زنقة 20 . وكالات

هيمنت عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، التي تشنها 8 دول عربية، بقيادة السعودية، في اليمن، على اجتماع وزراء الخارجية العرب في مدينة شرم الشيخ المصرية (شمال شرق)، اليوم الخميس، تحضيرا للقمة العربية العادية في دورتها السادسة والعشرين يومي السبت والأحد المقبلين.

وخلال الاجتماع، الذي دام حول الساعة قبل إغلاق الجلسة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن هذه العملية العسكرية (التي بدأت في وقت مبكر اليوم) "تستند إلي ميثاق الجامعة العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن، وإلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك".

ومضى العربي قائلا إن هذه العملية "تمت بطلب مسبق بإخطار الرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي) للجامعة العربية".

وتنص المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك على أنه "تطبيقا لأحكام المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية والمادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة. يخطر على الفور مجلس الجامعة ومجلس الأمن بوقوع الاعتداء وما اتخذ في صدده من تدابير وإجراءات بجانب تشاور الدول المتعاقدة فيما بينها، بناء على طلب إحداها كلما هددت سلامة أراضى أيه واحدة منها أو استقلالها أو أمنها.

وفي حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها، تبادر الدول المتعاقدة على الفور إلى توحيد خططها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التى يقتضيها الموقف".

وبحسب العربي، فإن العملية العسكرية "تقصد أهدافا محددة ضد انقلاب الحوثيين (جماعة أنصار الله التابعة للمذهب الزيدي الشيعي)، استجابة للرئيس اليمني عبد منصور هادي بعد فشل كل المحاولات للحد من انقلاب جماعة الحوثين".

وبشأن أسباب "عاصفة الحزم"، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن "ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات بالغة الخطورة لم تكن لتقف عند حدود اليمن، إن لم يتم تداركها من خلالِ تحرك سريع وفاعل".

وتابع بقوله: "شهد اليمن اضطرابات سعى على إثرها الأشقاء فى الخليج بدعم من القوى اليمنية الوطنية إلى صياغة مبادرة هدفت لوضع اليمن على طريق الاستقرار والتحول الديمقراطى، إلا أن بعض المتآمرين فى الداخل والطامعين فى الخارج أرادوا اختطاف اليمن وتحدى ارادة أبنائه واقصائهم".

وقال شكري إن بلاده أعلنت عن "دعمها سياسيا وعسكريا" لعملية "عاصفة الحزم"، ومستعدة  للمشاركة بـ"قوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر على ضوء المسئولية التاريخية والراسخة تجاه الأمن القومى العربى وأمن الخليج العربى".

بدوره، قال وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، إن "الاستجابة لطلب اليمن في مساندته جاء في إطار تقديم المساندة العربية والدولية لحماية اليمن أمام التهديدات والاعتداءات التي قام بها الحوثيون على الأراضي اليمنية".

ورأى الصباح أن "استمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف يستوجب سرعة التحرك واتخاذ التدابير لإعادة الأمن والاستقرار لليمن كما نصت قرارات مجلس الأمن".

وعلى هامش الاجتماع، قال وزير الخارجية اليمني بالوكالة، رياض ياسين، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن هذه "عملية اضطرارية ومحدودة إن شاء الله.. من أجل تثبيت الشرعية في اليمن.. من أجل إنقاذ اليمن من السقوط في الهاوية.. وضد أي أجندة تريد أن تلعب بالمنطقة وتحولها إلى بؤرة توتر وانفلات أمني".

وتابع بقوله إن "الباب مفتوح الآن للحوار في اليمن والعودة إلى الحوار الوطني والتفاهمات بعد عملية عاصفة الحزم، التي تقودها السعودية ويشارك فيها عدد من الدول العربية، لردع الحوثيين بعد انقلابهم على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادى".

بينما قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في تصريحات صحفية، إن بلاده لن تشارك في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد معاقل الحوثيين في اليمن. قبل أن يضيف أن "الحوثيين هم طرف أساسي في المعادلة السياسية اليمنية، لذلك يركز الجزائر على ضرورة إجراء الحوار السياسي.. سيضطر الجميع إلى العودة إلى الحوار؛ لأن الحوار ضروري".

بينما أعلن وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، رفض بلاده للعملية العسكرية في اليمن، بقوله إن "استخدام السلاح خارج كل دولة سيضع كل دولة من البلدان على مرحلة جديدة وعسكرة الخلافات السياسية".

وفي تصريحات للصحفيين قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب، حسم الجعفري الأمر قائلا:  "نحن مع الجهود السياسية، وأن تكون جهود بحجم القمة العربية تعمل على حل أزمة اليمن".

وتقود العراق حكومة شيعية، تدعمها الجارة إيران، التي تدعم جماعة الحوثي في اليمن.

وتشارك في عملية "عاصفة الحزم"، 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".

فيما أبدت مصر وباكستان استعدادهما للمشاركة بقوات برية وأعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي.