هذه تفاصيل زيارة محمد السادس لغينيا وهذا ماتناقشه مع الرئيس ألفا
زنقة 20
قامَ الملك محمد السادس من 3 إلى 5 مارس 2014 بزيارة رسمية لغينيا. وتندرج هذه الزيارة في إطار التعزيز الضروري لروابط الصداقة والتعاون ، بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا.
وخلال هذه الزيارة، أشرف القائدان على تدشين مستشفى طبي جراحي ميداني، أقامته بكوناكري القوات المسلحة الملكية، بتعليمات من الملك محمد السادس.
كما ترأس القائدان حفل تسليم المكتب الشريف للفوسفاط لهبة هي عبارة عن أسمدة ومكملات غذائية حيوانية، وتدشين وحدة لتحويل الحبوب بهدف تحسين الإنتاج الفلاحي ومواكبة جهود فخامة البروفيسور ألفا كوندي الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي في جمهورية غينيا.
كما قام القائدان بزيارة وحدة إنتاج الإسمنت (سيماف) وأعطيا الانطلاقة لأشغال بناء 2500 سكن ، من قبل مجموعة مغربية.
إثر ذلك، ترأس الملك محمد السادس والرئيس ألفا كوندي حفل التوقيع على اتفاقيات ثنائية في العديد من الميادين، ولاسيما الضرائب والنقل والماء والطاقة والفلاحة والصناعة والتكوين المهني. وتفتح هذه الاتفاقيات آفاق جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين.
وأجرى القائدان مباحثات مثمرة على انفراد، قاما خلالها بتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية، وكذا قضايا إفريقية ودولية ذات الاهتمام المشترك.
وعبرا عن ارتياحهما لعلاقات الصداقة والتعاون التي جمعت على الدوام البلدين وجددا التأكيد على إرادتهما في تعزيزها وتعميقها بهدف إرساء شراكة استراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا.
وأشادا بحرارة بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني والرئيسين الراحلين أحمد سيكو توري ولانسانا كون ، الذين أرسوا وعززوا عرى الصداقة والتضامن الفعال بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا.
وقدم البروفيسور ألفا كوندي عرضا مستفيضا حول الوضع في غينيا ، مبرزا بصفة خاصة الانتخابات التشريعية التي جرت ، في جو من الهدوء ، خلال شهر شتنبر 2013 ، مدشنة بذلك مرحلة هامة على درب عودة الاستقرار السياسي وتكريس الديمقراطية في البلاد.
ونوه رئيس جمهورية غينيا ، من جهة أخرى ، بـ"الإصلاحات الهيكلية الهامة" التي عرفتها المملكة بقيادة الملك محمد السادس في مختلف المجالات والتي تضع المغرب بشكل لا رجعة فيه على سكة الرخاء والسلم الاجتماعي.
وبخصوص قضية الصحراء، عبر الرئيس ألفا كوندي عن دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الشخصي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية متفاوض بشأنها لهذا النزاع، تماشيا مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .
وفي هذا الصدد ، أعرب عن دعمه للمبادرة المغربية الرامية إلى منح حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء ، والتي تعتبر مجهودا جديا وذا مصداقية للمغرب بهدف التوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع.
كما أبرز الرئيس ألفا كوندي الدور الهام الذي تضطلع به المملكة المغربية من أجل وحدة القارة ، وأعرب عن التزامه بالعمل على عودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي، في احترام للوحدة الترابية للمغرب.
ومن جانبه، نوه الملك محمد السادس بالمبادرات الشجاعة الرئيس الغيني التي تتوخى إعطاء دفعة جديدة للتنمية السوسيو- اقتصادية لغينيا ، وأكد جلالته دعم المملكة المغربية لها.
وسجل القائدان الضرورة الملحة لتوطيد مكتسبات الماضي والنهوض بتعاون نموذجي بين البلدين على مستوى القطاعين العمومي والخاص ، وذلك من أجل إرساء الشراكة الجديدة التي يتطلع لها الشعبان .
وفي هذا السياق، أعطى الملك محمد السادس والرئيس ألفا كوندي، تعليماتهما إلى حكومتي البلدين من أجل عقد الدورة السابعة للجنة المشتركة خلال سنة 2014، وقررا إنشاء مجلس مغربي غيني للأعمال مكلف بالعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأشاد فخامة البروفيسور ألفا كوندي بسياسة الهجرة الجديدة التي اعتمدها المغرب، وعبر عن دعمه لإطلاق التحالف الإفريقي حول الهجرة والتنمية وانخراطه الفعال في هذه المبادرة الخلاقة .
واتفق الرئيس ألفا كوندي والملك محمد السادس، على توحيد جهودهما من أجل إرساء مناخ ملائم لتحقيق تنمية منسجمة ومستدامة بالقارة .
وفي هذا الإطار ، جدد القائدان التأكيد على التزامهما بدعم كافة المبادرات الإقليمية والجهوية والدولية، الهادفة إلى الحد من المخاطر التي تهدد السلم والاستقرار والأمن بغرب إفريقيا ومنطقة الساحل.
وعبر الملك محمد السادس والرئيس ألفا كوندي، عن قلقهما لتدهور الوضع الأمني والإنساني بجمهورية إفريقيا الوسطى، ووجها نداء من أجل إطلاق سريع لعملية حفظ السلام للأمم المتحدة بهدف مواكبة عملية الانتقال لإرساء السلم والأمن في هذا البلد الشقيق.
كما عبر القائدان عن تشبثهما بالمثل النبيلة لمنظمة التعاون الإسلامي، وعن ارتياحهما للنجاح الذي حققته الدورة الأربعون لمجلس وزراء الشؤون الخارجية بكوناكري.
وجدد الملك محمد السادس و الرئيس ألفا كوندي دعمهما المتواصل للقضية الفلسطينية العادلة ، وعبرا عن ارتياحهما لانعقاد الدورة العشرين للجنة القدس في مراكش يومي 17 و18 يناير 2014 ، والتي مهدت السبيل وحددت الوسائل الكفيلة بالتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المناضل والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة.
كما بحثا الوضع في سورية ، ودعوا بقوة إلى العمل على وضع حد لما يرتكب من فظاعات ،وذلك من أجل تجنيب الشعب السوري حربا أهلية ستكون لها عواقب مأساوية سواء على سورية أو المنطقة برمتها.
وفي هذا الصدد، أكد الجلالةالملك محمد السادس والرئيس ألفا كوندي أن المقاربة المتعددة الأطراف تظل البديل الوحيد لرفع التحديات العددية التي يواجهها العالم المعاصر.
ولهذه الغاية ، شدد الجانبان على ضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة بهدف جعلها في مستوى الاستجابة للمتطلبات الراهنة .
وأعرب الملك محمد السادس عن شكره للبروفيسور ألفا كوندي وللشعب الغيني على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال مقامه في غينيا .
ودعا الملك صديقه وشقيقه البروفيسور ألفا كوندي للقيام بزيارة رسمية للمملكة المغربية.
وقد رحب الرئيس ألفا كوندي بهذه الدعوة الكريمة . وسيتم تحديد موعد الزيارة عبر الطرق الدبلوماسية”.