إنفراد/حصري : هكذا غضبت مالي من محمد السادس وكادت تلغي زيارته ولهذا لم تعلن عن دعمها للحكم الذاتي بسبب إلياس العماري
زنقة 20 . الرباط
علم موقع "زنقة 20"، من مصدر موثوق بالحركة الوطنية لتحرير أزواد بمالي، ان "مالي كادت تلغي زيارة الملك لباماكو، بسبب إلياس العماري".
و اعتبر المصدر الذي فضل عدم الكشف عن إسمه لموقع "زنقة 20"، أنَ "إلياس العماري كان وراء إستقدام رئيس الحركة الوطنية لتحرير أزواد و إستقباله من قبل الملك"، مضيفاَ، "إلياس إلتقى بقادة الحركة بالعاصمة البلجيكية بروكسل ورتبها هناك لقائهم بمالي، قبل أن يسافر إلى شمال مالي للقائهم و الإعداد لإستقدام رئيسهم "بلال اغ الشريف" للقصر الملكي بمراكش.
وحال ‘ستقبال "أك الشريف" من قبل الملك بمراكش، ثارت ثائرة حكومة باماكو، لعدم إعلامها بالأمر من قبل سلطات الرباط، بإستقبال حركة تصارع سلطات باماكو حول الحكم، مما أغضب قيادات الدولة بمالي، حسب مصدرنا.
مصدرنا الموثوق، أكد أن "إلياس العماري" كاد يُوقع القصر الملكي في مواجهة دبلوماسية مع باماكو، بسبب "التسرع و القفز" في مراحل استقدام رئيس الحركة الازوادية، دون علم السلطات المالية الرسمية، كما تقتضي الأعراف السياسية"، يضيف مصدرنا.
سلطات باماكو، سارعت إلى اجتماعات مغلقة بقياداتها، لبحث أمر استقبال ملك المغرب لرئيس الحركة "الانفصالية"، و هو الأمر الذي دفع إلى تأجيل زيارة الملك لهذا البلد ليومين عن التاريخ المحدد، و هي المدة التي توصلت فيها سلطات باماكو بتوضيحات سريعة من الرباط قبل حلول الملك ضيفا عليها.
إنشقاق بالحركة الأزوادية مباشرة بعد إستقبال الملك.
مصدرنا، يضيف أنَ حركة "أزواد" عرفت إنشقاقا في هياكلها، ساعات فقط بعد إعلان إستقبال الملك برئيسها بالرباط، حيث أسس "إبراهيم محمد صالح"، مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة، فور لجوءه للجزائر، حيث اعلن من هناك انشقاقه عن الحركة و تأسيس حركة بديلة.
مصدرنا نفسه، أضاف ان القائد المُنشق كان قد تورط في قتل الصحفيين الفرنسيين، بشمال مالي، بعدما تم "تسويفه" من قبل قادة الحركة، و عدم توصله بنصيبه من الفدية التي دفعتها الشركة الفرنسية للطاقة النووية "اريفا"، و التي قدرها مصدرنا بعشرين مليون دولار، و كان رد فعله عنيفا، أدى به إلى قتل الصحفيين الفرنسيين، وهو الملف الذي تعمدت فرنسا إقفاله بسرعة قياسية، نظرا للعلاقة الجيدة التي تربطها بحركة تحرير أزواد، يضيف مصدرنا.
المغرب يستفيد من ملف حركة تحرير أزواد.
إستقبال الملك محمد السادس لرئيس الحركة الوطنية لتحرير أزواد، كان بتنسيق وقف على مراحله "إلياس العماري"، و لايزال، يقوم بدور التنسيق بين الأزواديين و الرباط، حول إعداد "ملف متكامل" حول "الحكم الذاتي" بشمال مالي تحت السيادة المالية.
الرباط، حسب مصدرنا، رحبت بـ"ذكاء" إستقدام "العماري" لـ"بلال أك الشريف"، الذي سيكون زعيما للحكم الذاتي بشمال مالي، و الذي سيكون داعما لمقترح المغرب للحكم الذاتي بالصحراء"، فـ"إنهاء مشكلة الازواد بشمال مالي بقبول طرفي النزاع "سلطات مالي و الازواد"، بتمتيع الشمال المالي بحكم ذاتي، يعني إنهاء صراع بمنطقة حساسة قريبة بالصحراء المغربية، التي لا تقل تعقيدا"، يضيف مصدرنا، و عبره ترحيب دولي بإنهاء الصراع وضغط على "البوليساريو"، لقبول المقترح المغربي.
لكن الرباط "غاضبة" في نفس الوقت من "تسرع و القفز الغير المحسوب العواقب" لـ"إلياس العماري"، الذي كاد يُسقط الملك في مشكل سياسي مع سلطات مالي، حين تسرع في استقدام 'اغ الشريف'، دون الترتيب لأعلام السلطات المالية بالأمر.
الجزائر تمسك بكبار قياديي المؤسسة العسكرية المالية
مصدرنا، لم يُفوت فرصة التذكير بأنَ 'الجزائر ترتبط عبر مخابراتها بكبار قيادة الجيش المالي، و ليس من السهل، اختراق "الاختراق الجزائري" للجيش المالي.
فرغم العلاقات السياسية "الجيدة"، التي ربطها محمد السادس بالرئيس المالي، إلا ان الجيش بمقدوره الانقلاب على الرئيس الحالي في أية لحظة، كما فعل مع الرئيس السابق، و هو أمر كان على المغرب دراسته جيدا"، يضيف مصدرنا.
موريتانيا تحسب القائم بالأعمال من الرباط و تعينه سفيرا بمالي
مصدرنا المتحدث لموقعنا "زنقة 20"، قال بأن السلطات الموريتانية، بإقدامها على سحب القائم بالأعمال من الرباط و تعيينه في باماكو المالية، سفيرا، له أكثر من دلالة، حيث يعتبر عارفا بالقضية الامازيغية بالمغرب وعلاقاتها بحركات "الطوارق" و "أزواد"، فضلا عن إطلاعه الجيد على ملف العلاقات المغربية المالية، من خلال صالونات الرباط التي اقتسم بها لقاءات بقياديين و ناشطين مغاربة و ماليين و دبلوماسيين، مما رجحه ليكون سفيرا فوق العادة لنواكشوط بمالي، لكبح جماح النفوذ المغربي بمالي، الذي اعتبره مصدرنا "قفز على الابنة الصغرى موريتانيا".