هذه دلالات تمثيل بنكيران الملك محمٌد السادس في القمة العربية
زنقة 20 . وكالات
مثلَ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الملك محمد السادس، في أشغال القمة العربية بشرم الشيخ، يومي السبت والأحد، 27 / 28 مارس الجاري، ما دفع مراقبين ووسائل إعلام إلى تحليل دلالات وخلفيات تكليف بنكيران تحديداً بتمثيل رئيس الدولة، في هذه القمة العربية.
وكان بنكيران قد تم استقباله، مساء الجمعة 26 مارس الجاري، في مطار شرم الشيخ الدولي، من طرف رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، الشيء الذي فسره البعض بأن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حاول "تفادي" استقبال بنكيران، بينما اعتبر آخرون الأمر عادياً بحكم قواعد البروتوكول.
ويتساءل الرأي العام السياسي في المغرب، إن كان الرئيس المصري سيستقبل رئيس الحكومة المغربي، على هامش أعمال القمة العربية، خاصة أنه لم يسبق للرجلين أن التقيا من قبل، حيث إن العاهل المغربي كلف مرتين وزير الخارجية، صلاح مزوار، بالذهاب للقاهرة ولقاء السيسي.
وكانت المرة الأولى عندما كلف ملك المغرب مزوار، بتمثيله في حفل تنصيب السيسي رئيساً لمصر، ولم يكلف رئيس الحكومة، والثانية عندما استقبل السيسي مزوار في قصر الاتحادية في شهر يوليو/تموز الماضي، لتسلم رسالة شفوية من العاهل المغربي.
واعتبر محللون أن هذه اللقاءات مع السيسي، التي مثل فيها وزير الخارجية الملك المغربي، وغاب فيها بنكيران الذي يتزعم حزب "العدالة والتنمية" ذا المرجعية الإسلامية، كونها رفعت عن هذا الأخير "الحرج"، باعتبار موقفه من وصول السيسي للحكم، حيث وصف حينها ما جرى في مصر بـ"الانقلاب".
ورأى المحلل والأستاذ في جامعة مراكش، محمد نشطاوي، أن تكليف بنكيران بتمثيل الملك في قمة شرم الشيخ يحتمل قراءات مختلفة، "الأولى أن هذا التكليف بمثابة ضغط على بنكيران للتعامل مع النظام المصري، الذي انقلب على المشروعية القانونية والشرعية الشعبية التي جسدها وما زال الرئيس المعزول محمد مرسي".
وتابع نشطاوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن هذا التكليف "رسالة لدول الخليج بأن التجربة المغربية التي أشركت الإسلاميين تعتبر ناجحة بكل المقاييس، وأن لا خوف من احتوائهم وإشراكهم في الحكم، ولمَ لا؟ دفعهم لتغيير بعض مواقفهم، كما هو الشأن مثلاً في التعامل مع نظام انقلابي عارضوه علانية".
أمّا القراءة الثالثة، فبحسب نشطاوي، يمكن أن تتمثل في "طمأنة الخليجيين بأن الإسلاميين بإمكانهم العمل معهم جنباً إلى جنب في محاربة الإرهاب، حتى إن اختلفت الرؤى حول مفهوم الإرهاب، وتداعيات تمدد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، بل والمشاركة في القوة العربية المشتركة المزمع إنشاؤها".
بدورها، اهتمت الصحف المغربية أيضاً بدلالات تمثيل بنكيران الملك في قمة شرم الشيخ، ومن ذلك ما اعتبره مدير نشر جريدة "أخبار اليوم" توفيق بوعشرين، الذي اعتبر أن "الملك أعطى هدية لبنكيران ليسوق صورة أخرى عنه، باعتباره زعيم حزب محافظ، إسلامي، لكنه ليس أصولياً".
واستطرد بوعشرين، في مقال له، مؤكداً أن "حضور بنكيران القمة العربية رسالة فحواها أن الملك يظهر للعرب خصوصية المغرب، وقدرته على تخطي آثار الربيع العربي، وانفتاحه الديمقراطي حتى على الإسلاميين، الذين يشكلون عقدة في منشار جل الأنظمة العربية".
وتناقش قمة شرم الشيخ العديد من الملفات الراهنة، على رأسها تحديات الأمن القومي العربي، وتطورات القضية الفلسطينية، وتطورات الوضع في سورية وليبيا، وأيضاً اليمن، خاصة في خضم عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد "الحوثيين".