رحيل إدريس بنعلي.. رحيل المفكر الاقتصادي والسياسي الذي أقلق "المخزن الاقتصادي"
زنقة 20 . ألف بوست
توفي المفكر الاقتصادي والسياسي المغربي إدريس بنعلي اليوم عن سن تناهز 69 سنة في مدينة مراكش بعد صراع مع المرض، وتميز الراحل بتحاليله الاقتصادية المتميزة التي كانت شديدة الصراحة ومقلقة للسلطات كما كان ينشر بانتظام في الصحافة المغربية مقالات تحلل الوضع السياسي الراهن.
وكان بنعلي أستاذ الاقتصاد الذي تميز بأبحاث متعددة حول العلاقة بين الاقتصاد والسلطة المخزنية في المغرب، ويعتبر مرجعا أساسيا للعديد من الدراسات حول هذا الموضوع.
وعرف عن الراحل انخراطه في النضال منذ سنوات طويلة وخاصة بعد ظهور حركة 20 فبراير، إذ كان من المفكرين القلائل في المغرب الذين يؤطرون نظريا تحركات الشعب المغربي من أجل الديمقراطية والعيش الكريم.
وولد الراحل في العاصمة الرباط حيث درس الابتئدائي والثاني والمرحلة الجامعية قبل أن يصبح أستاذا جامعيا في الرباط والدار البيضاء وجامعة غرونوبل، وتميز برؤيته للاقتصاد المغربي التي تعتمد الرؤية السياسية والاجتماعية وليس فقط "المالية" ليحذر من أن المغرب يفقد طريق التحديث الاقتصادي لأن البحث الجامعي في علاقته بالاقتصاد غائب وأن الأبناك التي يعول عليها للنهضو الاقتصادي خجولة جدا في الاستثمار.
واعتبر إدريس بنعلي أن المؤسسة الملكية لا يجب أن تسيطر على الاقتصاد ولم يتردد في القول أن أكبر مؤسسة اقتصادية في البلاد وهي "أونا" تخضع لتسيير إقطاعي، ونادى بضرورة ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم وابتعادها عن الاستثمار. وسياسيا، كان من المبادرين في المقارنة بين الفاعلين السياسيين في الستينات حيث كانت الأحزاب تواجه الملكية وتتوصل معها الى اتفاقيات في حين يبقى مغرب القرن 21 هو رهين مبادرات الملك في حين غابت باقي الأحزاب عن الساحة، وكان يشدد على أن حركة 20 فبراير تعتبر من الذين أعادوا تعدد الفاعلين في الساحة السياسية.
وكان إدريس بنعلي الذي نشر الكثير من المقالات في جريدة المساء وبين الحين والآخر في الجريدة الرقمية لكم أول من حذّر من تراجع الأحزاب وسقوط بعضها تدريجيا في يد التكنوقراط الذين اقتحموا الساحة السياسية مثل كريم غلاب. ويعتبر من المفكريم القلائل الذين رفضوا إغراءات السلطة وبقي منحازا للبحث العلمي والنضال السياسي الى جانب المجتمع المدني وخاصة بعد ظهور حركة 20 فبراير.