القصة الكاملة لشبكة زاز لتهريب المكالمات الهاتفية.. أسس شركة في جبل طارق وأخرى في المغرب وكبد "وانا" و"اتصالات المغرب" و"ميدتيل" 30 مليارا في سنة وحدة


زنقة 20

تلقى كريم زاز، المدير العام السابق لشركة "وانا"، الموجود حاليا رهن الاعتقال بسجن عكاشة، عبر شركته المسماة "ميلتي كال" تحويلات مالية من شركة "تيلي فيا" ناهزت 4 ملايير و600 مليون سنتيم ومن شركة "أنستيليا تيليكوميناكسيون" مبلغ 306 ملايين سنتيم. كما تلقى من شركة "زافير أركان" حوالي 28 مليون سنتيم، ومن شركة "فيا فواب إن إس" تلقى ما يناهز 153.6 مليون سنتيم ومن "إي بي إم" الموجودة في ألمانيا 33 مليون سنتيم.

أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، يوم 5 مارس الجاري، في حالة اعتقال أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء (المحكمة الزجرية بعين السبع) من أجل تكوين عصابة إجرامية مختصة في تهريب المكالمات والمسّ بنظم المعالجة الآلية للمعطيات والتزوير واستعماله، كلا من كريم الزاز، المدير العام السابق لشركة "وانا"، وربيع نور، أحمد الناصيري، أحمد أبو بدر، لحسن الرّفاس، نور الدين زعيم ساسي (مهاجر مغربي ورجل أعمال) وهشام التويجري ويوسف حنان وعزّ الدين الديني وسمير عيش، وأخيرا أحمد ودون.

تفاصيل الواقعة
 

كشفت معطيات حصلت عليها "صحيفة الناس" أن التحقيقات في هذا الملف انطلقت منذ حوالي سنتين وبالضبط يوم 28 يونيو 2012، بناء على تعليمات من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، حيث فتحت عناصر الفرقة الوطنية تحقيقا في الموضوع، استنادا إلى شكاية وضعتها شركة "وانا كوربرايت"، الفاعل المغربي الثالث في مجال الاتصالات، ضد شركات "سيارت" و"أش كوم" و"فيد واد"، تتهمها من خلالها بالتلاعب، بتهريب المكالمات الهاتفية الدولية عبر شبكات الهاتف المحمول.

وجاءت هذه الشكاية عقب اكتشاف عمليات التهريب، استنادا إلى بحث معمّق ومراقبة شاملة للشبكة التابعة لشركة "وانا"، أشرف عليها خبراء وتقنيون تابعون للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، استجابة لطلب تقدّمت به شركة "وانا"، بعدما رصدت عمليات قرصنة طالت مكالمات هاتفية تابعة لها، عبر مُعدّات وآليات لتهريب المكالمات الهاتفية في اتجاه الخارج، تم تحديد مكانها بالعنوان رقم 4، شارع خليفة بن إسماعيل، حي مولاي رشيد في الدار البيضاء (وهي الآليات التي تم حجزها في عمليات تدخّل لعناصر الشرطة القضائية في أمن مولاي رشيد).

بينت التحقيقات أن هشام التويجري، ابن محمد التويجري، مالك المنزل حيث تم ضبط الآليات، ظل يصرّح طيلة مراحل التحقيق بأنه لم يستعمل هذه الآليات من قبَل شركة يملكها للإعلاميات.

من جهة أخرى، كشف التقرير الذي أعدّه فريق الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن هذه الآليات والمعدّات قد استعملت كقاعدة بيانات لشركة "وانا" من قبَل شركة "سيارت" المتاخم للعنوان الأول، حيث وجدت الآليات، وهو (رقم 3 شارع خليفة بن إسماعيل حي مولاي رشيد).

