حقائق غريبة ومثيرة في قضية الطفلة المغربية المختطفة ببوليفيا
حياة غريبة عاشتها الطفلة المغربية المختطفة ببوليفيا، لمدة سبعة أشهر التي اختفت فيها، شبهها المسؤولون الأمنيون في ندوة صحفية عقدت بالعاصمة البوليفية بكونها “جحيما” حقيقيا. الطفلة التي غادرت إسبانيا بجواز سفر مغربي وبوثيقة تثبت سماح والديها لها بالمغادرة، دخلت بوليفيا بطريقة غير قانونية لكون الأمر يتطلب تأشيرة دخول بالنسبة لحاملي الجواز المغربي.
المسؤولون الأمنيون في الندوة الصحفية لمحوا لمسؤولية الوالدين في ما حدث لإبنتهما ذات التسع سنوات، والمقيمين بإسبانيا بطريقة غير قانونية منذ أكثر من سنتين. حيث سلموها لشخص في 35 من عمره ووقعوا وثيقة تسمح له بإخراج الطفلة من إسبانيا، حيث كان الجزء الأول من التحقيق منصبا على طريقة خروجها، ليتبين أن الوالدين وقعا الوثيقة بشكل رسمي بمركز أمني تابع للمنطقة التي يقطنون بها وفق ما تقتضيه الإجراءات.
الطفلة عاشت كـ”زوجة” في نظر الشاب البوليفي الذي احتجزها كل هاته الفترة بإحدى القرى النائية بقلب غابات الأمازون البوليفية، والتي توجد تحت سيطرة ميليشيات عسكرية خارجة عن سلطة الإدارة المركزية البوليفية. وكشفت التحريات الأولية أن الشاب كان يريد اتخاذها زوجة له، دون أن يثبت المتحدث أنها تعرضت لاغتصاب أو اعتداء جنسي، لكنه قال إن الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات، لكنه لم يذكر نوعية تلك الإحتمالات. لكنه أشار لوجود غموض في القضية التي قد تكون “زواجا بالقوة” قد يتشارك فيه حتى والداها…
الطفلة ذات التسع سنوات عاشت في تلك الغابات تقوم بما تقوم به أي زوجة، فقد رافقت الشاب ذو 35 سنة في أعمال قاسية كالفلاحة، إذ كانت تقوم بزراعة عشبة الكوكايين المنتشرة بالمنطقة، كما كانت تقوم بالبيع بالتجوال لعصير البرتقال بأحد أسواق القرية المعروفة.. كما كانت ترافقه في تنقلاته الطويلة على الأرجل بين الضيعات والمزارع، وفي فترات البرد والأمطار القاسية. فقد كان يدعي أنها ابنته وكان يغير إسمها غير ما مرة بهدف التضليل..
فحسب ما تم استجماعه من معلومات فقد كانت الطفلة تتعرض لأبشع معالم القسوة من لدن “الزوج” المفترض، كما كان مشكل اللغة يجعلها أشبه بخرساء في محيطها، ما جعل أزمتها تزداد عمقا، ولم تستطع أن تكشف عن وضعيتها وعن كونها مختطفة. خاصة أن المنطقة تحميها الملشيات ولا مجال للقانون والنظام بها.
كما تبين أن المعني نفسه يحمل هويات مختلفة ومزورة، وكان يعيش في إسبانيا بهوية مزورة بعد أن تمكن من ولوجها منذ أكثر من ست سنوات بفضل تلك الهوية المزورة، بعد طرده من قبيلته التي ولد بها نتيجة قيامه باغتصاب شقيقتين له هناك، فأفلت من السجن بعد تنازلهما عن الشكاية لكن حكم عليه بالإبعاد من القبيلة وفق الأعراف الجاري بها العمل، ومن تم تمكن من الهجرة لإسبانيا اعتمادا على وثائق مزورة، وجال بين مختلف جهاتها قبل أن يستقر منذ سنة وبضعة أشهر، بإقليم كاطالونيا ربط خلالها علاقة خاصة مع أسرة الطفلة قبل أن يدعي مصاحبتها له في رحلة لبوليفيا ومن تم انقطعت أخبارها، وفق رواية الأسرة، التي قالت إنها سمحت للطفلة للذهاب مع المعني خلال العطلة الصيفية ولكونها لم تستفد من عطلتها، وأن الجار ادعى أنه في زيارة لوالدته ببوليفيا وسيعود قريبا.
الجار البوليفي ادعى أنه أسلم وأنه يقوم بالشعائر الدينية للتقرب أكثر من الأسرة، في حين أنه ينتمي لطائفة دينية إسرائيلية معروفة هناك، ربما هي من كانت تساعده وتوفر له الإمكانيات المادية للعيش بإسبانيا. إذ تبين أن رحلته مع الطفلة المغربية كانت رحلة بلا عودة. فقد اكتفى بتذاكر الطائرة لرحلة الذهاب فقط في حين أغلق حسابه البنكي وحول كل ما كان لديه من أموال لحساب له ببوليفيا، مما يدل على نيته في الذهاب بلا عودة.
الطفلة المتواجدة حاليا تحت الرعاية الطبية والصحية بأحد مراكز إيواء القاصرين ببوليفيا، تخضع لفحوصات ولعلاجات نفسية قبيل نقلها بداية الأسبوع المقبل لإسبانيا، لتلتحق بأسرتها هناك وفق القرار القضائي القاضي بذلك.. في حين لم يعرف مصير المختطف بعد فيما إذا كانت السلطات البوليفية ستسلمه لنظيرتها الإسبانية أم أنه سيخضع للقانون البوليفي ويحاكم ببلاده.. عن الأحداث المغربية.