والقمع.
وافادت مصادر من الحماية المدنية انه تم العثور على سائحين اسبانيين سالمين صباح الخميس بعد ان كانا مختبئين في متحف باردو طوال الليل.
وأعلنت وزيرة الثقافة التونسية الخميس ان متحف باردو في العاصمة التونسية الذي استهدفه اعتداء قتل فيه 21 شخصا بينهم 20 اجنبيا الاربعاء، سيعيد فتح ابوابه الثلاثاء المقبل على ابعد حد.
واعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد ان منفذي الهجوم هما ياسين العبيدي وحاتم الخنشاوي. واشار المتحدث باسم وزارة الداخلية انهما "على الارجح" تونسيين.
وصرح الصيد لاذاعة ار تي ال الفرنسية "حددنا هويتيهما. انهما هذان الارهابيان. لكن ليس من الممكن القول في الوقت الحالي ما اذا كانا ينتميان الى هذه المنظمة الارهابية او تلك"، موضحا ان العبيدي معروف من اجهزة الشرطة.
وكان رئيس الوزراء اشار الاربعاء الى شريكين او ثلاثة لمنفذي الهجوم لكن لم يعط اي معلومات حول العمليات الجارية من اجل تحديد هويتهم.
ولم تشر الحكومة على الفور الى اي ثغرات امنية خصوصا وان المتحف مجاور لمبنى البرلمان. وقد وقع الهجوم خلال انعقاد جلسة لمسؤولين عسكريين والقضاء حول اصلاح قانون مكافحة الارهاب المقرر منذ اشهر لكن يتم ارجاؤه كل مرة.
ولم تعلن اي جهة تبنيها للهجوم الذي يستهدف احد ابرز المعالم السياحية في البلاد الا ان تونس تتصدى منذ اكثر من عامين لـ"كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب السلامي والمتحصنة منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي (اعلى قمة في تونس) على الحدود مع الجزائر.
وبحسب السلطات التونسية فان هذه المجموعة حاولت اقامة "أول امارة اسلامية في شمال افريقيا بتونس"، مشيرة من ناحية ثانية الى ان ما بين الفين وثلاثة آلاف تونسي انضموا الى صفوف مجموعات اسلامية متطرفة تقاتل في سوريا والعراق وليبيا، بينهم 500 عادوا الى تونس التي تعتبرهم أحد اكبر التهديدات لأمن البلاد.
يذكر انه في نيسان/ابريل 2002 خلف اعتداء انتحاري على معبد يهودي في جزيرة جربة (جنوب شرق) 21 قتيلا هم 14 المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان، في هجوم تبنته يومها القاعدة.