هذه الشركة المسجلة في اسم ربيع نور وأحمد الناصيري، الإطارين السابقين في شركة "وانا" لها صلة مباشرة بشبكات التواصل عبر الأنترنت ذي الصبيب العالمي المرتفع. وقد تم تسجيل الطلب لدى الفاعلين العالميين من طرف عز الدين المتوكل، الإطار السابق في شركة "وانا" جرى توقيفه.

تحقيقات الفرقة الوطنية

كشف تحليل المكالمات الهاتفية والرّسائل النصية أنها تتم في المغرب من قبَل شركتين يديرهما كريم الزاز، المدير السابق لشركة "وانا"، ويتعلق الأمر بشركة "كونتاكت كليون"، وهي فرع لمجموعة "لوغان إل تيدي"، التي جرى تأسيسها في جبل طارق، أما الشّركة الثانية فاسمها "ميلتي كال"، التي جرى تأسيسها في مدينة الدار البيضاء، وقد جرى تأسيسها من قبَل صديقه لحسن الرفاس، الذي يمارس رفقته رياضة القفز بالمنطاد من الطائرات..

حددت تحقيقات المكتب الوطني لمكافحة الجرائم المالية والاقتصادية في الفرقة الوطنية هوية عنصر آخر ضمن الشبكة انطلاقا من الخارج، ويتعلق الأمر بعمر الفتح، الذي يملك شركة تدعى "تيلي فيا"، في فرنسا. وقد صدرت مذكرة بحث دولية في حق الفتح، الموجود في حالة فرار..

وبينت التحريات أن عمليات تهريب وقرصنة المكالمات الهاتفية تتم من البلدان المرسلة لهذه المكالمات الدولية عبر اعتراض المكالمات وإعاقة مرورها، سواء عبر شبكات الهاتف المحمول وتوجيهها نحو شبكات الأنترنت وتحويلها إلى مكالمات محلية، والهدف هو الاستفادة من الفرْق بين المكالمة الدولية والمكالمة المحلية..

تتم الاستفادة منه هذا الفارق في التسعيرتين واسترجاعه عبر الفاعلين الدوليين في المجال على مستوى البلدان المرسلة للمكالمات عبر شركة "تيلي فيا" لصاحبها عمر الفتح، التي تعمل على تحويل هذه المبالغ في حسابات الشّركات التي يملكها أفراد الشبكة، خصوصا تلك التي يملكها كريم الزاز "تيلي كونتاكت" و"ميلتي كال"، الذي يؤدي أجور المتورّطين من أعضاء الشبكة.
وفي هذا الإطار أظهرت التحقيقات أن شركة "كونتاكت كليون"، لمالكها كريم الزاز، وزّعت ما بين 2010 و2011 تحويلات مالية بنكية قيمتها 730 مليون سنتيم لفائدة شركة "سبرينت كال"، لمالكها يوسف حنان، و426 مليون سنتيم لفائدة "أش كوم"، لمالكها أحمد أبو بدر، كما حولت مبلغ 385 مليون سنتيم لفائدة شركة "سيارت" و83.6 مليون سنتيم لفائدة "أو دي.كم" لمالكها عز الدين الديني و26.3 مليون سنتيم لفائدة "عيش فون"، لصاحبها سمير عيش، وكذا مبلغ 80 مليون سنتيم لفائدة كريم الزاز.
كما تم تحويل مبلغ مالي يقدر بـ542 مليون سنتيم لفائدة نور الدين زعيم ساسي، الذي لديه سمعة سيئة في مجال النصب والاحتيال، حيث قدّم يوم 9 يناير 2014 لوزير العدل والحريات معلومات عن شبكة مزعومة تنشط في مجال تهريب الأسلحة والمخدّرات ما بين المغرب وموريتانيا..
تلقت الشركة الأخرى لكريم الزاز، المسماة "ميلتي كال" تحويلات بنكية من شركات "تيلي فيا" ناهزت 4 ملايير و600 مليون سنتيم ومن شركة "أنستيليا تيليكوميناكسيون" مبلغ 306 ملايين سنتيم، ومن شركة "زافير أركان" تلقت حوالي 28 مليون سنتيم، كما تلقت من شركة "فيا فواب إن إس" ما يناهز 153.6 مليون سنتيم ومن "إي بي إم" الموجودة في ألمانيا 33 مليون سنتيم.
أرسلت الشركة نفسها تحويلات مالية لفائدة شركة "سيارت" تقدر بحوالي مليار ونصف مليار سنتيم، وحوالي مليارين لفائدة شركة "عيش فون" ومليار و304 ملايين سنتيم لفائدة "أش كوم" ومليار و600 مليون سنتيم لفائدة "أو دي كوم"، كما تسلمت شركة "سبيرنت كال" 87.6 مليون سنتيم، كما حولت حوالي 60 ألف درهم لفائدة نور الدين زعيم ساسي و312 مليون سنتيم لفائدة سمير عيش.
وبينت تحرّيات الفرقة الوطنية أن شركة "سيارت" تستعمل رقم سجل تجاري مزورا لدى مصالح الضّرائب والمؤسسات البنكية والشركاء التجاريين للشركة.

