مدرس هندي يركب دراجته لتعليم الأطفال الفقراء
زنقة 20
يقطع اديتيا كومار يومياً مسافة 64 كيلومتراً على دراجته الهوائية القديمة المحملة بالكتب ومقتنياته القليلة، ليوفر التعليم لأطفال الهند الفقراء، فقد كرس خريج كلية العلوم هذا حياته للتعليم في أحياء مدينة لوكناو الفقيرة المترامية الأطراف في شمال الهند التي تعيش فيها بعض أفقر الجماعات في البلاد.
هو لا يتقاضى أجرا في مقابل هذه الدروس التي يعطيها في كل أرجاء المدينة، راكنا دراجته أينما توفر ليعطي درساً ارتجالياً في الهواء الطلق.
ويقول كومار لوكالة فرانس برس خلال أحد هذه الدروس أمام مجموعة من التلاميذ الذين يصغون بإمعان "هؤلاء الأطفال لم يدخلوا يوما إلى صف عادي في المدرسة، وإلى حين لقائي بهم لم يكن لديهم أي سبب لزيارة المدرسة".
فيما يشكل الفقر كذلك دافعاً رئيسياً لعدم الالتحاق بالمدرسة إذ تضم الهند أكبر عدد من الأطفال الذين يعملون في العالم.
كومار الذي لا يعرف عمره بالتحديد لكن يظن أنه أربعيني، يدير هذه المدرسة النقالة منذ قرابة العقدين من دون أن يعتمد منهجاً محدداً أو كتباً رسمية،
ومعظم تلاميذه دون سن العاشرة ولم يتلقوا أي تعليم في السابق.
وهو يعلمهم اللغة الإنكليزية لتدبير أمورهم والرياضيات لتحسين مستواهم التعليمي ليخولهم الالتحاق بمدرسة عادية.
وتفيد الأرقام الرسمية أن 97% من الأطفال الذين هم في سن الذهاب إلى المدرسة الابتدائية، ملتحقون بها إلا أن الناشطين في هذا المجال يؤكدون أن الأرقام في الواقع أقل بكثير من ذلك.
ويرحب المدافعون عن حقوق الطفل بجهود كومار المنفردة وبينهم المدرسة روب ريخا فيرما التي تقول أن التدريس من على دراجة هوائية "ليس بالمهمة السهلة".
ويحصل كومار لقمة العيش من خلال دروس خصوصية لتلاميذ آخرين، لكنه يعيش خصوصاً على هبات وينام في الشارع شأنه في ذلك شان الكثير من تلاميذه.
ويقول كومار لوكالة فرانس برس "لقد اعتدت على ذلك وتعلمت فن الصمود والاستمرار".