المغرب يستدعي سفيره من موريتانيا رداً على اخلاء سفارة الرباط
زنقة 20 . وكالات
علقت صحيفة “أوفيت ماروك” المغربية الناطقة بالفرنسية على توتر العلاقات بين المغرب وموريتانيا، قائلة: إن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجارتها الجنوبية لا تُظهر في الواقع أي علامات على الاستقرار، حيث أعلنت صحيفة موريتانية يوم الأحد الماضي أن الرئيس “محمد ولد عبد العزيز” استدعى كل دبلوماسييه من الرباط وهو ما يؤكد أن الأزمة بين المغرب وجارتها الجنوبية تتعقد يومًا بعد يوم.
وأكدت الصحيفة أن أولئك الذين ذكروا منذ بضعة أشهر أن هناك أزمة دبلوماسية بين المغرب وموريتانيا لم يخطئوا، فإعلان موقع “الأخبار” الموريتاني قيام “ولد عبد العزيز” بسحب دبلوماسيي بلاده يعطي الانطباع بالأزمة الدبلوماسية بين الدولتين التي توشك على الظهور.
ويشير مصدر إلى أن” محمد ولد لكحل” الذي كان قائمًا بالأعمال في الرباط تم تعيينه سفيرًا لموريتانيا في مالي، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تتزايد برودتها يومًا بعد يوم، وهو ما يثير المخاوف من قطع العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط بشكل كامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصحف الموريتانية نشرت هذا النبأ في اليوم التالي متسائلة حول قرار “ولد عبد العزيز” الذي ــ وفقًا للإعلام الموريتاني ــ جاء بعد “التصريحات المنسوبة للعاهل المغربي محمد السادس” خلال زيارته الأخيرة للجابون، ودون ذكر هذه التصريحات أو إعطاء فكرة عن حجمها أو سياقها، استشهدت الصحف المغربية والموريتانية بالعديد من الأحداث التي قد تكون السبب في إثارة هذه الأزمة.
وتشمل هذه الأحداث الزيارة الملكية لإفريقيا، والوساطة الملكية بين النظام والمتمردين الماليين، وكذلك ملف الصحراء، وفيما يتعلق بالموضوع الأول، قال كاتب موريتاني في اليوم التالي من زيارة العاهل المغربي لمالي “إن الملك محمد السادس يعبر المجال الجوي عدة مرات في جولاته الإفريقية دون الذهاب أبدًا إلينا (في موريتانيا)”.
وأوضحت الصحيفة أن القادة الموريتانيين لم ترق لهم الوساطة الملكية بين النظام الجديد في مالي وطوارق الحركة الوطنية لتحرير أزواد، فنواكشوط التي كانت تستعد للعب دور الوساطة هذا، توقعت أن يطرق قادة حركة تحرير أزواد بابها بدلا من باب الرباط.
أما فيما يخص مسألة الصحراء، فإن موريتانيا لا تزال تظهر عدم انحياز ثابت وحذر تجاه الجزائر والمغرب، ورغم أنها صارت معروفة باسم “البوليساريو”، إلا أن موريتانيا لم تستجب لمطالب انفصاليي البوليساريو بإقامة تمثيل دبلوماسي في نواكشوط.
ونقلت الصحيفة عن أحد الباحثين المتخصصين في شئون موريتانيا قوله إن متانة العلاقات بين المغرب وموريتانيا تظل استثنائية وأن من يقول إن موريتانيا قد تتحول إلى الجزائر لتأييد موقفها فهو لا يعرفها جيدًا، مختتمة بأنه في ظل وجود بوادر أزمة بين البلدين والتغييرات التي تطرأ على العالم كل يوم، لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث في المستقبل.