الاستماع إلى المتهمين

خلال عمليات الاستماع إلى الأسماء المتورّطة في هذه القضية، حاول الجميع إنكار التهم الموجهة لهم، خاصة تهمة تهريب المكالمات الهاتفية الدولية.. لكن التحريات في العقود المُبرَمة بين أفراد الشّبكة، خاصة العقود المرتبطة بما يسمي المساعدة التقنية وتقديم خدمات تقنية، كشفت أن تلك العمليات وهمية من أجل تحويل الأموال إلى الخارج.

ولم يستطع كريم الزاز وشركاؤه تبرير تحويل مالي يصل إلى مليارين و100 مليون سنتيم توصّل بها الزاز عبر حسابه البنكي من طرف أحمد الناصيري وربيع نور، حيث برر هذا التحويل بأنه عبارة عن سلف منحه الاثنان لفائدته من أجل بناء فيلا في مدينة الدار البيضاء.

وفي السياق ذاته، لم يقدم هشام تويجري، مسير شركة "سيارت"، أي توضيحات بخصوص العمليات المرتبطة بالحسابات البنكية للشركة.

أما لحسن الرفاس، المسير لشركة "ميلتي كال"، التي تعود ملكيتها إلى كريم الزاز، فبرّر التحويلات المالية التي تتلقاها الشركة من الخارج بأن تبيع بطائق تعبئة الهاتف بواسطة الأنترنت، حيث يجري إرسال "شفرات" التعبئة إلى شركات "تيلي فيا" و"إيستيلا" و"فيفا فواب" و"إ بي إم"، الذين يبيعون هذه البطائق للمهاجرين المغاربة بالخارج بأثمنة مناسبة للاتصال بأقاربهم المقيمين في المغرب.

لقد بينت التحرّيات أن عمليات تحويل الرسائل النصية وتهريب المكالمات الهاتفية تتم عبر ثلاث شركات وهي "سيارت" و"أش كوم" و"فود واد". كما كشفت التحريات أن التحويلات البنكية، خصوصا بعض المبالغ الخيالية، لا تتطابق مع نشاط الشركات موضوع التحقيق.

كما تم الوصول إلى عقود وهمية وفواتير مزورة من أجل تبرير التحويلات المالية من وإلى الخارج. كما حُجزت لدى الشركات الثلاث الآليات التقنية التي تستعمَل في تهريب المكالمات الهاتفية.

سعيد العجل لـ"صحيفة الناس".









0 تعليق ل القصة الكاملة لشبكة زاز لتهريب المكالمات الهاتفية.. أسس شركة في جبل طارق وأخرى في المغرب وكبد "وانا" و"اتصالات المغرب" و"ميدتيل" 30 مليارا في سنة وحدة

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور